المقارنة بين اللاعبين من باب لا تبخسوا الناس أشياءهم وإعطاء كل ذى حق حقه
بعيدًا عن المشاعر الشخصية، وبعيدًا عن الانتماءات الفكرية، والكروية، وتغليب منطق الحق والعدل، ومن باب «لا تبخسوا الناس أشياءهم» كان لابد من عقد المقارنة بين أهم لاعبين حازا على حب الجماهير، ونالا شعبية جارفة، محمد أبوتريكة لاعب النادى الأهلى ومنتخب مصر، ومحمد صلاح لاعب نادى روما الإيطالى ومنتخب مصر.
بداية، لابد من التأكيد على أن النجمين يتمتعان بالمهارة العالية داخل الملعب، وكل منهما له بصمته ونكهته الخاصة، ولكن بعيدًا عن الملعب يختلف الأمر، حيث أظهرت التقلبات السياسية الكبيرة عقب ثورة 25 يناير حقيقة محمد أبوتريكة، وأحمد عبدالظاهر وسيد معوض وشريف عبدالفضيل، وغيرهم من المحسوبين فكريًا على جماعة الإخوان الإرهابية، وبين الثعلب الكبير حازم إمام ونجم مصر محمد صلاح وشريف إكرامى وغيرهم من النجوم الذين يُغلبون مصلحة الوطن فوق مصالح الجماعات والتنظيمات.
وجدنا محمد صلاح، ورغم أنه يقيم فى أوروبا، ويحقق نجاحات كبيرة، إلا أنه لم ينسَ وطنه وقرر مساندته والتبرع بمبلغ 5 ملايين جنيه لصندوق تحيا مصر، بجانب ما ينفقه من تبرعات لإقامة مشروعات ومساعدة أهالى قريته بمحافظة الغربية.
القيمة ليست فى تبرع محمد صلاح بالملايين الخمس، أو أكثر أو أقل، ولكن القيمة بانتمائه الشديد لوطنه واعتزازه كونه مصريًا أولًا وأخيرًا، وأن يكون سفيرًا مشرفًا لبلاده يرفع رايتها فى المحافل الرياضية الدولية، ورفضه تغليب مصلحة جماعة فكرية أو سياسية فوق مصلحة الوطن.
على النقيض، كان أبوتريكة، قبل الثورة، المثل والقدوة فى الأخلاق والسلوك المحترم، كان يلتقى المسؤولين فى النظام الأسبق، وعلى رأسه مبارك وأبنائه علاء وجمال، ويجلس معهما ويبدى إعجابه بهما ويصافحهما بحرارة فى المناسبات الرياضية والعامة، وبعد 25 يناير 2011 انقلبت مواقفه من النقيض إلى النقيض، وظهرت ميوله لجماعة الإخوان الإرهابية بوضوح، وكون خلية إخوانية كبيرة فى النادى الأهلى بالتنسيق مع الدكتور إيهاب على طبيب الأهلى السابق، وارتفع صوته عاليًا، على عكس عادته.
محمد أبوتريكة، شاهد قناة الجزيرة وهى تذيع فيلمًا مسيئًا عن الجيش المصرى، ومع ذلك لم يقرر أن ينسحب من فريق المحللين الكرويين لقنوات الجزيرة الرياضية، مستمرًا فى الظهور على القناة المعادية، ومفضلًا الحصول على المبلغ الضخم، دون الوضع فى الاعتبار الإهانات الموجهة لجيش بلاده.
ولمنتقدى الكابتن أبوتريكة، بأنه استمر فى العمل بقنوات الجزيرة رغم إهانتها للجيش المصرى، مردود عليهم أن أبوتريكة نفسه وجه إهانات للجيش، وشن هجومًا ضاريًا ضد المشير طنطاوى ومجلسه العسكرى، ورفض مصافحة العسكريين، وافتعل أزمة مع أحد ضباط الجيش، وكأنه اكتشف فجأة أن العسكريين مرض معدٍ لابد من التحذير من المعاملة معهم.
هنا يتضح، الفارق الكبير بين، محمد صلاح الذى أظهر انتماءً كبيرًا لوطنه، وبين الممثل المدعى الإخوانى، الهوى والتنظيم محمد محمد أبوتريكة، فى خداع الجماهير، وللأسف، البعض لا يريد أن يصدق هذه الحقيقة، لأننا للأسف نرى ما نريد أن نراه.. لا أن نرى ما هو واقع على الأرض فعليًا، لذلك تحياتى للكابتن محمد صلاح الوطنى المحترم.