مواطن بسيط كان يعمل فى مهنة المحاماة، نجح فى بناء قصر فاخر، شاهده الملك فاروق خلال رحلة نيلية خلال فترة حكمة فى محافظة أسيوط، فقرر النزول من سفينته لتفقد القصر، وعندما انبهر به قرر إطلاق لقب " الباشوية" على صاحبه.
حصول الكسان على الباشوية بسبب الطراز المعمارى الفريد للقصر
روايات عديدة حول قصر الكسان بمدينة أسيوط، لكن يعتبر أكثرها صدقا هو استضافة الكسان للملك فاروق وزوجته الملكة فريدة، إذ استقبل الكسان الملك فاروق فى المرة الوحيدة التى نزل بها محافظة أسيوط، وخصص غرفة خاصة للملكة فريدة، وذلك أثناء قيام الملك فاروق بافتتاح معهد فؤاد الأول الدينى عام 1939 الذى كان قد وضع حجر أساسه الملك فؤاد الأول عام 1930.
وأثناء استضافة الملك فاروق، قررمنحه لقب الباشوية، قائلا :"من الآن أصبح ذلك القصر قصر الكسان باشا"، وأرجع السبب فى ذلك إلى روعة تصميم القصر، وذوقه الفنى الرفيع، وأنجب الكسان باشا 9 من الأبناء، وهجروا جميعهم المحافظة، تاركين ذلك المبنى المعمارى الفريد بجميع مقتنياته.
ففى محافظة أسيوط، العديد من القصور الأثرية والتاريخية ذات طراز معمارى مميز، يعود إلى العصر القبطى أو الإسلامى أو الحديث، ومن أبرز ها:" قصر الكسان "، الذى يعد واحدا من المعالم المميزة للمحافظة، التى لا تزال باقية حتى الآن، بعد أن هدمت قصور عديدة أخرى جميعها كانت على طراز مختلف، وظهر محلها المبانى الضخمة بالمدينة وضواحيها.
ويتميز قصر" الكسان " بموقعه المميز على الضفة الغربية لنهر النيل، مما جعله من المعالم الحضارية الهامة بالمحافظة، ويعتبر تحفة معمارية ذات قيمة حضارية وجمالية وأثرية متميزة .
تاريخ إنشاء القصر
وأنشأ هذا القصر ، الكسان باشا أحد أثرياء أسيوط، ويرجع بناؤه إلى عام 1902، واستمر البناء حتى 1910، وهذا التاريخ منقوش على الواجهة التاريخية للقصر، ويمتد القصر على مساحة أكثر من 8 آلاف متر مربع، بداخله حديقته الخاصة المميزة بأشجار الفاكهة، والموالح كالمانجو والجوافة .
الطراز المعمارى للقصر من الداخل والخارج
ويتكون القصر من الداخل من طابقين وبدروم، وتتكون واجهته من الزخارف والرسومات الإيطالية الجميلة على أشكال نصف دائرية مزخرفة على الطراز الإغريقى، وتتوج الشبابيك بكرانيش، وشارك فى بناء القصر فنانون من إيطاليا وفرنسا وإنجلترا، مما أكسبه تنوعا فنيا وحضاريا وجماليا جعل القصر يتفرد به بين معالم أسيوط الأثرية.
وتضم أدوار القصر عدة حجرات للنوم والمسافرين وتحتوى حجراته كالسفرة والمعيشة والاستقبال والبهو على مئات التحف والأنتيكات المعدنية وذات الأحجار والمعادن النفسية، كالذهب والفضة، بالإضافة إلى صالة بلياردو، كما تضم حجرات القصر أثاثا راقيا من أخشاب ثمينة
استطاعت الحفاظ على رونقها رغم مرور سنوات كثيرة من الزمن، ونحوت ذات طابع فنى خلاب نقشت على جدرانه من الداخل والخارج ، وكأن من يقف بداخله يشاهد لوحه فنية أبدع فنان فى رسمها.
الانهيار الأثرى لتحفة معمارية بأسيوط
و ظل القصر على ذلك الحال فترة كبيرة من الزمن، سكنت بداخله الطيور، وكست جدرانه ومقتنياته الأتربة، وتكسرت نوافذه الملونة البراقة ذات الطابع الأوروبى والشرقى، وتحولت حديقته الكبيرة إلى مأوى للحيوانات الضالة كالكلاب والقطط وجفت الأشجار، وانتشرت الحشائش الجافة بأرض الحديقة المطلة على النيل مباشرة .
وأعلنت محافظة أسيوط بعد تولى اللواء نبيل العزبى محافظ أسيوط الأسبق، إنهاء إجراءات نزع ملكية قصر الكسان باشا، لإنشاء أول متحف قومى بمحافظة أسيوط ، بتكلفة 18 مليون جنيه بهدف دعم الانتماء للمواطنين، وتحقيق بعد سياحى واقتصادى للمحافظة، وبالفعل تم وضع خطة بالتنسيق بين المتاحف والسياحة والآثار والتخطيط العمرانى وأملاك الدولة لإنشاء متحفين داخل القصر أحدهما يضم محتويات القصر النفيسة، والآخر لضم أكثر من 7000 قطعة أثرية مختلفة بالمحافظة، وتم تسجيل القصر كأثر تحت رقم "71".
الإهمال ينال القصر وسرقة بعض محتوياته فى ثورة يناير
وعلى الرغم من كل ذلك الرقى والفن الرفيع والطراز الأوروبى الذى بنى عليه القصر، إلا أن القصر يضربه الإهمال من الداخل والخارج، خاصة بعد أن ترددت أخبارعن تعرض القصر لسرقة محتوياته النفيسة من الداخل، مفادها اقتحام القصر أثناء ثورة 25 يناير 2011، وسرقة بعض مقتنياته النفيسة، خاصة تلك التحف من المعادن والأحجار الكريمة، وتم تشكيل لجنة لحصر المقتنيات ولكن لم
يستطيعوا حصر المسروقات، نظرا لأنه لم يتم جردها بعد تسلم القصر.
وخضع القصر بعدها للروتين والبيروقراطية، وتعطلت إجراءات تحويله إلى متحف قومى، وفى شهر يوليو الماضى، وجه الدكتور خالد العناني وزير الآثار تعليماته بسرعة الانتهاء من ترميم القصر، تمهيدا لتحويله لمتحف قومى ضمن 50 منشأة أثرية على مستوى الجمهورية فى مقدمتها هذا القصر، وأكد العنانى أن القصر محتفظ بكيانه ولا يحتاج إلا لجهود بسيطة لتحويله إلى متحف أثرى بالمحافظة.
السياحة: القصر أول متحف قومى بالمحافظة
ومن جانبه، قال عثمان الحسينى مدير هيئة تنشيط السياحة بأسيوط لليوم السابع، إن قصر الكسان باشا اشترته المحافظة من الورثة، ومن ثم ضمه إلى الآثار، مشيرا إلى أن القصر يتميز بطراز معمارى فريد، ولا يوجد مثيل له سوى فى إيطاليا وإنجلترا، خاصة أن من بناه
مهندسون إيطاليون وفرنسيون وإنجليز.
وأضاف الحسينى، أنه يجرى الآن العمل فى ترميم القصر بعد جرده، وتنظيف 3 واجهات من الخارج، وتنظيفه من الداخل، وذلك تمهيدا لتحويله لمتحف.
وأوضح الحسينى أن القصر سيكون مزارا استراتيجيا، وسيكون من أهم المزارات، لأن أسيوط تفتقر لمتحف قومى، وسيكون القصر اول متحف قومى بالمحافظة، مشيرا إلى أنه سيتم عرض محتوياته كقطع أثرية، بالإضافة إلى عرض بعض القطع الأثرية الفرعونية فى بعض الأماكن بداخله.
وأكد الحسينى أن متحف قصر "الكسان" سيقبل عليه السياح حتى وإن كانت أسيوط غير مدرجة فى الرحلات السياحية الجنوبية، وسيفرض وجود المتحف عمل ترانزيت للسائح أثناء رحلته إلى المحافظات الجنوبية.
وأضاف الحسينى أنه لا يمكن الإقرار بتعرض القصر للسرقة، وذلك لأنه لم يتم عمل جرد قبل أن تتسلمه المحافظة بشكل رسمى، ولكن هناك أقاويل تتردد عن تعرضه للسرقة، فأصحابه أغلقوه وسافروا، ولكن بمجرد أن تسلمته المحافظة قامت بعمل جرد كامل له.
اتربه علي ارضية القصر
اثاث متهالك باحد الحجرات
اثار هدم تظر علي ارض القصر
احد الاسرة بحجرة نوم مسافرين
احدي الحجرات يبدو عليها الاعمال
احدي حجرات المعيشة داخل القصر
الاهمال يضرب حجرات القصر
الاهمال يضرب حديقة القصر
البهو الداخلي للقصر
الطابق الثاني من القصر
القصر من الخارج
القصر من الداخل
شرفات تميز القصر
صالة بليارود الثانية بالعالم
طيور تسكن شرفات القصر
طيور تعشش داخل احدي حجرات القصر
قطعة موسيقة
لوحة فنية باحد الحوائط
مروحة هواء قديمة بالقصر
مقتنيات مكتب الكسان باشا
مكتب الكسان باشا داخل القصر
مكتب الكسان باشا
مكتبة نادرة بمكتب الكسان باشا
منظر القصر من الخارج
نقوش والوان لم يغيرها مرور الزمن
نقوشات فنية ببهو القصر
نقوشات فنية ورسومات تزيين السقف
واجهة القصر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة