-
زوجة حارس العقار: حينما صعدت لاستطلاع الأمر طردتنى ابنة المنتحر
-
شاهد: كان يقطن فى المنطقة منذ سنوات طويلة وعلاقته كانت طيبة مع الجميع
-
النيابة العامة تأمر بتشريح الضحية وتطلب تقرير الصفة التشريحية
فى برج الزهور بمنطقة العمرانية، كان يقطن "عصام.ع" 55 عاماً محاسب بإحدى شركات السيارات، بصحبة زوجته والتى تعمل نائب مدير لأحد البنوك الحكومية، وأبنائه الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم فيما بين 12 و 16 سنة، كانت الحياة تسير بشكل طبيعى، ولكنها لم تكن تخلو من بعض المشاكل الأسرية العابرة، وذات ليلة انقلب كل شىء رأسا على عقب، وتبدلت الحياة المستقرة الهادئة الى أخرى يكتنفها الغموض.
ففى ظهر يوم الأحد الماضى دخل الابن الأكبر على والده حجرة النوم، بعدما طال غيابه، لإيقاظه إلا أنه فوجئ به جثة هامدة، وشرايينه مقطعة وعنقه منفصل بشكل شبه كامل عن جسده، وتناثرت قطرات الدماء على أرضية الحجرة، فصعق الفتى الذى لم يتجاوز عمره الـ14 بعد من هول المشهد، وأدرك حينها أن والده انتحر نظراً لضيق الحياة ومصاعبها ومعانته من مشاكل مستمرة فى العمل.
العقار الذى شهد واقعة الانتحار
انتقل "اليوم السابع" إلى مكان الواقعة، فى الطابق الخامس، حيث كان يقطن المنتحر بصحبة زوجته وأبنائه بمنزل رقم 52، طرقنا الباب ففتحت ابنته، أخبرناها بهويتنا إلا أنها رفضت الحديث، بعدها دخلت لإخبار والدتها، فى تلك الأثناء كانت أصوات القرآن الكريم تغلف المكان، والجميع يكتسى بالملابس السوداء وملامح الحزن تسيطر على ما سواها.
زوجة الضحية:"لم يكن يعانى من أمراض نفسية ولكنه عانى من مشاكل فى العمل"
خرجت زوجته "إيمان.م" وقالت:"يوم الواقعة كنت فى العمل وفوجئت باتصال هاتفى من نجلى فى غضون الساعة الثانية ظهراً يخبرنى فيه بوفاة والده، لم أصدق الأمر فى البداية وبدأت الأسئلة تعصف بذهنى متى وأين وكيف توفى؟ فقد كان فى اليوم السابق ليوم الواقعة بصحبتنا يضحك ويمرح مع أبنائه الثلاثة، ولم يكن يعانى من أى أمراض عضوية أونفسية، تركت العمل وهرولت الى المنزل وهناك علمت بأنه قطع شرايينه وعنقه".
الزوجة:"الشيطان تملك من زوجى فسلبه روحه بيده"
وتضيف "إيمان" بكلمات متقطعة يكسوها الحزن والألم: "عصام لم يكن يعانى من أى مشاكل نفسية تستلزم العلاج، إلا أنه فى الفترة الأخيرة كان يعانى من ضغوط مالية نتيجة مشاكل فى عمله، ولكنها لم تكن بأى حال من الأحوال لتدفعه إلى ذلك المصير، جميعنا يمكن أن نفكر فى الانتحار ولكن الذى يفرق بين شخص وآخر هو الإيمان، من غلبه إيمانه لا يقدم على مثل ذلك أبداً، أما من سيطر عليه شيطانه وتملكه فقد يدفعه إلى الانتحار، وهذا ما حدث، لقد تملك الشيطان من زوجى فسلبه روحه بيده".
المنزل الذى شهد واقعة الانتحار
الزوجة ترد على اتهامات شقيق زوجها بقتله
وتقول "إيمان" رداً على اتهامات شقيق زوجها لها بقتل زوجها ـ فى تحقيقات النيابة ـ: "كلامه ليس له أى دليل مادى يدعمه، فقد كنت فى العمل أثناء وفاة زوجى، وعدت إلى المنزل بناء على اتصال جرى بينى وبين نجلى أخبرنى فيه بوفاة والده، وهناك شهود عدة على ذلك من بينهم حارس العقار الذى نقطن فيه ، كان هناك مشاكل أسرية بيننا ولكنها الخلافات الموجودة فى كافة البيوت المصرية، رحمه الله وغفر له".
زوجة حارس العقار: أستاذ عصام كان مستقيماً ومتزناً وعلاقته مع أسرته طيبة
وتقول "أم بلال" زوجة حارس العقار الذى شهد الواقعة: "تسلمنا مهام عملنا أنا وزوجى فى حراسة برج الزهور منذ ما يقرب من شهرين، ولم تكن علاقاتنا توطدت بسكانه بعد، ولكننا كنا نرى أستاذ عصام وهو صاعد إلى منزله بصحبة أبنائه وزوجته، كانت علاقتهم ـ وفق ما هو بادى ـ طبيعية، لم تحدث بينهم مشاكل خلال فترة عملنا، كانوا دائماً ما يصعدون ويغادرون العقار وهم يضحكون ويمزحون معاً، وكان المنتحر متزناً ومستقيماً ولم تبدو عليه أى علامات تثير الشك أو الريبة".
مدخل العقار الذى شهد واقعة الانتحار
وتضيف "أم بلال": "يوم الواقعة فوجئت فى غضون الساعة 2.00 ظهراً بنجل أستاذ عصام يهرول إلينا فى حجرة الحراسة، كنت حينها أغير أسطوانة البوتاجاز، سألنى عن زوجى فأخبرته أنه فى الخارج يشترى بعض المستلزمات للسكان، فأخبرنى بوفاة والده فصعدت معه فى إرتباك إلى منزله، ففوجئت بشقيقته تصرخ وتبكى، حاولت تهدئتها فنهرتنى ودفعتنى للخارج، وقالت:"مش عايزين حد سيبونا فى حالنا"، فعدت إلى حجرة الحراسة فى الطابق الأرضى، بعدها بفترة عادت مدام "إيمان" زوجة أستاذ عصام من العمل، وحضرت سيارات الإسعاف وتولت نقل جثمان الضحية الى المستشفى".
شاهد:كان يقطن فى المنطقة منذ سنوات طويلة وعلاقته كانت طيبة مع الجميع
محمد رشدى "قهوجى" يبلغ من العمر 47 عاماً، ومالك مقهى على ناصية الشارع الذى شهد الواقعة، قال:"لم نكن نعرف أى شىء عن الواقعة حتى جاءت سيارات الإسعاف وانتشر رجال المباحث والأمن فى محيط العقار الذى شهد الواقعة، أستاذ عصام لم يكن اجتماعيا بشكل كبير، لم يكن يجلس على المقهى إلا قليلاً وذلك على الرغم من تواجده فى المنطقة منذ عدة سنوات، إلا أن علاقاته كانت طيبة مع الجميع".
ويضيف "رشدى": "حضرت سيارات الإسعاف فى غضون الساعة الثالثة عصراً، بعدها بفترة وجيزة حضرت سيارات الشرطة وعدد من قوات الأمن ورجال المباحث، الذين استمعوا لأقوال عدد من شهود العيان حول الواقعة، من بينهم حارس العقار وزوجته، بعدها بفترة تم اصطحاب الزوجة وأبنائه الثلاثة الى قسم الشرطة للإدلاء بأقوالهم، رحم الله أستاذ عصام لم يكن يقابلنا إلا بابتسامته وحسن خلقه".
مدخل العقار
أجرت النيابة مناظرة لجثة المجنى عليه وتبين أنه فى العقد الخامس من العمر يرتدى ملابسه كاملة، وبه قطع فى شرايين اليد اليسرى وتهتك شديد، فضلاً عن قطع فى الرأس بمنطقة العنق، فأمرت بدفن وتشريح جثته، وطلبت تقرير الصفة التشريحية للوقوف على ظروف وملابسات الوفاة بشكل مفصل، ووفق ما أشارت التحريات الأولية فلا وجود شبهة جنائية حول الحادث.
واستمعت النيابة لأقوال أبناء المنتحر الثلاثة والذى تتراوح أعمارهم ما بين 12 : 16 من عمره، الذين أكدوا فى التحقيقات، أنه فى غضون الساعة الواحدة ونصف دخلوا على والدهم حجرة النوم فوجدوه غارقاً فى دمائه بعدها أجروا اتصالاً هاتفياً بوالدتهم التى كانت فى العمل وحضرت على الفور، بعدها بفترة وجيزة حضرت سيارات الإسعاف ونقلت والدهم الى المستشفى.