قال الكاتب الدكتور عبد المنعم سعيد، رئيس المركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية فى القاهرة، إننا بحاجة ماسة لوجود مؤسسات مؤهلة لدراسات الأفكار الإرهابية، إذا كنا نسعى فعلياً لوجود حل جذرى للقضاء على الإرهاب.
جاء ذلك ضم فعاليات اليوم الثانى لمؤتمر "الأمن الديمقراطى فى زمن التطرف والعنف"، والذى تنظمه مكتبة الإسكندرية فى الفترة من 14 وحتى 16 من يناير، وعقدت الجلسة الرابعة بعنوان "رؤى معاصرة: الدول ذات الغالبية المسلمة"، وتحدث فيها كل من: السيد طاهر المصرى، رئيس الوزراء بالمملكة الأردنية (1990–1991)، وعبد العزيز التويجرى، مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، الدكتور نسيم أحمد شاه، أستاذ قسم الدراسات الإسلامية، وعميد كلية العلوم الاجتماعية، جامعة كشمير بالهند.
وقال عبد المنعم سعيد: فى واقع الأمر وبالنظرة الأولى ما زال أمامنا مشكلة عدم وجود ما يسمى بديمقراطية حقيقة، حيث أن لدينا تهديدات رئيسية، الأول هو الإرهاب، والثانى هو مفهوم الشعبية، وكذلك يوجد حالة من التضاؤل فيما يتعلق بالمفهوم الشعبى، ومفهوم الشعوب تجاه الديمقراطية، فحينما نتحدث عن الديمقراطية فى محاضرة أعتقد أن هناك نظرية سائدة فى العالم الغربى وهو موضوع الساعة، هناك سببان رئيسيان متعلقان بالديمقراطية، الأولى هى المركزية ومدى علاقتها بالشروق الأوسط، والديمقراطية ومدى انتشارها فى الشرق الأوسط، والأمر الثانى هو الإرهاب العالمى.
وأضاف "سعيد" الإرهاب العالمى توغل بقوة حيث أن حوالى 160 دولة تعرضت لعمليات إرهابية بين الحين والآخر، وتلك العمليات قد ارتكزت فى بعض المناطق، وضحايا تلك العمليات ارتكزوا فى بعض الدول منها العراق ونيجيريا وأفغانستان، وجميعهم ينتمون إلى القاعدة أو داعش أو طالبان، وغيرهم، وأكبر 10 دول تتعرض للإرهاب كانت الصومال، ومصر وسوريا، والسودان.
وتابع "سعيد": كما يشير مؤشر العملية الإرهابية، إلى أن هناك أسباب رئيسية، حيث لا يوجد رابط تنظمى فيما يتعلق بجميع تلك العمليات، والحركات المنظمة له، فهناك مثلاً معدل النمو الشامل لتلك البلدان، والذى لا يوحى بإيجابية، كذلك نشير إلى نظام الحكومة، وكذلك العلاقة بين الإرهاب العالمى وكذلك معدلات النمو، وشرعية المؤسسات الحاكمة، ولابد أن نشير إلى بعض المنظمات الدينية التى كانت عاملاً ودافعاً رئيسيا للهجمات الإرهابية ولم تكن تواجه تلك الحكومات القمعية، ولكن الأمر كان يتعلق أكثر بالأفكار المتطرفة.
وقال عبد المنعم سعيد: لابد أن نذكر أن الجماعات الإسلامية ليست فقط إرهابية ولكنها جماعات فاشية، حيث نواجه حاليًا خطر اللحظة الفاشية، وظهور العديد من البؤر الإرهابية فى العالم الغربى، مما يمثل خطر عالمى، والأمر يكاد أن يخرج خارج نطاق السيطرة، وخاصة عندما ننظر لليبيا والعراق وما حدث من تدمير شامل، وكذلك ما حدث للثورة الفرنسية وحروب نابليون فى وقت من الأوقات، وما تبعها من ردود فعل سلبية ومظلمة تجاه شعوب المنطقة، وخاصة تلك الدول التى لم تشهد حالة تنويرية.
وأكد عبد المنعم سعيد، على أنه لابد وأن ننظر للفكر الإسلامى السياسى، ومدى تأثيره فى الفكرة القمعية، ولابد أن ننظر إلى أنه بعد وفاة النبى محمد – صلى الله عليه وسلم – وجدت الكثير من المذاهب، وكذلك مجموعة أهل البيت والذين كانوا معروفون باسم الشيعة، والإسلام السنى ينص أن الدولة يحكمها الحاكم وأن السلطة لا ينبغى أن تكون محكومة بخطوط دموية، ولكنها لابد أن تكون محكومة بالانتخاب، فالسلطة هى من الله، وبالتالى حينما ننظر فى فكر الإسلام السياسى نجد أن هناك العديد من الانقسامات، بل أنهم استمروا فى مفهوم الإسلام السياسى، فنجد أن الخوارج قد اختفوا لفترة لكنهم ظهروا مرة أخرى، فنجد ما حدث 1928 مع ظهور جماعة الإخوان المسلمين بسبب ضعف الحكومة فى هذا الوقت، وبعد ثورات الربيع العربى نجد عودة قوية للإرهاب مرة أخري، فلابد أن ننظر هنا إلى أى مدى إمتزاجت الأفكار الفاشية المتطرفة بفكر الإسلام السياسى.
وشدد عبد المنعم سعيد، على أنه لابد وأن نميز بين الإرهاب والإرهابيين، فلابد أن نصنف الأفكار ونتأكد من أن الإسلام الآن يواجه مشاكل فى سوريا والعراق، ويوجد أدلة واضحة أن تلك الكيانات بدأت تتلاشى، فنجد ما حدث فى الموصل فى سوريا فتنظيم الدولة الإسلامية بدأ يتلاشى، لكن السبب الوحيد لتأخر تلك الجماعات هو عدم التنسيق أحيانا بين الحكومات، وحتى نكون صريحين فإن مهمة مواجهة الإرهاب هى مهمة العالم العربى والإسلامى بشكل خاص، لأننا مسئولون عن ما يحدث فى تلك المنطقة، نحن لدينا القدرات لمواجهة الخوارج والهجمات الإرهابية، ولابد أن نعترف أن تنظيم الدولة الإسلامية يمثل فرعاً من فكر الجماعة الإسلامية وفروعها مثل القاعدةن ونجد أن كل جيل كان يتأثر بالأجيال السابقة، وهذا ما يمثل هلاك للعالم العربى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة