وائل السمرى

مملكة الغبار

الأحد، 15 يناير 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مباشرة ودون لف أو دوران: هل نحاول فعلا أن ننقذ البلد من عثراته وأن نكتفى ذاتيا خلال سنوات قليلة، وأن نتحول إلى طاقة إيجابية محيطنا الإقليمى بدلا من هذا الوضع المخجل؟ أتمنى أن تكون الإجابة نعم، وإن كانت كذلك فهل نعمل على الوصول إلى هذا الهدف؟
 
بالطبع لا، نحن لا نعمل بالطريقة الصحيحة ولا نعمل فى الاتجاه الصحيح، ولا نعمل بالروح اللازمة لخوض التحديات، التى تقف أمام مصر، وللأسف فإن أكثر ما يحزن فى الأمر هو أن مصر بها العديد من الموارد الحقيقية، التى من الممكن أن تسهم فى زيادة الدخل القومى دون تحميل المواطنين أعباء إضافية، لكننا للأسف لا نقوم بالتسويق المناسب لفرص الاستثمار فى مصر، ولا نحسن استغلال مواردنا المترامية فى كل مكان، فكل وزارة أو هيئة أو مصلحة تمتلك أصولا مهولة لا تقوم باستغلالها بالشكل الأمثل، ولا تعتنى بها كما يجب، فيزحف عليها الغبار، ويأكلها الصدأ، بينما نحن هكذا.. جائعون.
 
منذ أيام تناولت مدى الإهدار الواقع فى وزارة الزراعة وتحديدًا فى المتحف الزراعى، وكانت المصيبة الكبرى هى معرفتى بأن هذا المتحف المترامى الأطراف لا يدّر سوى 200 جنيه شهريًا، أما حديقة الأورمان فلا تدر سوى 800 جنيه شهريًا، أما شركة مياه الشرب فلها العديد من قطع الأراضى المترامية، التى يتم استغلالها كمخزن للخردة، كما فى مقرها ببولاق أمام مدينة أعضاء هيئة تدريس جامعة القاهرة، وعلى طريق صلاح سالم فى أروع بقعة فى مصر أمام حديقة الأزهر نحرم أنفسنا من بهاء مصر وآثارها، ونمنح هذا الجمال للأموات فحسب، أما على جانبى سور مجرى العيون فلا نستغل هذه المكان المبهر سوى فى تكديس القمامة، وفى المطرية حيث تقبع حضارة أقدم جامعات العالم فى مدينة أون يرتع المجرمون فى 54 فدانا من الآثار المطمورة، التى من المكن أن تستغل كمدينة سياحية وترفيهية وأثرية نادرة.
 
عشرات وعشرات من الفرص الاستثمارية المهدرة، لكننا لا نفعل أى فكرة ولا نطور أى مشروع ولا نضع حجرًا على حجر أو نرفع حجرًا عن حجر، نعيش فى مملكة من غبار، الذى لا يزحف إلا على المهملات، يتساوى فى هذا الأرواح والنفوس، والمبانى والمنشآت.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة