سحر عبد الرحمن

ماما كريمة

الإثنين، 16 يناير 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كنت أدرس بالسنة الثانية بكلية الإعلام عندما طلب منا الدكتور "فرج الكامل" فى إحدى محاضراته كتابة اسم مقترح لفنانة مصرية لتكون رمزا لحملة إعلانية كبيرة عن صحة الأطفال والتوعية بمرض جفاف الأطفال الذى كان منتشرا بشراسة فى تلك الفترة وكان يشكل خطرا كبيرا على الأطفال فى مصر خاصة فى القرى فى الوجه البحرى والصعيد وأتذكر وقتها أن الغالبية العظمى إن لم يكن الجميع أجمع على اختيار اسم "الفنانة الكبيرة" كريمة مختار، وسأل د.فرج آنذاك ولماذا الاجماع على هذه الفنانة فكانت الإجابات تقريبا شبه موحدة وهى "أصلها أحسن واحدة تقنعك بأنها أم بحق وحقيقى وكمان هى شبه أمهاتنا وفيها حنية وعطف وحنان زى أمهاتنا بالظبط... واقتنع الدكتور بكل ما قاله الطلبة والطالبات وكانت الحملة للتوعية ضد مرض "جفاف الأطفال" ونجحت نجاحا كبيرا واستطاعت هذه الأم الحقيقية الفنانة أن تساهم وتوعى الأمهات فى كل مكان وأن يستجبن لها ويتم إنقاذ الأطفال فى مصر من هذا المرض اللعين.

 

هذا جزء من قيمة وعظمة فنانة بقدر الفنانة "كريمة مختار" والتى طالما أمتعتنا وأسعدتنا وأشعرتنا بالحنان والحب والعطف والطيبة وهى تمثل دور الأم فى فيلم "الحفيد" و مسرحية "العيال كبرت" ومسلسل "أبو العلا البشرى" وغيرها من الاعمال المصرية المحفورة فى ذاكرة المصريين جميعا والتى جعلت من كل المصريين والعرب يحزنوا ويبكوا رحيلها ورحيل كل من فقد امه , ولن انسى عندما رأيتها أول مرة وجها لوجه وكنت سعيدة مثل الأطفال، وما إن مددت يدى لتحيتها والسلام عليها ومن فرط بشاشتها وضحكتها المصريه الأصيلة والتى جعلتنى احتضنها بكل حب كما أحتضن أمى أو جدتى رحمها الله والتى كنت أحبها حبا شديدا يفوق حبى لأمى, هذه كانت الفنانة "كريمة مختار التى أبكتنا جميعا وهى تجسد دور أم المبدع "يحيى الفخرانى" ماما نونا فى مسلسل حمادة عزو "هذه الفنانة" أم صديقنا الغالى الإعلامى الكبير "معتز الدمراداش" الذى كشف لنا عن الوجه الحقيقى لهذه الأم العظيمة التى كانت عظيمة فى بيتها وفى تربية أبنائها الـ3 وجعلت منهم مثالا يحتذى به فى الأخلاق والاحترام والإنسانية.. لقد أبكانا رحيلك أيتها الأم الجميلة الحنونة الطيبة ولكن عزاءنا وجودك بقلوبنا جميعا بقدر ما أسعدتينا وأمتعتينا فى أعمالك الفنية العظيمة التى ستخلد وجودك وذكراك للأبد أيتها الأم المصرية العظيمة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة