مع بداية كل عام جديد، يحرص البوب محمد البرادعى على الظهور المفاجئ أمامنا فى استعراض «ون مان شو»، وفى هذا العام جاء الاستعراض مزدوجا، مرة من خلال الحلقات المشبوهة على تليفزيون العربى الجديد، ومرة أخرى من خلال التسريبات التى كشفت ما فى نفس البوب من كراهية مكبوتة ومشاعر سيئة تجاه من عمل معهم فى مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير 2011.
الظهور هذا العام كأنه الأنفاس الأخيرة للبوب، الذى كان مكلفا بلعب دور كرازاى أفغانستان فى مصر بعد ثورة يناير، لكنه فشل فشلا ذريعا، لأن المجتمع المصرى لا يضم قبائل أفغانستان، كما أن البرادعى نفسه لا يستند إلى قبيلة حاكمة ومحاربة، ولا إلى مجموعة مؤثرة أصلا فى المجتمع، وما يقوله ألاضيشه من أنه مفكر يهدى إلى طريق الرشاد، وأن أفكاره هى النور الذى يستدل به المؤمنون بثورة يناير، ما هو إلا محض كلام فارغ، ويكفى أن نرصد سجل نشاط البرادعى المفكر، كما يزعم مريدوه أو المنتفعون منه، لندرك أن أفكاره ما هى إلا تغريدات غامضة تشبه الرجل تماما، فهو يرفع شعار المواطن العالمى المفرط فى إنسانيته، الذى يدعو دائما إلى قيم مثالية، بينما بلده المكتوب فى جواز سفره يتعرض لأبشع أنواع الحروب السياسية والاقتصادية.
وجاء ظهور البرادعى على تليفزيون العربى الجديد، الذى يديره بين الدوحة ولندن الثنائى الشهير والمفضوح وضاح خنفر وعزمى بشارة، دالا فى ذاته، لا يحتاج منا أن نبحث فيما يقوله أو سيقوله، لأن البوب عادة ليفاجئنا بجديد، بل يتحدث عن نفسه باعتباره فى نفسه المختار والجميع هم الأغيار الأدنى منه مرتبة وكفاءة.
والتسريبات الأخيرة التى واكبت ظهور البرادعى السنوى فى يناير هى الأخرى، أكدت على نظرته المتعالية عن نفسه والمنحطة عن الآخرين، رغم أنه لم يقدم ما يبرر تلك النظرة عن نفسه وعن الآخرين، لكنها أسهمت مع ظهوره على تليفزيون العربى فى تأكيد الصورة الذهنية الشعبية عنه، باعتباره خواجة وممثلا للخواجات فى البلد، والمصريون الذين يحلو للبعض وصفهم بالبسطاء، يعرفون أن الخواجات وأتباعهم لا يأتى من ورائهم خير أبدا.
عيش يا بوب واتكلم واشتم كل أطياف العمل السياسى فى مصر من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، لكنك ميت تمشى على قدمين، لا أحد يلتفت إلى ما تقوم به وما تتكلم عنه، حتى لو خدعتك بعض المنابر الغربية بنشر صورك وكلماتك بين الحين والآخر.
يا بوب.. حاول تسكت شوية، واستمتع بليالى الأنس فى فيينا، هو محدش قال لك إنه Game Over؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة