فى حلقة جديدة من مسلسل تحدى إسرائيل للإرادة الدولية الرافضة للاحتلال بكل أشكاله وأنواعه، وردًا على قرار مجلس الأمن الدولى الأخير رقم "2334" الداعى لوضع حد للاستيطان بالأراضى الفلسطينية المحتلة، قررت تل أبيب طرح مشروع قانون ضم "معاليه أدوميم" أضخم المستوطنات اليهودية للتصويت عليه بمجلس الوزراء يوم الأحد المقبل.
ويسعى مشروع القانون الجديد لفرض القانون الإسرائيلى على المستوطنة، وبالتالى على المنطقة E1 التى تم ضمها الى منطقة نفوذها، مما يمحى أى تواجد فلسطينى على تلك المنطقة، بالإضافة إلى هدم منازل ثمانية قرى فى جنوب الخليل ومصادرة الأراضى الفلسطينية لتوسعة الاستيطان بزعم أنها أراضى مملوكة للجيش لأسباب أمنية.
مستوطنة معاليه ادوميم
منطقة E1
وتمتد منطقة E1 على مساحة 12 كلم مربع، شمال وغرب مستوطنة "معاليه أدوميم"، ويعارض العالم البناء الإسرائيلى فيها لأن ذلك سيعنى فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها وسيصعب إقامة دولة فلسطينية متواصلة فى المستقبل.
وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، اليوم الخميس، إن مخططات البناء فى هذه المنطقة أثارت انتقادا دوليا شديدا، وتم تأخيرها كلها لأسباب سياسية منذ عام 2005.
وقال المبادر للقانون، النائب بالكنيست عن حزب "الليكود" يوآب كاش، إنه إذا ثار خلاف فى الائتلاف الحاكم فانه سيوافق على التسوية وترك المنطقة E1 خارج المناطق التى سيتم ضمها.
وأضاف النائب بالكنيست: "بالتأكيد قد نضطر كجزء من تسوية الى تمرير القانون بدون E1، وهذه مسألة يمكن دراستها.. لا أريد لأحد أن لا ينضم إلى الإجراء بسبب كون السيادة ستشمل المنطقة E1".
نتانياهو
80% من الإسرائيليين يؤيدون فرض السيادة عليها
وقال كيش، إن 80% من الإسرائيليين يؤيدون فرض السيادة على معاليه ادوميم، مضيفا أنه فى هذه المرحلة سنترك للجنة التى ستناقش القانون فى الكنيست، تحديد خطوط السيادة، وقد يتم تحويل الصلاحية الى وزير الداخلية.
ورفض رؤساء أحزاب "كلنا" و"يهدوت هاتوراه" و"شاس" المشاركة فى الائتلاف الحاكم، كشف مواقفهم من مشروع القانون، علما أن اللجنة الوزارية التى ستناقش مشروع القانون تتخذ قرارها بناء على تصويت الوزراء، لكن قرار دعم او اسقاط مشروع قانون حساس، يتم فى أحيان متقاربة على أساس توجيهات رئيس الحكومة، أو وفقا لنقاشات سابقة تجريها كتل الائتلاف.
وقالت مصادر فى الليكود، إن نتانياهو قد يؤخر التصويت على مشروع القانون أو يمنعه، "لأنه لا يريد تحدى ترامب مع مشروع قانون من شأنه إحداث تغيير جوهرى فى المنطقة، بعد يومين فقط من دخوله إلى البيت الأبيض" حسب ما قاله أحد المسؤولين الكبار فى الحزب.
رفض فلسطينى لضم المستوطنة
وفى المقابل، أكدت وزارة الإعلام الفلسطينية، أن مشروع قانون ضم مستوطنة "معاليه أدوميم" إلى السيادة الإسرائيلية، هو تحد للإرادة الدولية ورسالة للعالم أجمع أن دولة الاحتلال ماضية فى رفض كل قرارات الأممية، ومستمرة فى سرطانها الاستيطانى.
وأعادت الوزارة الفلسطينية خلال بيان لها حصل "اليوم السابع" على نسخة منه، التذكير بما كشفته منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية قبل 8 سنوات من أن الاحتلال اتخذ قراراً مبدئيا بضم "معاليه أدوميم" المُقامة على أراضى بلدة "العيزرية" إلى منطقة نفوذ القدس المحتلة، حتى قبل إقامة المستوطنة عام 1975، ما يثبت نوايا إسرائيل الحقيقية تجاه المدينة المقدسة منذ عقود.
وطالبت الوزارة مجلس الأمن الدولى إجبار الاحتلال على وقف مخططاته، واحترام إرادة المجتمع الدولى، والإجماع الأممى الذى يرى فى الاستيطان سرطانًا يجب استئصاله.
نتانياهو خلال مراسم افتتاح أنفاق هارئيل
العاصمة المزعومة
وفى تحد للعالم ولجميع الدول العربية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو خلال مراسم افتتاح "أنفاق هارئيل" التى ستربط تل أبيب بمدينة القدس المحتلة اليوم الخميس، إن القدس ستظل عاصمة إسرائيل الأبدية.
ونشر أوفير جندلمان، المتحدث الرسمى باسم نتانياهو على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" كلمة رئيس وزراء الاحتلال خلال افتتاح الانفاق.
وزعم نتانياهو قائلا: "فى الذكرى الخمسين لتوحيد العاصمة ولحرب الأيام الستة – حرب 1967 - تعيش العاصمة إحدى فتراتها الزاهرة، إنها مليئة بالحياة وتستقبل حشودا من الزوار ويمكن الوصول إليها بسهولة من وسط البلاد وهذا سيكون حتى أسهل مع تشدين خط القطار إليها قريبا".
السفارة الامريكية فى تل ابيب
حملة لدعم ترامب
فيما أطلق رئيس بلدية القدس المحتلة، نير بركات، حملة دعم للرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب، توجه من خلالها إلى الإسرائيليين لكى يرحبوا بدخول ترامب إلى البيت الأبيض، ويدعمون قراره بشأن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
وقالت صحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية، إن بركات دعا الإسرائيليين إلى التوقيع على عريضة إلكترونية تشكر ترامب على دعمه الراسخ لإسرائيل وعلى وعده بنقل السفارة الى القدس.
وقال رئيس بلدية القدس إنه سيتم تحويل العريضة مع التواقيع الى ترامب عبر قنوات أمريكية رسمية، مضيفا أن دعوته للتوقيع على العريضة جاءت على خلفية المعارضة القوية لنقل السفارة من قبل "أعداء إسرائيل".
وكان قد أكد ترامب لمراسل الصحيفة نفسها خلال لقاء تم تنظيمه له فى واشنطن مع أعضاء السلك الدبلوماسى، فى إطار التحضير لمراسم تسليمه مقاليد الرئاسة رسميا غدا الجمعة، إنه لم ينس وعده بشأن نقل السفارة الأمريكية الى القدس، وقال إنه شخص "لا يخرق وعوده".
مظاهرات فلسطينية ضخمة ضد نقل السفارة الامريكية
مظاهرات عارمة
وخرج الآلاف من الفلسطنيين، اليوم الخميس، فى مظاهرات ضخمة فى كل من رام الله ونابلس والخليل بالضفة الغربية احتجاجية على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة.
وقالت وكالة "معا" الإخبارية الفلسطينية، إن المئات من المواطنين خرجوا فى مدينة نابلس شمال الضفة، فى مظاهرات احتجاجية، رافعين الاعلام الفلسطينية، على "دوار الشهداء" بوسط المدينة استجابة لدعوة وجهتها لجنة التنسيق الفصائلى.
جانب من تقرير هاآرتس حول معاليه ادوميم