عجيب.. بل وغريب أمر الكونجرس الأمريكى الذى تعودنا منه على المتناقضات فى كثير من القضايا حول العالم، وآخرها مشروع القانون الذى تقدم به أعضاء الكونجرس حول ترميم الكنائس القبطية فى مصر، وبدلا من أن يناقش الكونجرس الموقر قضية الإرهاب برمتها حول العالم، أو حتى وقف الدعم غير المعلن الذى قدمته الإدارة الأمريكية السابقة للفصائل الإرهابية فى بعض البلدان العربية ومنها جماعة الإخوان الإرهابية، يتحدث الآن عن ترميم الكنائس المصرية، بينما تناسى أو تغافل عن قصد ما فعلته جماعة الإخوان الإرهابية وحلفاؤها من العناصر المتطرفة فى أعقاب ثورة 30 يونيو بحرق الكنائس وتدمير الأخضر واليابس على الأرض، وكان الأحرى بالكونجرس أن يناقش مشروع إدراج الإخوان كجماعة إرهابية بعد سلسلة الجرائم التى ارتكبوها فى حق الأقباط والمسلمين معا، متمثلة فى أعمال العنف والتخريب للمنشآت العامة بمصر، فضلا عن استهداف رجال الشرطة والجيش.. إنما نعمل إيه لإدارة تكيل بمكيالين فى كثير من القضايا، وكالعادة لم يكلف الأمريكان أنفسهم بالتعرف على ما تم فى الكنائس المصرية التى قامت الحكومة وبتكليف مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعادة ترميمها على نفقة الدولة، والانتهاء من أكثر من 95% منها قبل احتفالات أعياد الميلاد.
عموما الأقباط لم ولن يقبلوا أن تناقش أوضاعهم خارج مصر، وإذا كانت لهم مشكلات تتم مناقشتها بحرية فى الداخل مع الحكومة المصرية، خاصة أن هناك حالة من التفاهم غير مسبوقة بين الدولة والكنيسة المصرية، فضلا عن أن المشروع الأمريكى لا يتسق والتقاليد البرلمانية فى العالم والتى تمنع الاعتداء على سيادة الدول، وعدم التدخل فى شئون الأخرى، وحسنا فعلت الكنيسة المصرية بإصدار بيان رسمى رفضت فيه شكلا ومضمونا التدخل الخارجى فى قضايا الأقباط، وأكدت فيه أن الحكومة قامت بواجبها الكامل بإصلاح وترميم الكنائس التى خربها الإخوان بسواعد وأموال المصريين.. فهل يجرؤ الكونجرس على مناقشة قانون إدراج الإخوان جماعة إرهابية؟.. أشك!
بالمناسبة يبدو أن إدارة الرئيس أوباما تريد وضع المزيد من الألغام أمام الرئيس الأمريكى الجديد ترامب، فى علاقاته مع الدولة التى لم تتفق معه فى محاربة الإرهاب بكل حزم وحسم، فها هى تغض الطرف عن أفعال الإخوان الإرهابيين فى حق المصريين، مسيحيين ومسلمين، وتنبش فى ترميم الكنائس ونفس الحال مع روسيا التى اختلف معها فى الأزمة الأخيرة بطرد مجموعة من الدبلوماسيين الروس على أراضيها، وهو الأمر الذى فطن له الرئيس الروسى بوتين، وقال فى بيان الكرملين: "إننا لن ننحدر لمستوى دبلوماسية المطبخ التى تهدف لتقويض العلاقات بين الطرفين".
همسات
- ونحن نتحدث عن تطوير الخطاب الدينى خرج علينا أحد دعاة السلفية ليحرم شراء ملابس بابا نويل فى الكريسماس.. بالذمة ده كلام.. حرام عليكم كفاية تخاريف.
- الرئيس قال إنه لا أحد فوق القانون من رئيس الجمهورية وحتى أصغر مسئول.. وهذا يعنى ببساطة أن الدولة عازمة على مكافحة الفساد بجدية غير مسبوقة.. ولا عزاء للمرتشين.
- وزير قطاع الأعمال الدكتور أشرف الشرقاوى قال إن عام 2016 كتب نهاية إمبراطورية المستشارين بشركات قطاع الأعمال العام، ونحن نقول "أفلح إن صدق!".
- بعد فضيحة نواب الوطنى المنحل إياهم بالتلاعب فى قرارات العلاج على نفقة الدولة.. تحقق النيابة الإدارية الآن فى قضية فساد جديدة بإجراء عمليات إزالة الشعر على نفقة الدولة، بينما الغلابة لا يجدون ثمن العلاج.. لا سامحكم الله.