قبل أن تجرى الأيام وتهرب الشهور ونكتشف أن لا وقت لدينا، فنسىء لأنفسنا ولوطننا، نعلنها بصوت عال منذ البداية، أيها الناس «مدينة الأقصر هى عاصمة الثقافة العربية فى 2017»، فهل لدينا البرنامج الواضح لهذه الاحتفالية المهمة؟
هذا النداء نقوله أولا لوزارة الثقافة، ونطلب من الكاتب الصحفى حلمى النمنم، أن ينظر بنفسه ويتابع الاستعدادات المفروضة لهذه المناسبة القوية، لأننا حاولنا معرفة ما يحدث فجاءت الإجابات من المسؤولين غير واضحة، لكنها تفيد أن لا برنامج أعد حتى هذه اللحظة، وهذا الأمر يا سيادة الوزير يحتاج أكثر من تكليف قطاع معين بتولى مسؤوليته، يحتاج أن تتحد كل قطاعات الوزارة، تحت إشراف مباشر وشخصى منك حتى نرى ما يليق بوزارة الثقافة وبمدينة الأقصر وبمصر.
هذا الكلام نوجهه لمحافظ الأقصر، نقول له إن اختيار الأقصر لتمثل الثقافة العربية، هو تكليف كبير، لكن المدينة العظيمة تستحقه، وهى قادرة على الإبداع، فهى مدينة تملك مقومات إبهار عالمية، كما أنها فرصة جيدة لفتح باب مهم من الثقافة المختلفة، فنحن دائما ما نربط بين الأقصر والثقافة الفرعونية وهى كذلك، فدعونا نراها بثوب جديد هو الثقافة العربية وهى كذلك أيضا، لكن يا سيادة المحافظ ذلك لن يكون بالسهولة التى نتحدث بها، فالأمر أصعب من ذلك حتما، ويحتاج إعدادا وتنظيما، وتعاونًا بين كل أجهزة المدينة حتى يصبح العام حكاية تليق بتاريخ هذه المدينة ومستقبلها.
أما أهل مدينة الأقصر فلا حاجة لنقول لهم شيئا، هم يعرفون دور وقدر المدينة التى هى جزء منهم وهم جزء منها، كما يدركون تماما قيمة هذه الفعالية الكبرى، التى سيكونون هم والأقصر أول المستفيدين منها، وكما أنهم قادرون على تقديم الوجه الحضارى لأنهم بطبيعتهم شعب متحضر.
نريد أن ننظر جميعا للحدث بشكل مختلف ليس مجرد مجموعة فعاليات ثقافية وفنية أو روش تثقيفية أو صناعة ثقافية هى كل ذلك وأكثر، ويمكن بالاستغلال الأمثل لهذا الحدث أن نحقق مكاسب كبيرة، على كل المستويات، وعلى رأسها السياحة، المهم فى هذا الأمر هو الوعى، أن نعى تماما بدور الثقافة، وأن نقرأ جيدا عن التجارب السابقة وكيف حققت أعلى النجاحات، وأن نعرف أن مصر تحتاج جهودا مضاعفة لتأخذ مكانها الذى يليق بها.
هذه فرصة جيدة فلا تفلتوها من أيديكم، وتعاونوا جميعا، على إنجاحها، لأنها فيها كل الخير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة