نزيه الحكيم يكتب: كهربنى شكرا؟

الإثنين، 02 يناير 2017 06:00 م
نزيه الحكيم يكتب: كهربنى شكرا؟ شركة الكهرباء - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نائم.. استيقظت وفى رأسى المرهق من التفكير عدد لا نهائى من المتناقضات والمضحكات، التى قال عنها أبو الطيب المتنبى (وكم ذا بمصر من المضحكات) ومن المضحكات أننى وجدتنى متحيز لكتابة مقال، وما أن أحضرت أوراقى التى لها طعم قهوة الصباح وتأهبت للكتابة، ومع وضع سن القلم على أول سطر فى الورقة انقطعت الكهرباء.. فهرولت مسرعا نحو باب الشقة وفتحت ﻷعرف السبب فوجدت كل شقق العمارة مضيئة فلمعت فى رأسى فكرة مضيئة قادتنى لإلقاء نظرة على عداد الكهرباء الخاص بنا الذى ما أن شاهدنى اقترب منه حتى فاجئنى بضوء أحمر قوى وهتف بى لقد نفد رصيدكم.. وأنه يجب على شحن الكارت الخاص به وبما أن كل الأشياء فى مصر تعمل بالشحن، قررت أن أذهب لشركة الكهرباء لشحن الكارت، وبمجرد أن وصلت للشباك الخاص قفز فى وجهى ذلك الموظف الميرى القديم فعلى الرغم من أنه يقف خلف جهاز كمبيوتر حديث لكننى لم أجد صلة ربط أو عامل مشترك بينه وبين تطور الكمبيوتر وضيق أفق الموظف ولمعان أفكاره القديمة ونظرته إلى التى انتهت بعبارة.. عاوز بكام كهربا؟

قلت: بخمسمائة جنيه

قال: فيه 105 رسوم نظافة هتدفعهم ولا أخصمهم من الخمسمية.

قلت له: أنا شاحن عندك من أسبوع ودفعت رسوم النظافة وأزاى شاحن الأسبوع اللى فات بخمسمائة جنيه تخلص بالسرعة دى.

فقال لى: يابيه أنت ساكن فى منطقة راقية وشريحة المنطقة دى عالية وتقريبا هتشحن بالمبلغ ده كل أسبوع

وبما أن الكهرباء أصبحت تغير جلدها مثل الحرباء لتتكيف مع الظروف التى تعيشها مصر فأصبح سعرها يختلف فى المناطق الراقية عن المناطق الشعبية تذكرت صوت أستاذى الدكتور سمير تناغو وهو يصدح بصوت أجش فى مدرج (أ) بكلية حقوق إسكندرية قائلا: القانون عام ومجرد أى يطبق فى كل أرجاء الإقليم المصرى دونما نظر للأشخاص أو صفاتهم أو.. ولذلك لم أعرف من ذلك الفكيك الذى أتى بهذه الفكرة التى تخلق طبقات حتى فى دفع الكهرباء، فهل من المعقول أن ندفع الكهرباء على حسب المنطقة، التى يسكنها الشخص وكأننا نقول للمواطنين اللى معاه اكتر هيدفع اكتر.

وأخيراً قلت لنفسى: كما قال العرب (أصبحت حلاوة)

وبمناسبة الحلاوة.. (يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب)

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة