فى أكتوبر الماضى، خلال عشاء تقليدى لجمع التبرعات الخيرية نظمته مؤسسة آلفريد سميث بنيويورك لصالح الجمعيات الخيرية الكاثوليكية، لم يترك المرشح الجمهورى آنذاك "دونالد ترامب" الفرصة دون مشاكسة منافسته الديمقراطية "هيلارى كلينتون"، بل وبعض الحاضرين من السياسيين ووسائل الاعلام، إذ أرسل انتقادات ضمنية وسط أجواء سادها الضحك من الحضور.
وأتت مأدبة العشاء، بعد يوم من المناظرة الثالثة والأخيرة بين مرشحى الرئاسة الأمريكية، إذا بدأ ترامب كلمته بشكر الحضور والسياسيين الذين على حد قوله: "دعونى إلى منازلهم وعرفونى بأطفالهم..وأصبحت صديقهم المقرب فى حالات كثيرة..طلبوا دعمى ودائمًا كانوا يريدون مالى ولقبونى، حقًا، صديق عزيز، ولكن فجأة، قرروا عندما ترشحت للرئاسة عن الحزب الجمهورى، أننى كنت دائمًا وغد غير جيد وفاسد ومثير للاشمئزاز، ونسونى تمامًا، ولكن لا بأس".
وسخر ترامب من كلينتون خلال كلمته، واختلق موقف قائلا: "هيلارى صدمتنى دون قصد وقالت لى بشكل متحضر، اعفو عنى، وأنا بشكل مهذب رديت، دعينى أحدثك عن ذلك بعدما أصل إلى البيت الأبيض"، وسط ضحكات الحضور وكلينتون، التى كانت مشاركة فى الحفل.
كلينتون تتفاعل مع حديث ترامب عنها خلال الحفل الخيرى
وكان ترامب، خلال حملته الانتخابية، قد تعهد بمقاضاة هيلارى كلينتون فيما يتعلق ببريدها الالكترونى، وفى التعاملات المالية للمؤسسة التى يديريها زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون، ثم أعلن فريقه الانتخابى عن أنه لا ينتوى مواصلة التحقيق.
وأضاف ترامب أنه يعلم هيلارى منذ وقت طويل وأنها المرة الأولى التى يراها فيها تجلس وتتحدث مع زعماء شركات كبرى "دون أن تتقاضى مقابل ذلك".
وقال ترامب إن كلينتون جلست مع حملته الانتخابية، وهو أيضًا تحدث مع الأشخاص "الذين عملوا باجتهاد من أجل انتخابها، وهم جالسون هنا، رؤساء شبكة ان بى سى، وسى ان ان، و سى اب اس و ايه بى سى، وصحيفة نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، فإنهم يعملون طوال الوقت، حقًا".
واستكمل ترامب حديثه قائلًا إن الاعلام كان متحيزًا للغاية هذا العام. وقد انتقد ترامب مرارًا وسائل الاعلام وتغطيته المتحيزة ضده، معتبرًا الأخبار التى تروج عنه كاذبة ولا تقدمه بشكل جيد.
وشبَّه ترامب مدير التحقيقات الفيدرالية "جيمس كومى" بالقس الذى ذهبت كلينتون للاعتراف أمامه، ولكنها أجابته عندما سألها عن خطاياها بأنها لا تتذكر، وتابع ترامب واصفًا كلينتون بأنها فاسدة، وقد لاقى الوصف استهجان من الحضور بينما التزمت المرشحة الديمقراطية الصمت.
وقال إنه لم يكن على يقين ان كلينتون سوف تحضر الحفل الخيرى "لأننى أعتقد أنكم لم ترسلوا لها الدعوة عبر بريدها الالكترونى أو ربما تكونوا قد فعلتم ولكنها اكتشفت الأمر من خلال ويكيليكس، لقد علمنا الكثير من ويكيليكس، مثل أن هيلارى تعتقد أنه ينبغى خداع الشعب بتبنى سياسة معلنة وأخرى مختلفة فى السر".
وأضاف أن كلينتون حضرت الحفل متصنعة بأنها لا تكره الكاثوليكيين، واستطرد أنها لا تضحك مثل الآخرين لأنها حصلت على النكاب مسبقًا، فى تلميح لاتهامه لها بحصولها على أسئلة المناظرات قبل انعقادها.
فى 9 نوفمبر الماضى، أعُلن ترامب رئيسًا منتخبًا للولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن فاز على كلينتون بأصوات المجمع الانتخابى، التى تعد الفيصل فى تحديد المرشح الفائز وفقًا لنظام الانتخابات الأمريكى.
واليوم الجمعة، يدخل ترامب البيت الأبيض كرئيسًا جديدًا لأمريكا ليتولى مهام منصبه خلفًا لباراك أوباما، الذى تولى الحكم فى يناير 2009. ومن المتوقع أن تحضر كلينتون وزوجها ورؤساء سابقون: جيمي كارتر وجورج بوش.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة