إن جامبيا، الدولة الصغيرة الواقعة بغرب أفريقيا والمطلة على المحيط الأطلنطى، على وشك تدخل عسكرى بعدما اقتربت المهلة التى أعطيت لرئيسها "يحيى جامع" المنتهية ولايته، لتسليم السلطة من الانتهاء، دون مؤشرات على أن موقفه المتعنت قد تغير.
وقد وافق مجلس الأمن بالإجماع، أمس، الخميس، على جهود دول غرب أفريقيا، لضمان تولى الرئيس الجامبى المنتخب أداما بارو، السلطة من يحيى جامع، لكنه شدد على وجوب السعى إلى ذلك بالطرق السياسية أولًا.
وإعمالًا بقرار مجلس الأمن، أوقفت خمس دول بغرب أفريقيا وهى توجو وغانا ونيجيريا والسنغال ومالى عمليتها العسكرية على الأراضى الجامبية لإجبار الرئيس يحيى جامع على الانتقال السلمى للسلطة، حتى عصر اليوم، الجمعة، لإتاحة فرصة أخيرة لجهود الوساطة.
وأعلنت القوات السنغالية أمس، دخولها للأراضى الجامبية بعد احتشادها على الحدود.
دخول القوات السنغالية إلى جامبيا
وصرحت مارسيل دو سوزا، رئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس"، بأن العملية العسكرية ستستأنف أن أصر يحيى جامع على رفض تسليم السلطة للرئيس الجديد أداما بار، وفقًا لوكالة رويترز البريطانية.
ومن المقرر أن يقود مهمة الوساطة زعماء من غرب أفريقيا بينهم رؤساء ليبيريا وموريتانيا وغينيا.
وكان وزير الاعلام الجامبى "سيدى نيجى" قد أكد فى تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" أن "يحيى جامع" لن يتنازل عن السلطة، ويعتبر "نيجى" هو الوزير الوحيد المؤيد لجامع، بعد أن استقال ستة وزراء من الحكومة اعتراضًا على تعنت جامع، وفقًا لصحيفة "ديلى بوست" النيجيرية.
وبالرغم من إفصاح قائد جيش جامبيا "أسامة بادجى" عن ولائه لجامع، إلا انه أكد فى تصريحات صحفية، أمس، الخميس، أنه لن يورط جنوده فى ما أسماه "قتال غبى" بمواجهة قوات غرب أفريقيا، بل وانضم "بادجى" إلى المحتفلين فى الشارع بتنصيب "أداما بارو"، رئيسًا للبلاد، الذى تم بسفارة جامبيا بالسنغال.
وأعلن "أداما بارو" عبر حسابه على موقع التدوين القصير "تويتر" أمس، أنه أدى اليمين الدستورية بمكتب سفارة بلاده فى العاصمة السنغالية داكار، ووصف تنصيبه بأنه "انتصار للأمة"، كما حذر قوات الأمن الجامبية من أنهم سيتم اعتبارهم "متمردين" إذا لم يغيروا موقفهم، وطالبهم بإعلان ولائهم له لتحقيق الانتقال السلمى للسلطة.
تغريدة أداما بارو
أداما بارو فى سفارة جامبيا بالسنغال
أداما بارو يحلف اليمين الدستورية فى السنغال
بعد أن فاز "بارو" فى انتخابات الرئاسة على منافسه "يحيى جامع"، ترك البلاد الأسبوع الماضى إلى السنغال خوفا من اغتياله من قبل قوات الأمن الموالية لجامع.
وخرج المواطنون فى شوارع بانجول احتفالًا بتنصيب أداما بارو، وقد نصح مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعى المواطنين بالعودة إلى منازلهم تفاديًا لحدوث أى أضرار بشرية مع إعلان القوات السنغالية دخول جامبيا.
احتفلات المواطنين فى الشوارع بجامبيا
مواطنون جامبيون يحتفلون بالشوارع بعد تنصيب أداما بارو
بعد قبوله الهزيمة فى البداية، خرج يحيى جامع، الذى تولى حكم جامبيا فى 1994، بتصريحات منتقدة للانتخابات، زاعمًا أنها شابها مخالفات ورفع قضية ليتم النظر بها من قبل المحكمة الدستورية، رافضا التنحى عن منصبه.
الرئيس الجامبى المنتهية ولايته يحيى جامع
ولم تفلح جهود الوساطة من دول الجوار لإثناء جامع عن موقفه عقب الانتخابات، بل أنه زاد فى تعنته وأعلن حالة الطوارئ فى البلاد لمدة 90 يومًا، وهو القرار الذى صوت عليه البرلمان الجامبى بالموافقة كما صوَّت على بقاء جامع فى منصبه لمدة ثلاثة شهور.
وخلال التوترات التى استمرت منذ إعلان النتيجة الشهر الماضى، شهدت جامبيا، الدولة الفقيرة، التى تعتمد بشكل كبير على السياحة كمورد مهم للدخل يمثل 71%، فرار آلاف السياح، فضلًا عن تحذيرات من بريطانيا وهولندا لمواطنيهم من السفر إلى بانجول.