بالصور.. مبادرة أهلية لاستفادة النساء المعيلات من مخلفات "العاشر"

السبت، 21 يناير 2017 07:51 م
بالصور.. مبادرة أهلية لاستفادة النساء المعيلات من مخلفات "العاشر" منتجات النساء المعيلات بالعاشر من رمضان
كتبت - منال العيسوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

النساء المعيلات فى مدينة العاشر من رمضان، ذات الثلاثة آلاف مصنع لا يتمتعن بفرص عمل حقيقة، تعمل بعض النساء مهن لا تنتهى بهن فى النهاية لتعلم حرفة، "كتنضيف المنتج من الخيوط أو التكييس أو العد أو الإشراف أو التعبئة" وهناك غيرهن لم يحصلن على فرصة عمل من الأصل لعدم وجود خبرة فنية وطبيعة العمل الهامشى للنساء تختلف من مصنع لآخر، والنسبة الأكبر منهن تظل عبء على الدولة وتتقاضى بعضهن معاش تضامن، والبعض الآخر مسجل على قوائم لا حصر لها بجمعيات خيرية، والمتبقيات فى منازلهن ينعون حظهن العسر وهؤلاء يشكلن طاقة إنتاجية مهدرة أن تم تدريبهن على حرف وضمهن للقوة الإنتاجية للدولة ستكون الاستفادة مزدوجة للدولة والمجتمع.

"اليوم السابع" رصد معاناة هؤلاء النساء، لتؤكد إحصائية رسمية بإدارة التضامن الاجتماعى بالعاشر أن عدد النساء المعيلات "أرامل ومطلقات" يصل إلى 4500 سيدة تتقاضى أكثر من مليونى جنيه تقريبا مساعدات مالية، وبعضهن يحصل على قروض من الأسر المنتجة، وهنا الإحصاء الرسمى غير جازم بأنه العدد الحقيقى للنساء فبالتأكيد هناك كثيرات منهن لم يذهبن للتضامن .

وفى تجربة هى الأولى من نوعها فى مدينة صناعية يصل فيها حجم المخلفات الصناعية إلى مئات الأطنان، بعضها يعاد تدويره ليدخل فى صناعات أخرى والبعض الآخر يتم التخلص منه بشكل غير آمن، وتظل مخلفات بواقى الصناعات النسيجية من أسفنج وفايبر وقماش وخيوط لا يتعدى النصف متر عبء على الشركات، ولا تعرف كيفية التخلص منه، ففى الوقت الذى يبعه بعض أصحاب المصانع ليتم فرمه وإعادة تدويره فى الصناعة مرة أخرى، يتركه آخرون ليتراكم ثم يبيعهونه، وبالتوازى مع هذه المنظومة الخاصة بكيفية التخلص من المخلفات الصناعية هناك أكثر من 4500 سيدة أرملة أو مطلقة أو معيلة لأسرة بالعاشر تتقاضى إعانة من الشؤون الاجتماعية، وحين تبحث عن عمل لا تجد لانها غير مؤهلة فنيا ويبقى أمامها أحد الخيارين إما أن تعمل عاملة بمصنع فى عمل لا يفيدها ولا يعلمها صنعة أو تتردد على المؤسسات الخيرية لتحصل على إعانة تساعدها فى الحياة .

من هنا جاءت فكرة المؤسسة الخضراء لأصدقاء البيئة والتنمية المستدامة المرحلة الثانية لإطلاق مبادرة "مع بعض هنقدر" لتشغيل وتعليم وتدريب النساء المعيلات بمدينة العاشر فنون التفصيل والخياطة والكوريشية والكاوتش باستخدام المخلفات الصناعية الآمنة من بواقى الخيوط والفايبر والاسفنج والقماش وإطارات الكاوتش المستعمل وتحويلها إلى قطع ديكورية وملابس لتحول المخلفات إلى فرص عمل وفن يباع ليوفر دخل لشريحة أكثر احتياجا وهن النساء المعيلات لتحولهن إلى طاقة إنتاجية داخل منازلهن بدلا من أن يصبحن عبء مادى على الدولة ،فالمبادرة تستهدف النساء المعيلات من الأرامل والمطلقات لتعليمهم مهن صديقة للبيئة وتوفير فرص عمل خضراء من خلال إعادة تدوير المخلفات الصناعية وتحويلها لمنتج مبتكر ذات جوده عاليه وتحقيق هدف المؤسسة الخضراء للحفاظ على البيئة وتقليل حجم المخلفات بالمدينة بتحويلها لفرص عمل.

فى المجاورة 15 أقدم مجاورات العاشر السكنية والتى تضم شريحة كبيرة من النساء زوجات العمال والصنايعية والطبقة الأقل من المتوسطة والفقيرة اختارت المؤسسة الخضراء موقعها لتكون قرب الفئة المستهدفة لتنميتهم اقتصاديا واجتماعيا و بيئيا لكن بمنطق انسانى للكشف عن نقط التميز بداخلهن.

حين تدخل المكان للوهلة الأولى تظن انه مشغل صغير أو مصنع او مكان لتجمع المخلفات بكل أنواعها، لكن بعد قليل من الوقت سترى وجوه لسيدات تتغير عليك لتعرف أنهن يترددن على المؤسسة للتعلم مهنة التفصيل والكوريشية والخياطة ضمن دورة تدريبية مجانية لمدة 3 أشهر تستهدف تحويل النساء إلى محترفات ثم توفر لهن المؤسسة العمل فيما تعلموا فى منزلهن مقابل أجر.

لكل سيدة منهن حكايتها الخاصة بتفاصيلها المختلفة لكنهن جميعا مشتركات فى حلم واحد هو أن يتعلموا حرفة أو مهنة تفيدهن فى مواجهة الحياة الصعبه والظروف الاجتماعية والاقتصادية التى جعلت الأرملة منهن لا تقوى على مواجهتها وهى بمفردها فى وقت كثيرات منهن غير متعلمات ولا يملكن شهادة أو صنعه

اليوم السابع زار المكان وتواصل مع الجميع ليعرف كيف تحولت الفكرة التى بدأت منذ عام لواقع يستفيد منه 30 سيدة تقريبا يعملن بمنزلهن دون تمويل من جهة مانحة وإنما بتمويل ذاتى من الجميع قد يصل أحيانا للتبرع بالوقت والجهد والخبرة لتعليم النساء حرفه

فى البداية قالت تغريد سامى مديرة برامج تدريب السيدات فى تصريحات خاصة لليوم السابع أن الفكرة بسيطة وسر نجاحها هو الرغبه الحقيقية فى مساعدة السيدات والمساعدة هنا ليست مساعدة مادية فتعليم سيدة بسيطة حرفة تقتات منها أفضل بكثير من إعطائها نقوظ لأن النقود هتتصرف وتظل السيدة محتاجة وهذه الحالة مع الوقت تحول النساء إلى متسولات متقننات يجوبون المؤسسات الخيرية للحصول على مساعدة دون فائدة لكن بتعليمهن حرفة سيكونون قادرين على العمل ويصبحون قوة إنتاجية يستفيد منها المجتمع وتستفيد السيدة أيضا بحياة كريمة وان كان بعائد بسيط لكن من عرق جبينها وهذه هى الثقافة التى لابد أن تسود المجتمع العمل هو الحل .

وتكمل تغريد أن تعليم السيدات بالمجان يجعلهن يقبلن على التدريب والمؤسسة توفر لهن بعد ذلك عمل فى منازلهن على ما تم تدريبهن عليه ونحن بالمؤسسة لا نعلمهن بالطريقة المعقدة وإنما نعلمهن بطريقة بسيطة واساسايات لتتمكن كل واحدة منهن من تشغيل دماغها والابتكار والمستفيدات من المرحلة الأولى للمبادرة تم التنسيق مع بعض الشركات لتوفير شلت جارين وكفرات مراتب واوشاش سراير لتقوم السيدة بتنفيذها فى منزلها بعد توفير ماكينة لها بالقسط دون فوائد يتم خصم ثمنها على 48 شهرا تسدها من أجرة يدها فى الشغل الذى توفره لها المؤسسة

وأكدت مدير البرامج بالمؤسسة تغريد أن المؤسسة رغم قصر مدتها والتى لا تتجاوز عام استطاعت أن تعمل مع النساء على أرض الواقع لأن ببساطة العمل العام الاجتماعى سر نجاحه الحب والإدارة الناجحة وليس المال فقط وان كان المال مهم أيضا لكن مال بدون فكرة وإدارة وهدف لا يساوى شىء

بالقرب من تغريد جلست نهال الفتاة التى لا يتجاوز عمرها 15 عاما ممسكة بإبرة والكوريشية تحاول التعلم، وجاءت لتتعلم الخياطة لأنها متعثرة فى التعليم وتذاكر منازل لتفيد نفسها، واقترحت عليها المؤسسة تحويل الكاوتش لبوفات، وبالفعل بدأت التنفيذ وأتاحت المؤسسة لها فرصة العمل فى شىء تحبه.

أما هدى السيدة التى تجاوزت الأربعين من عمرها، وأبناؤها فى الجامعة، تفعل كل شىء بالمؤسسة وتستدعى كل خبرتها فى الحياة لتبدع بعد أن أصبحت مسؤلة عن نفسها، فى حين تحاول فاطمة التى توفى زوجها وترك لها ولدا وبنتا دون معاش تتعلم لتطور نفسها وحياتها فتميزت فى شغل الخرز والسيرما.

"أمل" التى تزوجت مرتين وأنجبت 5 أبناء وعملت بمصانع العاشر للصرف على أولادها بإعادة المحاولة لتعلم مهنة بعد أن حولها العمل فى المصانع لماكينة تنفذ أوامر فقط دون فهم، كانت تعمل فى مصبغة على كارتلا تعد أتواب القماش وتطويها فقط، وحين أقدمت المصبغة على الإفلاس وجدت نفسها بلا حرفة ووجدت صعوبة فى إيجاد عمل يتناسب مع خبرة عد الأتواب وتطبيقها، فتعلمت الخياطة وبدأت تعمل من المنزل .

الجدير بالذكر ان المؤسسة الخضراء بالعاشر من رمضان قد حصلت على جائزة وزارة البيئة باليوم العالمى للبيئة لعام 2016 ضمن الفائزين الثلاثة بمبادرات المجتمع المدنى التى تحقق الاستدامة .

فيما قالت شيماء محمد منسقة التقييم والمتابعة للمبادرة أنها تحاول المؤسسة تدريب النساء وتعليمهن مهن بدلا من تقديم المساعدات المادية بمنطق "تعليم الصيد خير من إعطاء السمك".

المؤسسة الخضراء تعتمد على تمويل أعضاءها للمبادرة التى تتم على مدار عام 2016 وأطلقت المرحلة الثانية منها لتطوير مهارات السيدات بعد استجابة عدد من المصانع بالعاشر لتوفير عمل للنساء ينفذوه فى منزلهن بعد أن اصبحن مدربين على الحياكة والجودة ، ولضمان استمرارية زيادة عدد النساء المستفيدات من المبادرة اللائى تجاوز عددهن 30 سيدة، قررت المؤسسة الخضراء تدريبهن على فن عمل الباترون لليونى فورم حتى تتمكن السيدات من عمل طلبيات شغل للمصانع فى منزلهن من خلال المؤسسة التى توفر لهن العمل مقابل أجرة أيديهم "المصنعية".

 

احدى-السيدات-ونظرة-امل
احدى-السيدات-ونظرة-امل

 

الكاوتش-المستعمل-بعد-تحويله-لبوفات
الكاوتش-المستعمل-بعد-تحويله-لبوفات

 

المؤسسة-الخضراء-كل-انواع-المخلفات-فن-تحت-الانقاض
المؤسسة-الخضراء-كل-انواع-المخلفات-فن-تحت-الانقاض

 

النساء-تحول-المخلفات-لفن
النساء-تحول-المخلفات-لفن

 

بواقى-القماش-والكارتون-تتحول-علبة-اكسسوارات
بواقى-القماش-والكارتون-تتحول-علبة-اكسسوارات

 

بواقى-الورق-وعمل-صندوق-للعب-منها
بواقى-الورق-وعمل-صندوق-للعب-منها

 

بوف-الكاوتش-خلال-تصنيعه
بوف-الكاوتش-خلال-تصنيعه

 

خددية-من-بواقى-القماش-والاسفنج-والخيوط
خددية-من-بواقى-القماش-والاسفنج-والخيوط

 

ستارة-من-بواقى-الخيوط-ولايات-الشيشة
ستارة-من-بواقى-الخيوط-ولايات-الشيشة

 

شنط-يد-من-بواقى-المشمع-والاسفنج
شنط-يد-من-بواقى-المشمع-والاسفنج

 

عباية-من-بواقى-القماش
عباية-من-بواقى-القماش

 

كل-انواع-المخلفات-قبل-فرزها-وتحويلها-لمنتج
كل-انواع-المخلفات-قبل-فرزها-وتحويلها-لمنتج

 

محررة-اليوم-السابع-مع-النساء-واحدى-القطعالديكورية
محررة-اليوم-السابع-مع-النساء-واحدى-القطعالديكورية

 

مدربة-الكوريشة-خلال-تعليمها-النساء-1
مدربة-الكوريشة-خلال-تعليمها-النساء-1

 

منتجات-النساء-المعيلات-بالعاشر
منتجات-النساء-المعيلات-بالعاشر

 

نهال-المتعثرة-تعليميا-خلال-تعليمها-الخياطة
نهال-المتعثرة-تعليميا-خلال-تعليمها-الخياطة

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة