قلوب مصر الخضراء تبحث عن الشفاء.. مستشفى سموحة الجامعى لطب الأطفال صرح طبى ينقصه الدعم.. غرف عمليات مجهزة وقسطرة قلب بتقنية عالية و44 حضانة حديثة يعمل منها 15 فقط.. والمدير: نعمل بـ30% ونطالب بمساعدتنا

وحدة قسطرة القلب تنجح فى إجراء عملية دقيقة فى قلب طفل

تأسيس وحدة لعلاج سرطان الأطفال على غرار 57357 ولكن ينقصها الدعم

نقص التمريض أزمة مزمنة بمستشفى سموحة لطب الأطفال.. وحلها لدى المتبرعين
 

تسعى الدولة المصرية لرفع مستوى الخدمة الطبية المقدمة للمواطنين عبر المستشفيات الجامعية ومستشفيات وزارة الصحة، من خلال توفير أحدث الأجهزة الطبية وغرف العمليات ووحدات استقبال الطوارئ، والعمل الجاد على محو التاريخ السيئ فى وعى كثيرين من المواطنين عن المستشفيات الجامعية والحكومية، وإلى جانب هذا تولى الدولة اهتمامًا كبيرًا بمستشفيات الأطفال، وضمن هذا الاهتمام تبنى الرئيس السابق عدلى منصور حملة تبرعات لصالح مستشفى أبو الريش، لإنقاذ الأطفال وعلاج الحالات الواقفة فى طابور الانتظار.

أحدث الأجهزة الطبية تنتظر الأطفال

أما فى مدينة الإسكندرية، فهناك صرح طبى متكامل، متخصص فى علاج طب وجراحة الأطفال، ومجهز بأحدث الأجهزة الطبية، يتبع مستشفيات جامعة الإسكندرية، ويتخصص فى علاج الأطفال بكل الأقسام التخصصات، على غرار مستشفى "أبو الريش"، وبأحدث الأجهزة الطبية، وقد بُنى المستشفى بمنحة هولندية، وقعتها جامعة الإسكندرية مع الحكومة الهولندية، وتقضى بإنشاء مستشفيات جامعية متخصصة، وفى هذا الإطار رصد "اليوم السابع" فى جولة ميدانية بمستشفى سموحة الجامعى لطب وجراحة الأطفال، تفاصيل المستشفى وواقع حاله، وأسباب عدم تشغيله بكامل طاقته منذ التأسيس وحتى الآن.

الدكتور هانى عادل أستاذ جراحة الأطفال بمستشفى سموحة

مستشفى سموحة.. حكاية من النجاح والبهجة ينقصها العمل 

فى قلب منطقة سموحة، يقع مستشفى سموحة لطب وجراحة الأطفال، وأنت مقبل عليه ستجد مبنى ملونا بالألوان الزاهية التى تجذب انتباه الأطفال، والبهجة والثراء البصرى فى قاعة استقبال المرضى، فى بداية طريقك وفى العيادات الخارجية لكل التخصصات التى تخدم الأطفال، غرف داخلية وقاعة ألعاب قد تعتقد أنها نادٍ ترفيهى، ولكنها جزء فى مستشفى لعلاج الأطفال، تضيف إلى بهاء ورونق مستشفى سموحة ولا تضعه فى مرتبة أقل من المستشفيات المتخصصة التى يدفع فيها المرضى آلاف الجنيهات للعلاج، إضافة إلى 44 حضانة مجهزة بأحدث الوسائل لاستقبال حديثى الولادة، ووحدة عناية مركزة تحت الإنشاء، ومركز متخصص لقسطرة القلب العلاجية والتشخيصية.

انتظار المرضى بقسم العيادات المتخصصة

وقال لنا الأطباء فى قسم القسطرة، إنهم نجحوا فى إجراء أول عملية بمستشفى سموحة للأطفال، لتوسيع شريان القلب بواسطة القسطرة، وهى أول عملية دقيقة تجرى فى المستشفى، نظرًا لحداثة أجهزة القسطرة.

تجهيزات العمليات

رغم هذه الهيئة وهذا النجاح والجمال، قد تشعر بالحزن عندما تعلم أن المستشفى يعمل بنسبة 30% فقط من إجمالى طاقته، وذلك بسبب نقص الإمكانيات الطبية والمادية والطاقة البشرية التى تستطيع تشغيل الصرح الطبى بنسبة مكتملة، رغم أنه يخدم 4 محافظات، هى الإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ ومطروح، وتستطيع تخفيف العبء الواقع على مستشفى الشاطبى الجامعى للأطفال، الذى لا يستوعب الأعداد المهولة التى تأتى إليه من المحافظات، ما قد يعرض حياة الأطفال للخطر.

تجهيزات غرفة العمليات

أستاذ طب الأطفال بالمستشفى: وحدة القسطرة تستقبل الأطفال منذ 3 شهور

فى هذا الإطار، يقول الدكتور هانى عادل، أستاذ طب الأطفال بمستشفى الأطفال الجامعى، إن وحدة قسطرة القلب تستقبل الحالات منذ 3 شهور، وتم إجراء عملية ثقب أذنين فى شريان القلب، وكانت من أدق العمليات التى تجرى بمستشفى سموحة، ولكن تم إجراء حوالى 63 عملية قسطرة قلب أخرى ما بين تشخيصية وعلاجية.

تجهيزات المستشفى من الداخل

وأضاف الدكتور هانى عادل، أن وحدة قسطرة القلب بمستشفى سموحة بها أحدث جهاز للقسطرة، ولكن الوحدة تحتاج لجهاز موجات فوق صوتية، الذى يتكلف مليونى جنيه تقريبا، وهو جهاز تشخيص أدق، ويمنح نتائج أسهل وأفضل للحالات، إضافة إلى عدم وجود المستلزمات المستخدمة فى قسطرة القلب، مشيرًا إلى أن هناك أماكن متخصصة فى علاج قلب الأطفال، تتلقى التبرعات والدعم المادى، ويستطيع مستشفى سموحة العمل بكفاءة عالية إن حصل على 1 من 50 من كمية التبرعات التى تتلقاها هذه الأماكن، رغم أن "سموحة" يخدم 4 محافظات، وينقذ قلوب الأطفال.

حضانات الأطفال

وطالب  الدكتور هانى عادل، أستاذ طب الأطفال بمستشفى الأطفال الجامعى، يتوفير دعم المجتمع المدنى والحكومة لمستشفى سموحة لطب الأطفال، حتى يستطيع مواصلة العمل والقيام بمهامه وتخفيف العبء عن مستشفيات الأطفال فى المحافظات والمستشفيات الأخرى، وهو ما يمكن أن يتم بسهولة إذا توافرت الإمكانيات اللازمة.

رئيس تمريض العمليات بالمستشفى: نحتاج لعناصر إضافية لدعم فريق العمل

فى سياق متصل، قالت بشرى سلامة، رئيس تمريض العمليات بالمستشفى، إن الأزمة التى يعانى منها المستشفى تتمثل فى نقص أعداد هيئات التمريض التى تعاون الأطباء فى تشغيل المستشفى بالكامل، والتى بدونها لا يمكن فتح الأقسام وإجراء العمليات، متابعة: "المستشفى به 4 غرف عمليات مجهزة بأحدث الأجهزة، ولكن لا يوجد سوى ممرضتين مدربتين وكفئتين، لمساعدة الأطباء فى إجراء العمليات الدقيقة للأطفال، إضافة إلى وجود 6 سرائر إفاقة و10 سرائر لغرفة العناية المركزة، التى تحتاج إلى تمريض إضافى بالمستشفى.

وخلال الجولة، وجدنا شبابًا من جامعة الإسكندرية يتجولون بالمستشفى، ضمن مبادرة لدعم وحدة علاج السرطان التى يؤسسها مستشفى سموحة، ومعرفة ما تحتاجه الوحدة من دعم، ليكون شباب جامعة الإسكندرية أصحاب أول بصمة أمل فى تقديم خدمة طبية مميزة للأطفال، وإعادة الابتسامة لوجوههم مرة أخرى.

شباب جامعة الإسكندرية يبدأون مبادرة قبل 4 سنوات لدعم المستشفى

وعن تفاصيل مبادرة شباب جامعة الإسكندرية، يقول نور حسام، من فريق ICANCERVIVE لدعم الأطفال، إن المبادرة بدأت منذ 4 سنوات بين طلاب جامعة الإسكندرية، لتقديم الدعم والخدمات لهم، واستطاع الطلاب تجهيز غرفة بمستشفى الشاطبى للأطفال، وتقديم الألعاب الترفيهية لهم، خاصة أطفال سرطان الدم الذين يعانون من آلام سديدة فى أثناء فترات تلقيهم العلاج.

حضانات الأطفال

وأضاف "هشام"، أن المبادرة تتبنى تجهيز مركز لعلاج سرطان الأطفال بمستشفى سموحة، من خلال طلاب الجامعة، مشيرًا إلى أن الدعم سيكون من خلال تنظيم فعاليات، من سباق دراجات أو ماراثون أو تقديم وجبات ساخنة للطلاب بمقابل مادى، على أن يُدفع المقابل كتبرعات للأطفال فى المستشفى، ولصالح توفير الأدوية والمستلزمات الطبية لهم.

داخل غرفة قسطرة القلب

مدير المستشفى: التشغيل بـ30% من قدراتنا.. ونواصل افتتاح العيادات والأقسام

من جانبه، قال الدكتور سامح شحاتة، مدير مستشفى سموحة لطب وجراحة الأطفال، إنه بعد طول انتظار منذ تأسيس المستشفى، تم الافتتاح التدريجى، ليكون صرحًا طبيًّا لعلاج الأطفال بالإسكندرية، يعالج من أمراض الباطنة ويجرى العمليات الجراحية على أعلى مستوى، متابعًا: "رغم كثير من الصعوبات، كان هناك إصرار علي تشغيل المستشفى لتحقيق الاستفادة القصوى من إمكانياته، وسد النقص الشديد فى الخدمة الطبية فى هذا المجال الحرج، وهو طب وجراحات الأطفال التخصصية".

وأشار مدير مستشفى سموحة فى تصريح لـ"اليوم السابع"، إلى أنه وبدعم مستمر من عدة رؤساء لجامعة الإسكندرية، آخرهم الدكتور عصام الكردى، الرئيس الحالى للجامعة، وعدد من عمداء كلية الطب، آخرهم العميد الحالى الدكتور أحمد عثمان، ومن أعضاء هيئة التدريس فى أقسام طب وجراحات الأطفال، تم التغلب على كثير من هذه المعوقات، ليبدأ التشغيل الفعلى للمستشفى بطاقة تصل إلى 30% من قدراته الإجمالية.

عناية مركزة مجهزة للأطفال

وأوضح الدكتور سامح شحاتة، أن تشغيل العيادات الخارجية، مثل عيادات قلب الأطفال والحساسية، والنفسية والعصبية، وأسنان الأطفال، وعيادة "فيروس سى"، وعيادة الوراثة وأمراض الدم واللوكيميا، وكذلك جراحات الأطفال والعظام والمسالك البولية، افتتحت للعمل بكفاءة، وجارٍ تجهيز وإعداد باقى العيادات فى أقرب وقت، وتم الكشف على 2400 حالة بالعيادات الخارجية خلال 2016، متابعًا: "تم التشغيل التدريجى لوحدة المبتسرين بطاقة 15 حضانة من إجمالى 44، وجارٍ العمل على التشغيل الكامل تدريجيًّا فى أقرب وقت، واستقبل القسم 241 حالة حتى الآن"، مشدّدًا على أن المستشفى يحتاج تضافر كل الجهود من الجامعة والحكومة والمجتمع المدنى، لتحقيق نجاح فى إقامة صرح طبى كبير، لديه إمكانيات بشرية يستطيع من خلالها منافسة المراكز المتخصصة فى علاج طب وجراحة الأطفال.

غرفة العمليات

غرفة للترفيه وألعاب الأطفال

قسم استقبال الأطفال المجهز بالألوان الزاهية والمبهجة

مدير المستشفى يشرح إمكانيات غرفة العمليات

من داخل المستشفى

وحدة العناية المركزة

وحدة الغسيل الكلوى

وحدة قسطرة القلب

وحدة الغسيل الكلوى للأطفال