قال معهد واشنطن الأمريكى لدراسات الشرق الأدنى، إن الانتصار الأول للرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب فيما يتعلق بالسياسة الخارجية ربما يكون فى سوريا.
وفى تقرير نشره الموقع الإلكترونى للمركز البحثى الأمريكى عشية تنصيب ترامب، قال إن الرئيس الجديد ستكون أمامه فرصة فى الأسبوع الأول من حكمه لاختبار تصميمه الدبلوماسى الجديد فى مكان غير متوقع وهو عاصمة كازاخستان "أستانة" التى ستعقد فيها روسيا جولة جديدة وهامة من محادثات السلام السورية، وقد تفاخرت موسكو بدعوة إدارة ترامب لها.
ورغم أن فريق ترامب لم يرد على الدعوة علنا بعد، لكن عليه أن ينتهز الفرصة للعمل مع روسيا وآخرين لحل مشكلة سوريا. وإذا كان من المبكر أن تقدم واشنطن مساهمتها الجدية فى مؤتمر أستانة، فإن الاجتماع الذى سيعقد فيما بعد فى جينيف برعاية الأمم المتحدة سيوفر فرصة مواتية ثانية.
وحدد التقرير أهدافا، قال إن على الإدارة الأمريكية الجديدة أن تتبناها فيما يتعلق بسوريا، الأول التخفيف من الكارثة الإنسانية، وهو ما يعنى الذهاب إلى أستانة بثلاث أولويات واضحة وعاجلة هى دعم وقف إطلاق النار السورى وضمان تأمين الإغاثة الإنسانية والإصرار على حماية المناطق المتبقية التى تسيطر عليها المعارضة. أما الهدف الثانى، هو تنسيق هجوم أسرع وأكثر دقة ضد إرهابى داعش داخل سوريا، وهو ما قد يعنى أكثر من مجرد غارة جوية روسية.
وأشار التقرير إلى أن الهدف الثالث على المدى الأطول فى أستانة فينبغى أن يكون البدء على الأقل بعملية تمييز الجهات الفاعلة الشرعية والمصالح فى سوريا عن الإيرانيين وحزب الله وغيره من الميليشيات الطائفية الأجنبية.
ودعا المعهد الولايات المتحدة إلى ضرورة حث المشاركين فى المؤتمر على المطالبة بانسحاب تلك الجهات فى النهاية، ربما من خلال اتفاق مشترك يتمثل بالحفاظ على خيار نشر قوات حفظ السلام الدولية.
ولفت التقرير إلى أنه حتى لو لم يكن لمثل هذا التصريح أى تأثير عملى فورى، فمن شأنه أن يساعد على إعادة طمأنة أصدقاء الولايات المتحدة داخل سوريا وخارجها، وربما يمهد الطريق لخطوات مستقبلية من أجل فصل مصالح روسيا والنظام عن مصالح إيران وعملائها الخطرين.
ويرجح معهد واشنطن أن تقبل روسيا بهذا الأمر لأسباب عدة، من بينها أن ترامب على استعداد لاستمالتها عبر تخفيف العقوبات الانتقائية. والأكثر أهمية، أن روسيا لها أسبابها الخاصة للتوصل إلى تسوية، منها أن هذا الإجراء سيؤدى إلى تأجيل الإجراءات ضد نظام الأسد، الذى يرى التقرير أنه ضعيف جدا لاستعادة السيطرة على جميع أنحاء البلاد دون دعم عسكرى خارجى.
والأمر الثانى أن روسيا تريد بالفعل تخليص سوريا من الإرهابيين الذين تعتبر أنهم يهددون أمنها الخاص. وإلى جانب هذا، فإن التسوية الحقيقية فى سوريا تعزز قدرة روسيا على تحقيق التوازن بين الجهات الإقليمية المتنازعة: أى السنة والشيعة، والأتراك والأكراد، وحتى العرب والإسرائيليين بحسب ما يقول التقرير.
وخلص معهد واشنطن فى النهاية إلى القول بأنه على عكس مؤتمرات جنيف السابقة حول سوريا التى كانت متنوعة بنفس الدرجة، من الممكن أن تتوصل الولايات المتحدة إلى اقتراح واقعى قد يضم روسيا إلى مشروعها. وإذا استطاعت إدارة ترامب أن تحقق المزيد من النجاح فى هذا الميدان الأساسى، يجب أن يشيد بها الأمريكيون جميعهم، بغض النظر عن انتمائهم السياسى.