أحمد إبراهيم الشريف

فى ذكرى الأجمل.. ثورة 25 يناير

الأربعاء، 25 يناير 2017 07:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى السادسة، لثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، التى تظل أبرز ما حدث فى التاريخ المصرى المعاصر، وذلك عندما وقف المخلصون من أبناء الوطن، مسلمون ومسيحيون، صفًا واحدًا ليقولوا كلمة حق فى وجه الظلم الذى استشرى فى المجتمع حينها، لدرجة أنه تحول لطريقة حياة على حساب الطيبين.
 
كانت ثورة الياسمين التونسية، قد اندلعت قبلنا بأيام، لكن ما إن دخل المصريون على خط الثورة حتى تغير كل شىء، وتطلع الشرق والغرب للشعب المصرى الموجود فى ميدان التحرير، والذى خرج مثل مارد حكايات ألف ليلة وليلة، ففى ساعات قليلة تجلت حضارة شعب تحدى كل شىء، واستطاع أن يعيش منذ آلاف السنين، وظهرت ثقافة عظيمة تخصهم متجذرة فى أرواحهم وكانوا فى حاجة لاكتشافها.
 
18 يومًا تركت أثرها فى حياة الجميع، فقد تخلصوا من أهوائهم وأصبحوا قلبًا واحدًا ينبض بحب هذا الوطن المظلوم، تقودهم الرغبة العارمة فى التغيير، يتمنون وطنًا يحبهم مثلما يحبونه، ويحلم معهم فى ظل هذه الظروف الصعبة التى يعيشونها.
 
بالطبع كان مبارك ورجاله يستحقون الثورة ضدهم، لأنهم أسقطوا الإنسان المصرى من حساباتهم تمامًا، وتحول لديهم إلى مجرد عائق، ففى كل خطبه وسياساته كان الرئيس ووزراؤه وتابعوه يتهمون الشعب بأنه المانع للتنمية والواقف ضد ذاته، لم ينظروا إليه، أبدًا، نظرة تشجيع واحدة، انفصلوا عنه تمامًا، وربما تمنوا من الله أن يبيد هذا الشعب ويمنحهم شعبًا غيره بلا لسان أو عينين وشفتين، استطاع نظام مبارك أن يفعلها ونسينا تمامًا فى كل خير، فقط حضرنا فى شرورهم فحرقونا فى القطارات دون محاسبة وأغرقونا فى البحار دون تعاطف وألقوا بنا فى بلاد الغربة خدمًا وعبيدًا وضائعين.
 
علينا أن ندرك تمامًا أن ثورة يناير حققت جميع أهدافها، فالـ18 يومًا التى قضاها المصريون فى ميدان التحرير أو فى البيوت أمام شاشات التليفزيون يترقبون ما يحدث، كانت كافية لبث الرعب فى قلوب زبانية الجحيم الذين فتحوا بوابات نارهم على أبناء الوطن من قبل، ومنحت الشعب قدرة على التغيير متى رأى ذلك واجبًا، لذا فإن كل الأنظمة ولسنوات كثيرة مقبلة لن تستطيع أن تتجاهل قدرة الناس وإرادتهم، كذلك فإن القضاء على نظام حكم بقوة وتشعب نظام مبارك هو شىء يستحق الفخر به، أما المحبة والمؤاخاة اللتان ظهرتا فى أيام الثورة فأكبر دليل على أن السياسيين هم من يفسدون طبيعة الناس.
 
وستظل ثورة 25 يناير حاضرة ومستمرة فى أيام المصريين المجيدة التى كتبها التاريخ بحروف من نور، ولن تمحى أبدًا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة