يواصل قطار «المؤتمر الوطنى للشباب» رحلاته المميزة التى بدأت انطلاقتها الرسمية فى شرم الشيخ، تحت عنوان «ابدع انطلق»، والذى شهد تأكيداً ووعداً رئاسياً بشهرية المؤتمر، وبالفعل شهدت القاهرة الشهر الماضى، المؤتمر الشهرى الأولى، وغداً الجمعة يرسو قطار المؤتمر فى سحر الجنوب، أسوان، حاملاً معه مجموعة من القضايا والملفات التى تهم مواطنى وشباب الصعيد.
فى البداية فإننى على يقين بأن اختيار مدينة أسوان لاستضافة المؤتمر الشهرى للشباب لم يأت مصادفة، وإنما بعد دراسة مستفيضة من جانب القائمين على المؤتمر، تتعلق فى مجملها بأن هناك التزاما رئاسيا قديما لأهالى الصعيد بأنهم جزء مهم من خطط التنمية التى تستهدفها الدولة المصرية، وأن شبابها فى أولوية العقل والتفكير الرئاسى، وهو الوعد الذى تحرص الرئاسة على الوفاء به فى كل مناسبة وحدث، فالصعيد حاضر دوماً فى تفكير الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ أن كان مرشحاً للانتخابات الرئاسية، فهو يدرك تماماً حجم ما عانى أهالى الصعيد طيلة السنوات الماضية من إهمال شديد، سواء من جانب الخدمات أو توفير احتياجات الأسر فى الصعيد، وكذلك وضع مدن الصعيد على الخريطة الاستثمارية للدولة، لذلك كان مقترح الرئيس وقت أن كان مرشحاً بإعادة تقسيم المحافظات من جديد ليكون لكل محافظات الصعيد منفذ على البحر الأحمر، وأمور كثيرة يجرى العمل الآن على تنفيذها، منها على سبيل المثال المشروع القومى للطرق، وكذلك مشروع المليون ونصف المليون فدان، الذى يقع غالبيته فى صعيد مصر.
عودة إلى المؤتمر الوطنى للشباب فى أسوان، فهو يحمل فى طياته رسائل متعددة خاصة لشباب الصعيد، فهو يختلف عن المؤتمر الأول الذى عقد فى شرم الشيخ، وكذلك المؤتمر الشهرى الأولى فى القاهرة، فى أن مؤتمر أسوان يركز هذه المرة على مناقشة اهتمامات شباب منطقة جغرافية معينة من مصر، وهى إقليم الصعيد، فى تأكيد جديد هذه المرة على وجود رغبة حقيقية من جانب رئاسة الدولة فى الاستماع إلى الجميع، الكل يتحدث عن مشاكله، دون أن نغرق فى تفاصيل وعموميات لا تصل بنا إلى الحلول المنشودة.
المؤتمر الأول فى شرم الشيخ كان فرصة مناسبة لإعادة رسم العلاقة بين الدولة والشباب، بعدما حاول البعض الترويج إلى أنها تشهد نوعاَ من المخاصمة أو الصراع بين الاثنين، وهو بطبيعة الحال قول أثبتت الأيام أنه مغلوط، بدليل هذا التفاعل الشديد الذى شهدته أيام مؤتمر شرم الشيخ الثلاثة، سواء من جانب الشباب الذين شاركوا، ووصل عددهم إلى ثلاثة آلاف شاب من مختلف محافظات مصر، وبين مسؤولى الدولة المصرية، وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسى نفسه، ثم جاء مؤتمر القاهرة ليعيد مراجعة تنفيذ ما تم الوعد به فى شرم الشيخ، مع التركيز على قضايا أخرى تشغل الرأى العام المصرى، خاصة الشباب منه، مثل قضية التعليم، والأزمة الاقتصادية.
فى رأيى أن مؤتمر أسوان يختلف عن المؤتمرين السابقين، أنه هذه المرة يمكن اعتباره مؤتمرا تميزيا بعض الشىء، والتمييز هنا إيجابى لصالح شباب الصعيد، فهو مخصص بشكل كبير للاستماع لهم، وللتحاور معهم فيما يطرحونه من حلول لمشاكل سواء سياسية أو اجتماعية أو سياسية يعايشونها، لذلك فإننى أعتبر هذا المؤتمر إبداعا من نوع خاص، يضاف للإبداعات المتعددة التى تقوم بها مؤسسة الرئاسة، فهى دوماً تفكر خارج الصندوق، لا تسعى إلى المظاهر والشكل، بقدر البحث عن المشاكل وطرح الحلول لها من جانب الفاعلين فى هذه المشاكل والمنخرطين بها ومن يعانون منها.
كلى يقين أيضاً بأن هذا المؤتمر سينجح فى تحقيق أهدافه، خاصة أن القائمين عليه يدركون حجم التحديات، وهم على قدر كبير من المسؤولية والوطنية أيضاً، والقدرة على العمل لتحقيق الهدف أيا كانت الصعاب التى تواجههم، فالمكتب الإعلامى التابع لرئاسة الجمهورية وكل القائمين عليه، هم بالفعل على قدر التحدى والمسؤولية أيضاً، ويحاولون جهد استطاعتهم الوصول إلى درجة النجاح الكاملة، حتى يكونوا على قدر الثقة التى منحها لهم الرئيس عبدالفتاح السيسى.