ماجدة إبراهيم

متى نصبح عملاء مميزين عند الله؟

السبت، 28 يناير 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يا ترى يا أفندم بتحسب زكاة المال بتاعة حضرتك وتخرجها؟

التكافل المجتمعى مفهوم ليس بجديد، لكنه كان ركيزة من ركائز المجتمع الإسلامى منذ ظهور الإسلام.
وقد أسس ما يعرف ببيت المال فى عهد الخليفة العادل عمر بن الخطاب، حيث اتسعت رقعة الدولة الإسلامية ومواردها فجاءت فكرة ضرورة وجود مكان يتم حصر أموال المسلمين، وقد تم اختياره فى البداية ملاصقا للمسجد، خوفا من تعرضه للسرقات، حيث إن المسجد لا يغلق أبوابه ليل نهار.
 
كانت مهمة هذا البيت الإنفاق على كل مناحى الحياة، فهو المرادف لوزارة المالية بمعناها الحالى، لكنه أيضا يكون من مصادر ماله الزكاة التى تخرج للفقراء والمساكين والعاملين على جمعها والغارمين أصحاب الديون الذين لا يقدرون على تسديدها وأبناء السبيل وغيرها من أبواب الزكاة الثمانية.
 
وهنا يستوقفنى حال بلدنا مصر وكيف أننا اليوم فى أمس الحاجة لتطبيق مفهوم التكافل بصورة منظمة حتى لا نجد جائعا ولا محتاجا، فتوفير الحد الأدنى من كرامة الإنسان فى أن يجد قوت يومه.
 
بالطبع هناك المئات من الجمعيات الخيرية التى يقوم بعضها بهذه المهمة الجليلة، لكن جمع هذه الأموال التى تذهب للمحتاجين أغلبها يتم بنية التبرعات وما فاض عن حاجتهم.
 
بيت المال فى الماضى كانت إحدى مصادره الزكاة، ذلك الركن الذى لو لم يقوم به المسلم لا يكتمل إسلامه..
والزكاة لها أنواعها وهى زكاة على المال الذى مر عليه عام وأيضا زكاة الفطر التى تعقب شهر رمضان الكريم.
 
صحيح أن مؤسسة الأزهر الشريف لديها بيت للمال توضع فيه زكاة المال للراغبين، وأعنى هنا أن هناك كثيرين لا يرغبون فى إخراج هذه الزكاة.. وتحضرنى قصة لموظفة فى أحد البنوك الأجنبية الشهيرة وهى المسؤولة عن متابعة حسابات العملاء المميزين فى البنك، والتميز هنا يعنى من زادت حساباتهم عن رقم مليون جنيه، كان هذا فى الماضى وربما الأمر قد اختلف الآن وتجرأت فى أحد الأيام، وسألت صاحب الحساب المميز، وكان رصيده فى البنك قد تجاوز الثلاثين مليون، ناهيك عن البنوك الأخرى التى يودع فيها حساباته الأخرى.
 
«يا ترى يا أفندم بتحسب زكاة المال بتاعة حضرتك وتخرجها؟»
فما كان من هذا العميل المميز إلا أنه نظر لها باستغراب ورد عليها قائلا: «أنتِ عايزانى أدفع أكتر من نص مليون زكاة فى السنة»، وقال ببجاحة: «لا طبعا مش باطلع زكاة».
 
وبالطبع عندما لا يخاف شخص مثل هذا الرجل من إخراج حق الله فى ماله للفقراء والمساكين، فبالتأكيد سيفعل أى شىء حتى لا يعطى للدولة حقها فى الضرائب.
 
فهم عملاء مميزون فى البنوك، لكنهم عند الله يرتكبون المعصية.
 
وكما قال الله تعالى: «لن تنالوا البر حتى تنفقوا ممن تحبون»، صدق الله العظيم.
 
والحقيقة أن القادرين فى بلادنا قلما ما وفوا حق الله أو حق بلادهم من أموالهم، لأن المجتمع الذى ترتفع فيه نسبة الفقر لدرجة الجوع هو مجتمع يفتقر إلى مبدأ التكافل بأن يكفل الغنى الضعيف.
 
وأن يشعر الذى امتلأت معدته بما لذ وطاب بمن يقلبون فى تلال القمامة، ليجدوا ما يسد جوعهم.
 
وكم أعجبتنى مبادرة قامت بها أحد المطاعم فى القاهرة، حيث اختار ساعة فى النهار يسمح فيها للفقراء بتناول السندوتشات مجانا بحد أقصى خمس سندوتشات، واعتبر هذا المطعم نفسه مساندا للمحتاجين فى ظل الأزمة الاقتصادية التى تمر بها مصر، وفى نفس الوقت يستفيد من الدعاية التى بالفعل أتت ثمارها بأنه سيفتتح عدة فروع فى أماكن أخرى، ووعد أن تستمر هذه المبادرة لأجل غير مسمى.
 
ربما هذه السندوتشاوت لا تكلفه كثيرا، لكن هذا المطعم استطاع خلق جو من التكافل بطريقته، وأعاد التفاؤل بين فقراء منطقه وجوده بأن الدنيا لسه بخير، وكما قال رسولنا الكريم «ما نقص مال من صدقة».









مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

التكافل

صحيح ما نقص مال من صدقه ولكنه ينقرض ويتبخر من أعمال أخري .. التكافل في خطر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة