اعتمد مجلس السفراء العرب فى نيويورك، خطة تحرك لتنفيذ القرار 2334، واحترام قرارات الشرعية الدولية، وحول موضوع نقل السفارة الأميركية إلى القدس، حسبما ذكرت وكالة "وفا" الفلسطينية.
جاء ذلك خلال الاجتماع المطول الذى عقدته المجموعة العربية فى الأمم المتحدة بنيويورك، أمس الجمعة، برئاسة المملكة العربية السعودية وبناء على طلب من دولة فلسطين، لنقاش تحركاتها بشأن قضيتين ملحتين، الأولى تنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير 2334 الخاص بالاستيطان، والثانية نية الإدارة الأميركية الجديدة نقل السفارة إلى القدس، وآلية التعامل معها بهذا الصدد.
وقدم المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، مداخلة وشرحا موسعا حول آخر التطورات الميدانية عقب اتخاذ مجلس الأمن لقراره 2334 المتمثلة برفض إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، لهذا القرار واستمراراها فى تحديها للمجتمع الدولي، من خلال إعلانها عن بناء آلاف الوحدات الاستيطانية فى القدس الشرقية المحتلة.
وأشار منصور إلى أن هناك مجموعة من التحديات التى تواجهها المجموعة العربية فى نيويورك، كذلك تواجه المنظومة الدولية برمتها، سيما تلك الدول التى صوتت إلى جانب هذا القرار، تتمثل بالمواقف العدائية المعلنة من قبل الحكومة الإسرائيلية ضد الدول أعضاء مجلس الأمن ومعاقبتها بقطع المساعدات عنها، هذا إلى جانب التحدى الهام المتمثل بمواقف الإدارة الأميركية الجديدة والمنحازة بشكل واضح للجانب الإسرائيلى.
وارتأى منصور أن على مجلس الأمن تحمل مسؤولياته فى هذا الصدد، وهذا لا يتأتى إلا بإصدار تقارير تتحدث عن خطوات عملية لتنفيذ القرار 2334 عملا بالولاية المناطة به من قبل هذا القرار، لا أن يصار إلى إصدار تقرير سردى يتحدث عن إحصائيات حول التوسع الاستيطاني، بل تقرير يتضمن توصيات وآليات لتنفيذ القرار يكون له دور حقيقى بإلزام إسرائيل بالتنفيذ والالتزام.
وفى هذا السياق، أكد منصور ضرورة أن يكون للترويكا العربية دورا محوريا فى التأثير على شكل القرار ووظيفته، وضرورة التشبث بلغة القرار التى دعت إلى التفريق بين إسرائيل والأراضى المقامة عليها وبين الأراضى المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.
وأضاف أن هذا التشديد يجب أن يكون حاضرا فى جميع اللقاءات مع دول العالم، سيما ممثليها فى الأمم المتحدة وأن يتم حثهم على ربط بياناتهم وخطاباتهم بشأن الاستيطان بالقرار 2334.
ودعا منصور المجموعة العربية إلى الإسراع بطلب عقد لقاء مع السفيرة الأميركية الجديدة لدى الأمم المتحدة، مشيرا إلى أنه طلب من البعثة الدائمة للولايات المتحدة العمل على ترتيب لقاء معها فى أقرب فرصة.
واعتبر أن هذا يجب أن يكون، وكما هى العادة، جزءا من التحركات الدبلوماسية العربية النشطة فى الفترة المقبلة، وعدد مجموعة من اللقاءات المكوكية التى عقدها الفريق الفلسطينى خلال الأيام الماضية مع عدد كبير من أعضاء مجلس الأمن، التى تمحورت حول مسألة تنفيذ القرار 2334 ونقل السفارة الأميركية إلى القدس.
وأكد منصور أن جميع من التقاهم من الأوروبيين والعرب متفقون وملتزمون على عدم نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وطالبهم بضرورة أن ينعكس ذلك بشكل واضح وصريح فى بيانات دولهم، سيما اجتماع الاتحاد الأوروبى بداية فبراير المقبل.
وشدد على ضرورة أن يكون للترويكا العربية دور مهم ومستمر بهذا الخصوص، وعلى أهمية استثمار علاقات بعض الدول العربية والدول الصديقة مع الإدارة الأميركية الجديدة لجهة الضغط عليها بعدم نقل السفارة إلى القدس، سيما من خلال اللقاء المرتقب بين العاهل الأردنى الملك عبدالله بن الحسين، والرئيس الأميركى دونالد ترامب الذى سيكون خلال أيام، كما أكدت ذلك المندوبة الدائمة للأردن لدى الأمم المتحدة السفيرة سيما بحوث.
وتناول السفراء العرب الحديث تباعا، خلال الاجتماع، وأيدوا بشكل مطلق كل ما تحدث به سفير دولة فلسطين.
من جانبها، أكدت سفيرة الأردن أن نقل السفارة الأميركية إلى القدس سيؤدى إلى خلق مشاكل كبرى فى المنطقة، مشددة على أن هذه المسألة ستكون على جدول أعمال الملك عبدالله الثانى أثناء زيارته ولقائه الرئيس الأميركى ترامب ومجموعة من أعضاء إدارته، إلى جانب لقاءاته المرتقبة مع أعضاء فى الكونغرس الأميركى خلال الأيام المقبلة.
وأشارت إلى أن التعاون والتواصل والتشاور بهذا الشأن مع الأشقاء الفلسطينيين مستمر ومتواصل، كذلك فإن هذا الموضوع سيكون على سلم أولويات القمة العربية فى شهر مارس المقبل فى العاصمة الأردنية عمان.