شاب دعوة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى للرئيس الأمريكى دونالد ترامب لزيارة لندن، الكثير من اللغط على المستوى الشعبى والسياسى، إذ تم تنظيم مظاهرات اعتراضًا على الزيارة وسط خطط لتنظيم "أكبر مظاهرة على الإطلاق" ضده، بينما دعا زعيم حزب العمال لعدم استضافته بعد قرار بحظر المسلمين من دخول الولايات المتحدة، بالإضافة إلى مخاوف بشأن خلاف محتمل بينه وبين الأمير تشارلز.
وقالت صحيفة الإندبندنت إن رئيس حزب العمال البريطانى جيريمى كوربين أعرب عن عدم ترحيبه بزيارة مرتقبة للرئيس الأمريكى الجديد إلى بريطانيا طالما استمر فى سياسته فى منع دخول بعض المسلمين للولايات المتحدة.
وقال كوربين بعد لقاء على الهواء مع قناة ITV1 البريطانية: "يجب عدم الترحيب بدونالد ترامب على الأراضى البريطانية بينما ينتهك قيمنا المشتركة بحظره المخزى على المسلمين وهجومه على اللاجئين وحقوق النساء، لافتا إلى أن تيريزا ماى ستخيب آمال الشعب البريطانى إذا لم تؤجل الزيارة الرسمية وتشجب تصرفات ترامب فى بأوضح العبارات، هذا هو ما تنتظره بريطانيا وتستحقه"، بحسب الصحيفة البريطانية.
وكان مجلس العموم قد ناقش منع دخول ترامب للبلاد بعد جمع نحو نصف مليون توقيع يدعو لحظر الزيارة، ولكن لم ينتج قرار عن المناقشة.
واستنكر كوربين دعوة ترامب لزيارة البلاد "بهذه السرعة"، داعيًا للانتظار لرؤية مدى حماية الكونجرس الأمريكى للحريات والحقوق والقوانين.
وأضاف: "هل من الصواب حقًا أن تؤيد شخصًا استعمل لغة كارهة للنساء طوال حملته الانتخابية والهجوم الفظيع على المسلمين، ثم هذه الفكرة السخيفة عن بناء جدار مع أقرب جيرانهم؟".
بشعار المسلمون محل ترحاب.. مظاهرات فى أحد المطارات الأمريكية ضد قرار ترامب
وقال بيان من رئاسة الوزراء إن سياسات الهجرة فى الولايات الداخلى هى شأن داخلى، وتابع: "ولكننا لا نوافق على هذا النهج ولن نتبعه".
جزء من لقاء كوربين مع ITV1
المظاهرات فى انتظار ترامب وماى
ومن ناحية أخرى، قالت الإندبندنت إن النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى يدعون "لأكبر مظاهرة على الإطلاق" إذا ما جاء ترامب إلى المملكة المتحدة.
ويخطط نشطاء آخرون لتنظيم تظاهرة فى مدينة كارديف فى ويلز مساء الاثنين المقبل لشجب حظر ترامب لرعايا 7 دول معظم سكانها مسلمون ومعارضة زيارته لبريطانيا بينما تزور ماى المدينة للقاء رئيسًا وزراء ويلز واسكتلندا.
وقالت صحيفة ويلز أونلاين إن منظمى المظاهرة يدعون "للاستعداد لعمل ضوضاء وإظهار أننا لا ندعم قرار تيريزا ماى بالتحالف مع أمريكا الفاشية تحت ترامب".
وأضاف هؤلاء: "إن تيريزا ماى قررت أن تتحالف مع حكومة دونالد ترامب المتعصبة والكارهية للنساء. لقد رفضت أن تعارض حظر المسلمين الذى فرضه ترامب رغم أنه يستهدف حتى أعضاء من برلمانها. إن هذا ليس فقط ضعفا، ولكنها مسألة خزى قومى، وإساءة لبلدنا أمام العالم".
ترامب "لن يتحمل أن يحاضره" الأمير تشارلز
ودعت ماى الرئيس الأمريكى الجديد لزيارة بريطانيا فى وقت لاحق من هذا العام، وكانت هى أول مسئول أجنبى يزور البيت الأبيض فى زيارة رسمية بعد تنصيب ترامب، ولكن قالت صحيفة "صنداى تايمز" إن هناك مخاوف أمريكية بشأن الزيارة بسبب دفاع الأمير تشارلز المتوقع عن اتفاقيات حماية البيئة.
وقال مصدر حكومى أمريكى رفيع المستوى للصحيفة البريطانية إن الأمير هو أبرز هذه المخاوف لأنه قد "يحاضر" ترامب عن حماية البيئة، بينما قد "ينفجر" الرئيس إذا شعر بأنه يتم الضغط عليه. يذكر أن الأمير تشارلز كان لسنوات طويلة من أبرز المدافعين عن قضايا البيئة مثل الحد من الاحتباس الحرارى، بينما أبدى ترامب عدم اكتراثه لهذه الأمور وأشار إلى احتمال انسحاب واشنطن من اتفاقية باريس الخاصة بمكافحة الاحتباس الحرارى.
وأضاف المصدر: إن (ترامب) لن يتحمل أن يحاضره أى شخص، ولا حتى عضو من العائلة المالكة. بصراحة، عليهم أن يفكروا مرتين قبل أن يضعوه هو والأمير تشارلز فى نفس الغرفة سويًا".
وقال مستشارون لترامب إنه يفضل لقاء الأميرين ويليام وهارى بدلا من تشارلز، ولكن قالت مصادر ملكية لصنداى تايمز إن هذا سيكون خرق فاضح للبروتوكول إذا تجنب ترامب لقاء ملك بريطانيا القادم، الأمير تشارلز.
ترامب والأمير تشارلز - رويترز
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة