"الحمد لله ربنا عوضها" الخاطر الأول الذى يمر ببالنا حين نعرف بخبر حمل سيدة نعرفها مرت بتجربة الإجهاض من قبل، وبينما يفكر الجميع فى أن هذا الحمل بلاشك سيجعلها تنسى تجربة الإجهاض أو على الأقل يجعل الفرحة تغمرها بدرجة كبيرة إلا أن الحقيقة هى أنه إلى جوار الفرحة، هناك الكثير من المشاعر المتضاربة التى قد لا نعرف عنها شيئًا.
"ميرديث هيل" المؤلفة الأمريكية والأم لطفلين مرت بهذه التجربة فى وقتٍ سابق وقالت فى مقال بصحيفة "هافيجنتون بوست" الأمريكية إن الأمر أشبه بندبة لا تتلاشى أبدًا بشكل كامل، مهما مر من الوقت تظل تلك الخسارة باقية دائمًا.
واستعادت ذكرياتها: بعد مرور 7 سنوات، ورغم إنجاب طفلين بعد هذا الإجهاض، لم أتمكن أبدًا من نسيان تلك اللحظة حين كنت عند الطبيب أنتظر بفارغ الصبر أن أرى اللمحة الأولى من ضربات قلب طفلى وأشاهده يومض على الشاشة، بينما يحدق الطبيب فى وجهى ويقول بارتباك "أنا آسف. ليس هناك ضربات قلب".
وعن حملها الأول بعض الإجهاض سجلت "هيل" فى مقالها 5 مشاعر قد لا يعرفها أحد تمر بها الأم وقتها..
الخوف من المجهول
قالت "ميرديث": "عندما أصبحت حاملاً فى ابنتى، تحولت فرحة رؤية نبضات قلبها إلى حالة من الذعر، طوال الوقت أشعر بالقلق والخوف من أن يتكرر الأمر نفسه مرة أخرى، أو يتكرر بطريقة أخرى.
الشعور بالوحدة
فى الحمل الأول حرصت "ميرديث" على أن تخبر كل أفراد العائلة به على الفور، واحتفلوا بالخبر والجميع كان يترقب وصول المولود، ولكن فى الحمل الثانى فضلت ألا تخبر الجميع وانتظرت وقتًا طويلاً قبل أن تخبر أحد بحملها، وقالت "ميرديث" إن هذا جعلها تشعر بالأمان ولكنه جعلها تشعر بالوحدة، وأصبح الحمل بالنسبة لها سرًا بدلاً من أن يكون خبرًا سعيدًا تشاركه مع الآخرين، بينما كانت فى حاجة ماسة لوجود أصدقائها وأسرتها حولها.
الشعور بالذنب والشك فى النفس
فى الحمل الأول بعد الإجهاض، راود "ميرديث" الكثير من الشك فى قرارتها، وكانت تشعر بالقلق طوال الوقت من أنها ترتكب شيئًا خاطئًا قد ينهى حملها، حتى لو كان هذا الخطأ أن ترفع كرسى من مكانه فى العمل، وقالت: كنت خائفة من مساعدة أحد أفراد العائلة على حمل الأمتعة وهو يصعد السلم، أو أحمل شيئًا ثقيلاً كنت مرعوبة طوال الوقت من أن أقوم بشيء "خطأ" يتسبب فى الخسارة، وكان هذا الشعور عبئًا ثقيلاً على تحمله.
افتقاد الغثيان الصباحى
معظم النساء يفزعن من الغثيان الصباحى ولكن "ميرديث" فى حملها الأول بعد الإجهاض كانت تفتقده وقالت: "كنت أفتقده لأننى أعتبره طريقة للاطمئنان على أن الأمور تسير بشكل طبيعى مع طفلى، كنت أريد بشدة أن أعرف أن طفلى لا يزال هناك ينمو ويتطور كما هو متوقع، وكان غياب الغثيان الصباحى بالنسبة لى أشبه بالعقاب".
الخوف من الفرح
لفترة طويلة وجدت نفسى أبدأ كل جملة لها علاقة بطفلى بـ"إذا نجح الحمل" أو "إذا ولد الطفل". كنت أخشى أن أكون سعيدة، وأشعر بالرعب من السماح لنفسى بالفرح وكنت أميل لتأجيل لحظة شراء الأثاث الخاص بالطفل أو حتى التفكير فى اسماء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة