فقدان الأم جنينها بعد شهور من الآمال والأحلام والانتظار يسبب الكثير من الألم البدنى والنفسى على حدٍ سواء، ويحدث كثيرًا أن تتعرض المرأة بعد الإجهاض لاكتئاب يشبه تمامًا اكتئاب ما بعد الولادة.
وفى هذا الوقت تكون المرأة أحوج ما تكون إلى دعم زوجها ومساندته الذى يمكن أن يلعب دورًا قويًا فى إخراجها من هذه الحالة التى تعانيها، وحول الدور الذى يمكن أن يلعبه الرجل لدعم زوجته التى تعرضت للإجهاض، وليتمكن ايضًا من فهم مشاعرها طرح "اليوم السابع" هذه الأسئلة العشرة على "زينب مهدى" استشارى الصحة النفسية..
زينب مهدى استشارى الطب النفسى
1. ما هى الأفكار والمشاعر التى تسيطر على المرأة بعد الإجهاض؟
بعد الإجهاض تشعر المرأة بخليط من المشاعر، بين الخوف والقلق والإحباط، خاصة لو كانت تنظر هذا المولود لفترة طويلة بعد الزواج، وكثير من السيدات اللائى خضعن لمثل هذه العملية أصبن بالاكتئاب بعدها مباشرة لعدة أسباب، فالزوجة هى أم قبل حتى أن تنجب فتنتظر تلك اللحظة حتى تحمل طفلها بين ذراعيها ولكن نزوله من رحمها صعب جدًا عليها.
2. بعض الزوجات تشعر بالذنب بعد الإجهاض، حتى لو حدث رغمًا عنها، فكيف تتعامل مع هذا الشعور بالذنب؟
حقيقى وبالفعل كثير من الزوجات تشعر بالذنب ودور الزوج مهم جدًا فى التغلب على هذه المشاعر لأنه يوجد أزواج تزيد من ذلك الشعور ولكن دور الزوج الإيجابى الطموح فى وجود أطفال مرة ثانية وثالثة سوف يمحى ذلك الشعور بشكل كبير جدًا.
3. ما أهمية تواجد الرجل مع زوجته فى هذه الفترة وتأثير ذلك على حالتها النفسية؟
وجود الرجل إلى جوار زوجته فى هذا الوقت مهم جدًا، ومن المهم جدًا أن يحتضنها ويسعى لإنجاب طفل أخر حتى تحاول الزوجة أن تتناسى الإجهاض القديم وتبدأ تفكر فى المولود الجديد الذى سيدخل الأسرة ويبث فيها السعادة.
والمرأة فى هذه الظروف تكون مثل الطفل لابد أن يصبر زوجها عليها وعلى ألمها ويحاول أن يساعدها فى خروجها من تلك الأزمة ويكون لطيفا معها بأقصى درجة ممكنة.
4. ما هى العبارات والموضوعات التى لا يجب أن تتحدث معها فيها؟
تلك العبارات هى عبارات صريحة مثل "خدى بالك من نفسك المرة الجاية عشان ميحصلش زى ما حصل فى الحمل الأولانى" أو "انتى مهملة وده نتيجة الإهمال" وعبارات أخرى تتخلص فى أن المرأة هى سبب كل ما حدث مما يعزز شعورها بالذنب وأنها أضعف من أن تحتفظ بطفل.
5. هل الأفضل هو إبعاد الملابس والتحضيرات الخاصة بالمولود الذى لم يأتِ عنها أم تركها فى مكانها؟
ينصح ألا يتم إبعاد تلك الملابس عنها بل بمساعدة الزوج لابد أن يحث زوجته على حمل جديد حتى تغطى تلك الملابس جسد طفلهم المنتظر ولكن إزالتها وإبعادها من أمام عيونها سيعطيها إيحاءً أن الحلم قد مات ولن يعود أبدًا.
6. هل تفيدها العلاقة الحميمة فى تلك الفترة؟
العلاقة الحميمة غير الأنانية هى المفيدة للزوجة، بمعنى أن بعض الرجال لا يكترثوا لأوجاع زوجتهم الجسدية بل يريدون أن يشبعوا حاجتهم الغريزية فقط دون الاهتمام لآلامها النفسية أو الجسدية، ولكن العلاقة تكون مفيدة إن شعرت الزوجة أن تلك العلاقة ربما ينتج عنها حمل وسينمو بداخلها الأمل من جديد، كما أنها تساعدها فى استعادة الثقة بجسدها وأنوثتها من جديد.
7. ماذا يفعل الزوج فى حال نفورها من العلاقة الحميمة؟
عليه أن يكون لطيفًا معها وليس غليظ القلب لأنه فى تلك العلاقة خصيصا الله حث على أنها تكون برضا الطرفين ومحذور إجبار المرأة على أى شئ فى تلك الفترة لأن هذا سيزيد حالتها النفسية سوءًا.
8. متى يمكن أن يفاتحها من جديد فى موضوع الإنجاب؟
هى بالفعل تكون مستعدة من بعد الإجهاض لو الزوج استقبل أزمة الإجهاض بشكل غير مبالغ فيه، فدور الزوج كبير بل أكبر ما يكون لأن الرجل يشعرها بتأنيب الضمير وألم النفس ولكن لو الزوج لطيف ستتخطى الزوجة هذه الأزمة بكل سهولة وكأنها لم تمر بأزمة من الأساس أو على الأقل لن تأخذ وقت أكثر من اللازم.
9. كيف تدعمها عن بعد إذا كنت مغتربًا؟
وسائل الاتصال الكثيرة واقتراب أهل الزوج منها يمكن أن يساهموا كثيرًا فى دعمها حتى لو كان الزوج بعيدًا، لأنهم يشعرونها أنه معها واتصاله المستمر بها سيخفف ألمها ووحدتها.
بعض الأزواج المغتربين يتصلون بزوجاتهم مرة فى الأسبوع وهذا ليس منطقى مع امرأة بناءها النفسى يحتاج لتدعيم، فلابد أن يتصل بها مرة أو أكثر فى اليوم.
10. فى حالة وجود أطفال، كيف تجعلهم يدعمون والدتهم؟
فى حالة وجود أطفال ألمها سيكون أقل من المرأة التى أجهضت أول مولود لها، إلا لو كان المولود الذى تم إجهاضه صبى مثلا وكانت تتمنى أن تنجبه، أو فتاة وهى متشوقة لإنجاب فتاة بعد عدد من الصبية، ففى هذه الحالة سيكون ألمها مثل المرأة التى أجهضت مولودها الأول.
وهنا أيضا دور الزوج كبير وليس الأطفال لأنهم فى المقام الأول أطفال ويحتاجون إلى من يحتويهم فالأب هنا عليه أن يوجه أطفاله لإرضاء أمهم والالتفاف حولها حتى لا تفكر كثيرا وهى بمفردها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة