سعيد الشحات

رائد الطب «الوهمى»

الإثنين، 30 يناير 2017 07:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعرف حالتين من مرضى الكبد ضحايا لـ«إبراهيم عبدالعاطى»، الذى ذاعت شهرته بأنه مخترع جهاز علاج فيروس الكبد الوبائى «سى» والإيدز.
 
الحالة الأولى، كانت لمريض توفاه الله منذ نحو عامين، بعد معاناة طويلة مع مرض الكبد، ولا أنسى الحالة التى أصبح عليها بعد استماعه لاختراع «جهاز عبدالعاطى».. تعلق بأمل الشفاء، قابلنى لكى يسألنى ولم يصدق تشككى، وأكد لى أنه سينتظر، وعلى استعداد أن ينفق كل ما يملك للعلاج، وذهب إلى عبدالعاطى وظل على هذا الحال حتى تلقى الصدمة بأنه لا يوجد علاج ولا جهاز، ويوما بعد يوم ساءت حالته حتى توفى وهو شاب لم يستكمل الأربعينيات من عمره، صحيح أن الأعمار بيد الله، ولكنه كمريض يبحث عما يداويه تعلق بالأمل على هذا النحو، أما الحالة الثانية فكانت لزوجة قريب فى قريتى أصيبت بفيروس «سى»، وبعد مشاوير للأطباء ذهب إلى «عبدالعاطى» دون أن يطلع أحدا على ذلك، وظل يتابع معه والأمل لا يفارقه، ولما ساءت حالة الزوجة اضطر إلى الذهاب لأكبر طبيب متخصص كبد بمستشفى بنها الجامعى، وحين علم بطريقة علاجها قبل عرضها عليه، كاد أن يضرب الزوج بعد أن وبخه بعنف، ودخلت الزوجة فى نظام علاجى جديد اعتمد فى جانب منه على الدواء الذى توفره الدولة للقضاء على الفيروس.
 
الحالتان أعرفهما تمام المعرفة، والمؤكد أن هناك غيرهما فى أرجاء مصر، وأذكرهما للإفادة والاستفادة بعد أن قرأت الحوار المثير والمميز الذى أجراه الزميل محمد عزوز مع «إبراهيم عبدالعاطى» المنشور على صفحات الزميلة «المصرى اليوم» فى عددها الصادر أمس، وأعادنا إلى خزعبلاته، ويكفى أن نقرأ بعض عناوين الحوار المثيرة: «علاجى لفيروس سى لن يكلف المريض أكثر من ثمن علبة سجائر يدخنها فى اليوم» و«أنا مش بتاع بطاطا وكفتة واللى عايز الاختراع يجربه»، و«جربنا الجهاز على حالات مصابة بسرطان الثدى والرحم والدم وحقق نتائج مبشرة» و«أسلوب علاجى موجود فى العديد من دول شرق آسيا»، و«جائزة نوبل لا تلزمنى» و«لن أكشف أسرار علاجى تحت دعوى التسجيل العلمى».
 
كيف سيتأثر المرضى الذين يتعلقون بما يقوله «عبدالعاطى»؟ وسند سؤالى يأتى من الحالتين السابق ذكرهما، وهل من اللائق ترك كلامه هكذا بينما تبذل الدولة جهودها فى علاج مرضى الفيروس اللعين؟






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة