المقارنة بين البرادعى أو صباحى وكامل الوزير مجحفة وفيها ظلم كبير للقائد العسكرى
فى الوقت الذى كان يزيح فيه رجال اللواء كامل الوزير ستار الانتهاء من العمل فى الكنيسة البطرسية، ليدخلوا الفرح والبهجة فى قلوب الأقباط، الجناح الثانى للأمة المصرية، فى عيدهم، كان الناشط حمدين صباحى يجلس أمام كاميرات الصحف يهدد البرلمان والرئيس بأن يلقوا مصيرًا سيئًا خلف أسوار السجون، ويلوّح بأن هناك ثورة ستندلع قريبًا، ربما فى يناير (ما) أو فبراير (ما)، استكمالًا لثورة 25 يناير، متحدثًا عن فضائل وعظمة الثورة «الينايرية»، ولم يذكر، لا تلميحًا ولا صراحة، أى شىء عن ثورة 30 يونيو، وكل لبيب بالإشارة يفهم، فكيف يذكر صباحى ثورة أزاحت أصدقاءه ورفاق دربه، جماعة الإخوان الإرهابية، قبل أن ينقلب عليهم مجبرًا، عندما وجد الشعب المصرى كله فى الشوارع، يطالب بإزاحة مرسى وإخوانه.
ومن خلال ربط مواقف كل من حمدين صباحى، ومحمد البرادعى ودراويشهما خلال الأيام القليلة الماضية فى سياق واحد، تكتشف أنهم وضعوا أيديهم فى أيدى جماعة الإخوان الإرهابية، والاتفاق فيما بينهم على عدم ذكر ثورة 30 يونيو فى أى سياق، والتركيز فقط على ذكر ثورة 25 يناير.
البرادعى ارتضى أن يسجل عدة حلقات للتليفزيون العربى الذى تموله قطر، والناطق باسم جماعة الإخوان الإرهابية، ستذاع خلال الأيام المقبلة، ليدس السم فى عسل الكلام، وإرسال عدد من الشفرات، وذلك بعد حصوله على مبلغ محترم مدفوع مقابل هذا الحوار، وليسبق ذكرى «العيد القومى للثورة الينايرية»، فى محاولة مستميتة لتأليب الشارع، وإثارة الفوضى.
أما حمدين صباحى، فإنه يعكف بكل قوة هذه الأيام على تدشين شعارات أن النظام الحالى مستبد، وفرّط فى الأرض، متخليًا عن تيران وصنافير، وأنه تسبب فى زيادة الأسعار من خلال القرارات الاقتصادية الأخيرة، وتعويم الجنيه، وأن البرلمان يمارس نفس السياسات ويترجمها على الأرض.
وهدد حمدين صباحى الرئيس المنتخب، والبرلمان المنتخب، بالويل والثبور وعظائم الأمور، وهو تجاوز سمج ومقيت، وجرأة يحسد عليها، فالرجل الذى حصل على %3 من أصوات المصريين، يهدد ويتوعد ويأمر الحاصل على قرابة الـ%97 فى شبه إجماع.
حمدين صباحى الذى حصل بالورقة والقلم على 757 ألفًا و511 صوتًا يهدد ويتوعد ويأمر الذى حصل على 23 مليونًا و780 ألف صوت، فيما يشبه الإجماع وليس الأغلبية، فهل يوجد فى العلوم السياسية فى أى دولة من دول العالم، سواء الدول المتقدمة والعتيدة فى الديمقراطية، أو فى الدول الأكثر تخلفًا، أن يتحدث باسم الشعب من حصل على المركز الثالث بعد الأصوات الباطلة، ويأمر ويهدد الحاصل على الإجماع الشعبى؟!.. ما هذا الهراء الذى نعيشه طيلة السنوات الست!
البرادعى وصباحى يطلقان الدعوات للتخريب والتدمير، ولم يقدما شيئًا لمصر فى أى مجال من المجالات، ويتصدران المشهد، فى حين نرى اللواء أركان حرب كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، يبنى ويعمر، ويشق الطرق ويقيم الكبارى، ويبنى المدن السكنية، والمصانع، ويحفر فى الصخر ليل نهار، وتجده فى قلب أى أزمة، ملبيًا أى استغاثة من مواطنين لإنقاذهم.
أعلم أن المقارنة بين البرادعى وصباحى من جهة، واللواء كامل الوزير من جهة ثانية، مجحفة وغير منصفة، وفيها ظلم كبير لكامل الوزير، مانح السعادة، بينما صباحى والبرادعى هما مصدرا اليأس والكآبة.
بل لا يتساوى حمدين صباحى والبرادعى مع أصغر جندى مصرى فى الهيئة الهندسية، أو واقف بسلاحه فى سيناء، ولا يتساوى رجال كامل الوزير بمرضى التثور اللاإرادى، أصحاب البنطلونات الساقطة، والشعر الطويل المربوط بـ«توكة بناتى ملونة»، والذين يتسكعون على مقاهى وسط القاهرة، يروّجون الشائعات، ويدشنون للسفالة والانحطاط على مواقع التواصل الاجتماعى.. ولك الله يا مصر.