لقد جرت مياه كثيرة فى أنهار الفكر والتاريخ الإسلامى، وأصاب التحريف كل شىء، وتحولت كلمة "مولانا" التى كانت تعنى إذا ما قيلت فى خطبة جمعة النبى الكريم عليه الصلاة والسلام، وإذا ما قالها أحد المريدين، فهى تعنى مولانا جلال الدين الرومى، لكنها اليوم أصبحت كلمة عامة، تقال لكل من "هب ودب" حتى لأصحاب الفكر المتطرف والنفعى كما رصد عمرو سعد فى فيلمه الجديد "مولانا".
مولانا فى اللغة
كلمة مولى من الأضداد، أى تطلق على الشىء وضده، بمعنى أنها تطلق على "السيّد" وتطلق أيضاً على "العبد"، وفى كتب السيرة نجد مكتوبا أن سيدنا ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أى عبده ، ولكنه صلى الله عليه وسلم أعتقه.
ونجد علماء الأمة عندما يذكرون النبى صلى الله عليه وسلم يقولون سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك فى الدعاء نقول إمامنا وسيدتنا وقدوتنا ومولانا محمد رسول الله، فكلمة "مولانا" معناها السيّــد أو الإمام ذو المقام الرفيع.
الشيخ ابن باز يجوز قولها للناس وتركها أولى
أما الشيخ ابن باز فيرى أنه يجوز قولها، ولا حرج فى ذلك؛ لأن المولى كلمة مشتركة تطلق على الله سبحانه وتعالى، والسيد المالك، وتطلق على القريب يَوْمَ لَا يُغْنِى مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا يعنى قريب عن قريب، وتطلق على العتيق يقال له مولى، والمعتق يقال له مولى، فهى كلمة مشتركة، لكن الأولى والأفضل أن لا تطلق على الناس بمعنى الرئاسة بمعنى الكبير ونحو ذلك.
جلال الدين الرومى.. مولانا
"من يمر قرب قبرى يصير ثملاً….لو مشى ببطء، ثمل إلى الأبد.. يدخل البحر، فيثمل البحر.. يدخل الأرض، فيثمل القبر والحجر" إنه مولانا جلال الدين الرومى، هو أشهر من ارتبطت أسماؤهم بلقب "مولانا" حتى إن طريقته سميت "المولوية" وهى طريقة صوفيَّة قوامها الدراويش الراقصون، انتشرت منذ تأسيسها بشكل واسع فى قونية – تركيّا، وتعتمد هذه الطريقة على الموسيقى.
عمرو سعد أو حاتم الشناوى
بدأ أول أمس، فى دور العرض السينمائية فى مصر، عرض فيلم "مولانا" المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب والإعلامى الكبير إبراهيم عيسى، وهى الرواية التى وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر".
يتناول الفيلم ظاهرة بعض شيوخ الفضائيات، التى انتشرت فى العالم العربى فى السنوات الأخيرة، حيث يكشف لنا العالم الخفى لهؤلاء الشيوخ، والعلاقات التى تربطهم بأجهزة الأمن والسياسة ورجال الأعمال، فى محاولة توضح كيف يساء استخدام الدين.
يجد قارئ الرواية نفسه داخل أعماق نموذج الداعية الجديد، فالرواية لا تقف عند تصوير حالته الخارجية فقط، وقدراته على الجدل وإثارة الرأى بما يقوله على شاشة الفضائيات، بل تقوم الرواية بتفكـيك شخـصيته من الداخل، لإبراز الجوانب الإنسانية، من حيث القوة والضعف، فتبدو شخصية مركبة ثرية فى تفاصيلها، ما يجعلها بعيدة تماماً عن كونها مجرد رواية إبداعية، بل ستدفع القارئ لتأمل حال بعض المشايخ فى الواقع التى نراها ليل نهار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة