قبل أكثر من 10 أعوام طوى العالم صفحة دموية من الإرهاب سطرها "تنظيم القاعدة" بزعامة أسامة بن لادن، واستعد لفتح صفحة جديدة من الوحشية والدمار بنسخة التنظيم الجديدة "داعش" الذى سطع نجمه فى سماء الجريمة والإرهاب على مدار السنوات القليلة الماضية، وتمكن خلالها من إحراز أهداف عدة فى شباك أعتى الأجهزة الأمنية فى أوروبا ودول المنطقة، فضلاً عن سلسلة جرائمه الدموية فى سوريا والعراق.
وبعد سلسلة الهزائم التى لحقت بتنظيم داعش فى ختام 2016، وانتصارات الجيشين السورى والعراقى فى حربهما ضد داعش، بدأ اسم تنظيم "خراسان" الإرهابى يتردد بقوة فى تقارير استخباراتية وإعلامية عدة، دفعت عميد الصحافة الكويتية أحمد الجار الله إلى التحذير من خطورة التنظيم فى تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، قبل ختام العام الماضى.
"يا عرب ويا دول الخليج، هناك تنظيم جديد بدل داعش سيعلن عنه، هو تنظيم خراسان، أشد فتكا من داعش ووراؤه نفس الدهاة الذين صنعوا داعش"، بهذه العبارات حذر الجارالله، القريب من دوائر صنع القرار فى عدة دول عربية، من اقتراب موجة جديدة من الإرهاب فى الوقت الذى بدأ فيه نفوذ تنظيم داعش يتراجع بشكل ملحوظ.
وتحدثت تقارير إعلامية عن عودة قوية لتنظيم "خراسان" الذى سبق وأن حذرت منه المخابرات الأمريكية، وتحدث عنه الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما صراحة فى كلمته التى سبقت هجمات التحالف الدولى ضد تنظيم داعش فى سوريا 19 سبتمبر 2014.
وفى تقرير سابق، قالت وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA إن التنظيم يعد الأخطر على الإطلاق، ويشكل تهديدا للأمن العالمى، بشكل يفوق تنظيم داعش الإرهابى، وتكمن مناطق نفوذه فى آسيا وشمال إفريقيا، ويضم بين أعضائه عدة جنسيات من بينها الأفغانية واليمنية وسوريين، فضلاً عن وجود مقاتلين منتمين لدول أوروبية.
وكشف التقرير أن تنظيم خراسان يشكل تهديدا مباشرا للولايات المتحدة والدول الغربية، وأن هناك احتمالات لأن يبدأ تحركاته فى دول الشرق الأوسط.
وتشكلت النواة الأولى لتنظيم خراسان عام 2013، بعد فرار المسئول عن التنظيم محسن فاضل إياد الفضلى الملقب بـ"أبو أسماء الخرسانى"، وفى عام 2014، وأرسل أيمن الظواهرى مجموعة من المقاتلين إلى سوريا بهدف تجنيد غربيين مقيمين داخل الحدود السورية وتنفيذ عمليات تستهدف مصالح الدول الأوروبية، وتصنيع واختبار عبوات ناسفة.
وفى سبتمبر 2014 أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون أن الغارات الجوية التى شنتها طائراتها قضت على مجموعة خراسان، وصرح الأميرال جون كيربى "نعتقد أن الأشخاص الذين كانوا يتآمرون ويخططون قضى عليهم"، فى إشارة إلى مخطط لاستهداف مصالح أمريكية.
وخلال العام 2015، أعلن البنتاجون مقتل الزعيم المفترض لجماعة خراسان عبد المحسن عبد الله إبراهيم الشارخ المعروف بـ"سنافى النصر"، فى غارة نفذتها قوات التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة شمال غرب سوريا بطائرة بدون طيار شمال غربى سوريا، واعتبر وزير الدفاع الأمريكى آشتون كارتر وقتها أن مقتله "صفعة كبيرة لخطط جماعة خراسان فيما يتعلق بمهاجمة الولايات المتحدة وحلفائها".
ويعتقد بأن هؤلاء المسلحين اندمجوا فى صفوف تنظيم النصرة التابع للقاعدة فى سوريا، وحصلوا على أراضٍ ومبانٍ فى معاقله، وبدأ اسم ذلك التنظيم الإرهابى يتردد مجددا خاصة بعد انقلاب الموازين فى سوريا لصالح كفة الرئيس السورى بشار الأسد، بعد الانتصارات التى حققها الجيش العربى السورى.
ويرى مراقبون أن هناك ثمة مغزى عميق من عودة اسم ذلك التنظيم فى الإعلام، وذلك بعد تقهقر تنظيم داعش الإرهابى بالعراق أيضا فى المعارك الدائرة مع القوات العراقية.
ومنذ ما يقرب من عام حذر أيضا المفكر العربى فاضل الربيعى، قائلا "قريبًا سيظهر تنظيم إرهابى جديد متوحّش باسم "خراسان"، وسيكون أسوأ من تنظيم "داعش"، وربما نترحّم على "طيبة" تنظيم "داعش"، ووفقا لمراقبون ستكشف الأيام مع التطورات الميدانية التى تشهدها مناطق الحروب الدائرة مع الجماعات الإرهابية فى سوريا والعراق أن ثمة لعبة جديدة تعد لظهور تنظيم أكثر شراسة من داعش كى ينشغل العالم به.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة