الرئيس السيسى، هو أول رئيس يزور الكاتدرائية المرقسية بالعباسية فى احتفالات عيد الميلاد المجيد، بمناسبة مولد السيد المسيح عيسى عليه السلام، وهذه هى ثالث زيارة لرئيس مصرى للكاتدرائية فى أعياد الميلاد، حتى أصبحت «سنة» ينتظرها المصريون - وليس الأقباط المسيحيون فقط- كل عام.
وسط أجواء الفرحة والابتهاج والسعادة تواجد الرئيس بالأمس واحتفى به آلاف الحضور من المسيحيين والمسلمين، واستقبلوه بالورود البيضاء وبالهتافات المؤيدة والمرحبة والمتفائلة به دائمًا.
فكل زيارة تحمل وعودا وأملا جديدا فى المستقبل وتبعث رسائل طمأنينة لكل المصريين وتقذف بسهام الرعب فى قلوب الحاقدين والمتربصين بالوطن ووحدة أبنائه. لا نقول بأن زيارات الرئيس تقضى على أمراض الفتنة والتعصب، التى زرعها المتطرفون وأصحاب الآراء والفتاوى الدينية الشاذة فى العقل المصرى منذ السبعينيات، ولكنها زيارات تؤكد جدية الدولة فى المواجهة والعلاج والاستشفاء من تلك الأمراض اللعينة.. ففى كل مرة هناك المفاجآت السارة والسعيدة للمصريين. وهذه المرة أعلن الرئيس السيسى انتهاء ترميم كل الكنائس، التى وعد بترميمها فى العام الماضى وفى احتفالات عيد الميلاد أيضًا.. ثم أعلن عن إنشاء أكبر كنيسة ومسجد فى العاصمة الإدارية الجديدة فى رسالة للعالم بأن مصر صانعة التسامح وباعثة العلم والنور والسلام إلى الجميع طوال تاريخها.. من هنا مر الرسل والأنبياء وعاشوا ومن هنا تعلمت البشرية أصول الفن والعلم والحضارة.
السيسى هو الزعيم المصرى الثانى، الذى يعلن بناء أكبر كنيسة، ويتبرع لها، فبعد 52 عاما يعلن رئيس مصرى عن تبرعه بمبلغ 50 ألف جنيه لبناء كاتدرائية جديدة فى عاصمة مصر الإدارية.. قبله وفى عام 65 أعلن الزعيم جمال عبدالناصر بناء الكاتدرائية المرقسية رمزا للكنيسة الوطنية المصرية، وتبرع لها بعدة آلاف من الجنيهات، وبلغت التكلفة المبدئية لها 350 ألف جنيه.. وافتتحها عام 86 بحضور الامبراطور الأثيوبى هيلاسيلاسى، والبابا كيرلس السادس، وفى حضور «جماهير غفيرة من المصريين»..
كان بناء الكاتدرائية فى الستينيات دليل عمق العلاقات المتميزة والفريدة بين ناصر وكيرلس وقوة ومتانة العلاقة بين أبناء الأمة المصرية.. هذا المشهد نستعيده الآن فى ثنائية السيسى- تواضروس بعد أن فقدناه منذ 40 عاما ولن نتنازل عنه حتى لا ينفذ أعداء الأمة من خلاله.. وكما قال الرئيس السيسى «لا شكر على واجب» لبناء كنيسة العاصمة الإدارية وختمها بدعائه «اللهم احفظ مصر»... آمين