دندراوى الهوارى

«خراب» مصر فى عيون البرادعى عبارة عن «لقمة عيش»..يا بلاش!!

الإثنين، 09 يناير 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مدعى الحرية يصف الثوار والنخب بـ«الزبالة والحمير والأفاقين»

 
تعالوا نتحدث بشكل مجرد من الهوى، وبصوت عالٍ، لإعلاء قيمة الحقيقة، عن إشكالية التسريبات الهاتفية، فى وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، بجانب ما يتم بثه على المواقع الإلكترونية، والتواصل الاجتماعى «فيس بوك وتويتر»، ونسأل سؤالًا مجردًا ومنطقيًا عن الذين كان لهم السبق فى تدشين فقه التسريب؟
الإجابة، أن الثوار الأنقياء والنشطاء والنخب أول من دشنوا فقه التسريبات، ضد نجوم سياسة ورجال أعمال وفن ورياضة وإعلاميين، وألصقوا الاتهامات والأباطيل بهم، وبارك كل المحيطين والمتعاطفين مع اتحاد ملاك ثورة يناير هذه التسريبات، وأقاموا لها الحفلات والأفراح والليالى الملاح، واعتبروها كنزًا كبيرًا لتعرية أعدائهم.
 
إذن الثوار والنشطاء أول من دشنوا فقه التسريبات التى وصلت لذروتها عند اقتحام مقرات أمن الدولة، وأخرجوا الوثائق والمستندات، وأغرقوا بها «فيس بوك وتويتر».
 
وفى سيناريو انقلاب السحر على الساحر، ظهرت تسريبات لنشطاء وثوار، وشخصيات عامة داعمة لثورة يناير، تكشف تورطهم فى العديد من الأحداث التى شهدتها مصر، وهنا «هاجت الدنيا وماجت الأرض تعاطفًا مع غضب النشطاء»، وخرجت سهام الاتهامات لتوجهها ضد مؤسسات الدولة الأمنية، واتهامها بأنها وراء التسريبات، وتجنيد عدد من الإعلاميين لتشويه صورة شباب الثورة النقى، واتهامهم بالخيانة والتآمر، ومطالبة كل من نشر أو أذاع هذه التسجيلات بتقديمهم لمحاكمة عاجلة، وإعدامهم فى ميادين الثورة ليكونوا عبرة وعظة فى المستقبل لكل من يقترب من شباب الثورة النقى والطاهر. من هذه النقطة تظهر سياسة الكيل بمكيالين، والانتقاء فى بناء المواقف، ما بين تأييد جارف للثوار والنشطاء للتسريبات ضد خصومهم، والتنديد والانزعاج بالتسريبات التى طالتهم، وطالت مثلهم الأعلى الدكتور محمد البرادعى، وهو خلل قيمى كبير، وازدواج فج للمعايير. القيم العليا لا تعرف إلا مكيالًا واحدًا، إما الرفض الكلى، وإما القبول الكلى بالمبدأ، ولكن أن تقبل التسريبات عندما تخص الخصوم، وترفضها عندما تخص فصيلك أو أصدقاءك، فهو أمر مشين.
 
ونأتى إلى العامل الجوهرى، وهو: ماذا تفعل أمام كنز معلوماتى، يتضمن تسجيلات للدكتور محمد البرادعى، تكشف أنه تعامل مع مصر باعتبارها «لقمة عيش وسببوبة»، وأن التسونامى الذى أغرق الوطن العربى أتاحت له فرصة كبيرة لإلقاء المحاضرات لمدة 4 سنوات، مقابل المحاضرة الواحدة 50 ألف دولار، دون النظر لانهيار الدول، وفى القلب منها مصر.
 
البرادعى تعامل مع مصير مقدرات وطن ومع مصير شعب قوامه 90 مليونًا على أنه «لقمة عيش»، ووصف كل أصدقائه ورجاله بالزبالة والحمير والأفاقين، كما شتم الشعب كله ووصفه بالمريض والجاهل، كما أظهرت التسريبات حالة الولع لرئاسة مصر.
 
التسجيلات هزت وبعنف عرش البرادعى ودراويشه، وخرج الرجل بتويتة على صفحته على «تويتر»، أثناء إذاعة التسجيلات، نصها:«تسجيل وتحريف وبث المكالمات الشخصية إنجاز فاشى مبهر للعالم.. أشفق عليك ياوطنى». كما خرج بعض من دراويشه يدافعون عنه من باب تلاقى المصالح، وتحدثوا عن قيم الحرية المنتهكة عرضها وشرفها، وأن دفاع هؤلاء الذين طالتهم التسريبات وهو «يمرمغ» بهم البرداعى الأرض ويصفهم بالحمير والزبالة، يأتى وسط نسيانهم أنهم أول الذين وقعوا تحت طائلة الشغف فى إذاعة التسريبات ضد رجال الدولة.
 
وإذا سألتنى أنا شخصيًا عن رأيى فى التسجيلات، فأنا أرفضها سواء التى ضد خصومى، أو أصدقائى، وتتفق أو تختلف مع انزعاج وسخط النشطاء والجماعات والحركات الثورية من التسجيلات، إلا أن من الضرورة الاعتراف بأن كل التسريبات «حرام» وخطيئة كبرى، وبما أن ذلك لم يحدث، والجميع دون استثناء تبارى فى نشر وإذاعة التسريبات، فالجميع يسدد فاتورة الخضوع لشبق الانفراد، أمام كنز المعلومات فى التسريبات الهاتفية، ولم يستطع فصيل أو إعلامى، أو ثائر، أو ناشط كبح جماح هذا الشغف فى إذاعة التسجيلات، إذن الجميع تطوله نار الاتهام، والجميع مدان، وليس أحمد موسى أو عبدالرحيم على!!






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة