قال النائب الأول لمدير عام صندوق النقد الدولى ديفيد ليبتون اليوم الاثنين إن الهجرة لها أثر اقتصادى إيجابى بوجه عام على الدول اتى تستقبل المهاجرين لكن الفوائد تعتمد على مدى كفاءة إدماجهم فى المجتمعات الجديدة.
وخلال حلقة دراسية فى بروكسل أشار ليبتون إلى أن سياسات واقتصادات الهجرة تتضارب مع بعضها البعض لأن الهجرة -شأنها شأن التجارة- تخلق رابحين وخاسرين وتحتاج إلى وقت لكى تتأقلم المجتمعات والأنشطة التجارية.
وقال ليبتون "خلصنا إلى أن الهجرة أدت بشكل كبير إلى زيادة الناتج المحلى الإجمالى للفرد فى الاقتصادات المتقدمة لأن مستويات المهارة... تعزز الإنتاجية العمالية ولأنه فى بعض الأماكن يساعد تدفق المهاجرين الذين فى سن العمل على تعويض نقص العمالة الناتج عن التطورات السكانية.
"وعلى الرغم من أن نسبة 10% الأعلى هى أكبر مستفيد فإن المكاسب التى تتحقق من الهجرة تتقاسمها جميع فئات الدخل. إضافة إلى ذلك فإن عدم المساواة لا يتفاقم جراء انضمام المهاجرين إلى القوة العاملة."
أضاف "لا نرى آثارا سلبية كبيرة على المجموعات المتوسطة والمنخفضة الدخل فى الدول المستقبلة."
وتبذل أوروبا قصارى جهدها لاحتواء أزمة الهجرة التى بدأت فى 2015 عندما دخل أكثر من مليون شخص إلى الاتحاد الأوروبى الذى يضم 28 دولة قادمين من الشرق الأوسط وإفريقيا سعيا وراء الأمان وآفاق اقتصادية أفضل.
وأثارت الهجرة رد فعل مناهضا بين شعوب الاتحاد الأوروبى أدى إلى صعود نجم الأحزاب اليمينية المتطرفة والأحزاب ذات النزعة القومية كما كان أحد العوامل فى استفتاء بريطانيا فى يونيو حزيران على الخروج من عضوية الاتحاد الأوروبى.
وقال ليبتون "الناس ربما يقللون من قيمة المنفعة الاقتصادية للهجرة لأنهم لا يحبون التغيرات الاجتماعية والثقافية التى يخشون أنها تأتى مع المهاجرين لا محالة.
"الأمر الثانى أنهم ربما لا يدركون المزايا الحقيقية التى أوضح خبراء الاقتصاد أنها موجودة. أو ثالثا، ربما لم يوضح خبراء الاقتصاد كل شيء بالتفصيل. وربما تنطوى العوامل الثلاثة معا على قدر من الحقيقة."
ولكى تظهر المزايا الاقتصادية للهجرة يتعين دمج المهاجرين جيدا فى أسواق العمل فى الدول التى يصلون إليها.
ويقول ليبتون "عملية الدمج هذه ضرورية جدا للدول إذا كانت تريد أن تضمن تحقيق أقصى استفادة اقتصادية من الهجرة.
"نعرف بالفعل أن مواطنى شرق أوروبا... اندمجوا بسرعة إلى حد كبير. لكن صناع السياسات يحتاجون الآن إلى فهم أوضح لتجربة استيعاب اللاجئين والمهاجرين القادمين من الشرق الأوسط وإفريقيا."