فى تراجع مرشح للتزايد، تعود إمارة قطر ـ الراعى الأول للإرهاب ـ إلى المربع صفر على الصعيدين الإقليمى والدولى بعد 4 أشهر من المقاطعة العربية، التى تقودها كلاً من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، بهدف الحد من تحركات نظام تميم بن حمد فى دعم وتمويل الكيانات والتنظيمات الإرهابية.
وتواصل إمارة قطر تراجعها فى العديد من الملفات الإقليمية والدولية بعدما استطاعت على مدار سنوات وعبر مليارات الدولارات من الرشاوى لعب دور مشبوه فى تأجيج النزاعات داخل العديد من دول الشرق الأوسط وفى مقدمتها سوريا والعراق وليبيا وغيرها من الدول.
وبعد 4 أشهر من المقاطعة العربية لإمارة قطر، قال المؤرخ السورى سامى مبيض أن الدوحة فقدت تدريجياً الأدوار والمكانات التى شكلتها لنفسها فى مناطق النزاعات مثل فلسطين وسوريا، مشيرا فى مقال بصحيفة "الإمارات اليوم" إلى أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى، لم يذكر خلال خطابه فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك فى سبتمبر الماضى، فلسطين أو سوريا اللتين شكلتا حجر زاوية فى خطاباته السابقة منذ 2013.
تميم بن حمد وحمد بن جاسم
وأوضح المؤرخ السورى فى مقاله أنه فى أعقاب الأزمة بين قطر والدول العربية، وجدت الدوحة وضعها متجمداً فى فلسطين وسوريا لتفقد سلطة الوساطة الإقليمية، مشيراً إلى أن تميم ووالده لسنوات دعما علناً "المقاومة الإسلامية" فى غزة وكذلك دعما جماعة الإخوان الإرهابية فى مصر حيث أنفقا الكثير من الأموال على وكلائهما وميليشياتهما فى فلسطين وسوريا، كما أنفقا على صعود الإخوان فى مصر عام 2012، وأشعلا أزمة دبلوماسية مع القاهرة بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الرئاسة.
وقال مبيض أن مصر الآن ترد على قطر باستعادة دورها الإقليمى بعد رعايتها محادثات فى مايو الماضى بين فرقاء غزة والتوصل لاتفاق بين حركتى "فتح" و"حماس"، لتشكيل حكومة وفاق بهدف مساعدة وتحسين أوضاع الفلسطينيين فى غزة المحاصرة، ويبدو جلياً أنه لم يتم اعتبار قطر عند عقد الاتفاق، وهو ما يجمد دورها لدى القيادات الفلسطينية وحركة "حماس".
وتمكنت الدولة المصرية مؤخراً من إنجاز المصالحة التاريخية بين حركتى فتح وحماس، بعدما أعلنت الحركتان اليوم الخميس جدولاً زمنياً بإجراءات تسلم الحكومة الفلسطينية مهامها فى قطاع غزة والضفة وكامل التراب الفلسطينى، مع إدارتها للمعابر وكافة المهام التنفيذية المختلفة.
ومن غزة إلى دمشق، تواصل إمارة قطر تراجعها، حيث قال المؤرخ الشهير: "فى سوريا، اختفى النفوذ القطرى تدريجياً، فعند بداية النزاع السورى فى 2011 كانت قطر اللاعب الأكثر نفوذاً على أرض المعركة، بعد إنفاقها ثلاثة مليارات دولار أمريكى على الميليشيات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية خلال أول عامين من الحرب، لكن بعد مرور سبع سنوات استعادت قوات النظام السورى مدعومة من روسيا كل الأراضى التى كانت تسيطر عليها فى أحد الأيام الميليشيا المدعومة من قطر".
الأسد فى زيارة لأحد القواعد العسكرية السورية
وأشار مبيض إلى أن قطر لم يتم دعوتها أيضاً إلى محادثات أستانة التي قادت إلى اتفاق مناطق وقف إطلاق النار الشهير في مايو الماضي.
وتكرر الوضع نفسه في لبنان التي تم حل أزمة الرئاسة الشاغرة في 2016، بتولي الرئيس ميشال عون السلطة، ورئيس الوزراء سعد الحريري قيادة الحكومة اللبنانية، وهو ما لا يترك أزمات يمكن أن تتدخل قطر أو تتوسط لحلها كما فعلت في 2008.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة