انتهت انتخابات اليونسكو لتحديد المدير العام الجديد خلفا للبلغارية إيرينا بوكوفا، وبعد معركة شرسة بين مرشحى مصر وفرنسا وقطر انتهى الأمر إلى فوز الفرنسية أوديرى أوزلاى بالمنصب، وستصبح بشكل رسمى المدير العام فى 15 نوفمبر المقبل، وهنا يصح لنا أن نتأمل الواقع الراهن لليونسكو من خلال قراءة السياق العام ونطرح بعض الأسئلة عن الزمن الجديد للمنظمة العالمية.
لا أريد أن آخذ موقفا مسبقا من الفرنسية ذات الأصول المغربية أوديرى أزولاى خاصة أننى كنت معجبا بها عندما استطاعت أن تصبح وزرة للثقافة والاتصال فى فرنسا من قبل فى عهد الرئيس الفرنسى السابق هولاند، وذلك لأنها استطاعت أن تفرض نفسها على فرنسا وثقافتها، وهو ما استطاعت أن تقوم به للمرة الثانية، فالنظام الفرنسى الجديد برئاسة ماكرون لم يكن خاصة فى بداية انتخابات اليونسكو داعما لها بالشكل الكافى، لكنه فى النهاية حشد لها ووقف بجانبها حتى حصولها على المنصب المهم.
وفى الوقت نفسه لا أعتقد أن يهوديتها سيكون لها تأثير كبير فى مستقبل قرارات اليونسكو خاصة فيما يتعلق بالعرب، وذلك لأننى لا أتوقع منها شيئا مميزا معنا أو ضدنا، خاصة أنها جاءت بعد إيرينا بوكوفا التى كانت لها مواقف مميزة وقدرة كبيرة على العمل.
يبدو أن العرب هم أكثر الشعوب الذين يظنون أن منظمة اليونسكو مهمة، وهذه الرؤية لها جانب إيجابى مفاده أن عليهم الاهتمام بها، خاصة الدول الغنية، حتى تستطيع أن تواصل ما تقوم به من حفظ للتراث ومعظم الدول العربية لديها مشكلات فى حفظ التراث وأزمات فى التعليم.
وبمناسبة العرب، علينا أن نعرف أنهم ضيعوا فرصة عظيمة ليديروا هذه المنظمة، وذلك ليس فى مرحلة الانتخابات فقط، لكن منذ البداية عندما ترشح 4 عرب للمنافسة مما عمل على تشتيت الأصوات.
كشفت الانتخابات الأخيرة كثيرا من الصراع العربى – العربى، ولا أقصد هنا مصر وقطر فقط، لكن يبدو أن كثيرا من الدول العربية بينها مشكلات متفاقمة والأمر يحتاج للكثير من المكاشفة والتعامل على حل ذلك، هذا إن أردنا أن يكون لنا وجود وشأن عالمى.
فى ظنى أن كثيرا من الدول الأفريقية وقفت بجانب مصر فى هذه الانتخابات، لذا علينا أن نتجه بقوة ناحية أفريقيا ودولها وشعوبها، وعلينا أن نعتقد بأن مستقبلنا الاقتصادى والسياسى معها مثلما هو مع الدول العربية، وعلينا أن نبذل معهم المجهود الذى نبذله مع الدول العربية.
انسحاب أمريكا وإسرائيل من المنظمة، فى رأيى، ربما يجعلها أفضل بعض الشىء، وربما يسمح بكثير من الحريات فى العمل، فقط على الدول الموجودة أن تحل أزمة المديونية الكبيرة التى تعانى منها اليونسكو.
وبالطبع لن نستطيع أن نتحدث الآن عن مستقبل اليونسكو، سوف نراقب فقط ما ستقوم به المغربية - الفرنسية أزولاى وما ستضعه من رؤى وكنا نتمنى أن نعرف برنامجها الذى تقدمت به لتطوير المنظمة ونتمنى أن يتم نشره، خاصة كيف ستحل أزمة التمويل وهل تملك نظرة عالمية، أم أنها فرحة باختيارها رئيسا لمنظمة دولية، ولن تقوم بشىء ذى قيمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة