أواصل قراءاتى للعلاقات المصرية الأمريكية فى جانبها التاريخى، وذلك استنادًا إلى «دائرة المعرفة الدولية خلال الألفية الثالثة»..
فى 1900 سافر الدكتور ج.ر. الكساندر رئيس كلية أسيوط إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى إجازة، وكانت الإرسالية قد طلبت الترخيص له بجمع تبرعات من أجل تجهيز الكلية على أحسن مستوى، وفى بتسبرج وجدت جماعة مهتمة بهذا المشروع ضمت كلا من دكتور مكلوركن ج.بوربر. دكتور صموئيل يونج، جون فراز، وليم سوبر، وقد جمعوا مبلغا كافيا لشراء قطعة أرض تقام عليها مبان جديدة للكلية، وفعلا كانت كافية لشراء 24 فدانا، وإقامة المبنى الرئيسى للكلية، قاعة الكسندر وقاعة سوبر للعلوم، ثم ورد فيما تبرع من دون روكلفر قدره 55 ألف دولار استخدمت فى بناء قاعة جوهانستون، وهى مخصصة لسكن الطلاب بالقسم الداخلى ومبنى الاجتماع سوسيتى، وتم إرساء حجر الأساس لهذه المبانى الجديدة فى 11 فبراير 1907، وفى عام 1924 تم بناء قاعة خليل وتبرع بإقامتها خليل إبراهيم، الذى قضى بخدمة الكلية 47 عاما وتضم الكلية كذلك قاعة ماكورماك وبنيت على نفقة مستر ماكورماك من شيكاجو، وتتكون من ثلاثة أدوار مخصصة هى الأخرى لإقامة الطلاب، وفى القسم الغربى منها مساكن لبعض أعضاء هيئة التدريس وعائلاتهم، وأنشئت قاعة مكلانهن مبنى قسم الأحياء، التى بنيت عام 1928 باسم الدكتور روبرت ستيوارت مكلانهن، الذى خدم بالكلية وتضم الكلية مكتبة عام 1875، وفى عام 1934 فى عهد الدكتور تشارلى رسل مدير الكلية أقيم للمكتبة بناء خاص بها، حيث تعرف الآن بمكتبة تارجت نسبة إلى روش تاجرت الثرى الأمريكى، الذى تبرع ببناء مبنى المكتبة، والذى صمم ليكون على أحدث طراز المكتبات العالمية، وخصص الدور الثالث من المكتبة ليكون متحفا إقليميا لآثار أسيوط، ويوجد بالمكتبة 23 ألف كتاب منها 19 ألفا باللغة العربية و14 ألف مجلد باللغات الأجنبية، وذلك بخلاف الدرويات، وكانت هذه المكتبة تعتبر ثالث مكتبة فى القطر المصرى وقتئذ، وكان يقوم بالإشراف عليها الدكتور طوسن يعاونه موظف مصرى يدعى يوسف اسكندر استمر يعمل بالمكتبة حتى منتصف العقد الخامس من القرن العشرين.
وقد كان هناك بالكلية قسم خاص بالتحسين الزراعى وتجارب الألبان وتربية الماشية، وقد قام القسم الزراعى بالكلية بتجارب لتحسين أنواع الخضراوات ولزيادة كمية اللبان واستحضرت عام 1928 أبقار Jersy من أمريكا تنتج ثلاثة أضعاف ما تنتجه الأبقار المصرية، وأصبح هذا القسم يكفى نفسه بنفسه، بل أصبح يعد دخلا للكلية.
وبالنسبة لميزانية الكلية فقد بلغت 150 ألف دولار عام 1930 جاءت من مصروفات التلاميذ وبلغت 59%، و29% إعانات خارجية وداخل الكلية من مشروعاتها، 12% مرتبات رجال الإرسالية، وهى ترد من الخارج من المجلس العام للإرسالية بأمريكا وبالنسبة لإدارة الكلية، فهى تتكون من لجنة من 6 أساتذة من الرمسلين الأمريكيين ينضم إليهم مصريان من خريجى الكلية، واستمر نظام الإدارة بهذه الصورة حتى عام 1955.
وأنشئت رابطة لخريجة كلية أسيوط 1925 واتخذت مقرًا لها كلية الأمريكان بأسيوط، وكان من أهم أهداف الرابطة: 1-خدمة الأعضاء بتوثيق الروابط بين خريجى الكلية 2-تشجيع نشر الثقافة بمنح الجوائز للمتفوقين 3-مساعدة الطلبة الفقراء حتى يستكملوا دراستهم الجامعية 4-تقديم الخدمات للكلية لمساعدتها على تحقيق رسالتها وتحمل كلية أسيوط الآن اسم مدرسة العروبة الثانوية للبنين.
4 - المدرسة الأمريكية بالزقازيق: تعتبر هذه المدرسة كبرى مدارس الإرسالية بالوجه البحرى، وقد بدأت المدرسة بعدد 22 تلميذا، 4 من البروستانت، خمسة من المسلمين، 13 من الأقباط ووصل عدد تلاميذها 352 تلميذا سنة 1904 وفى العام الدراسى 1923-1924 أصبح عدد تلاميذ المدرسة 285 تلميذا نصفهم من المسلمين، وقد عمل بالمدرسة القس أ.ل. جودفرى والسيد و.و. نولين وفى عام 1929 تولت إرسالية مصر العمومية إدارة هذه المدرسة بدلا من الإرسالية الأمريكية، حيث لم تستطع الأخيرة تدبير المرسلين، الذين يستطيعون الإقامة فى الزقازيق، وإدارة المدرسة وتبقى بعد ذلك محاولة الدولة للإشراف على التعليم الأجنبى فى مصر ومنه الأمريكى، وذلك بسبب الحوادث التبشيرية، التى وقعت بمدارس الإرساليات وعلى الأخص المدارس الأمريكية، ثم تقييم سلبيات وإيجابيات النشاط التعليمى بمصر.
منذ دخول التعليم الأجنبى بمصر والدولة تحاول أن تراقب وتشرف عليه فقد تقديم رياض باشا فى عام 1872 بمشروع قانون لتنظيم المدارس الأجنبية أو المدارس الحرة على وجه العموم وإخضاعها لهيئة الدولة وهكذا بدأت أول محاولة من الدولة لإخضاع التعليم الأجنبى للإشراف الحكومى عن طريق هذا المشروع، وكان هذا المشروع يهدف إلى تنظيم صلة المدارس الأجنبية بديوان المدارس، وأن تخضع المدارس الأجنبية والحرة لإشراف نظارة المعارف. يتبع