أحمد إبراهيم الشريف

البحث عن التراث الشفهى فى مصر.. كنز يحتاج "مَعلمة"

الأربعاء، 18 أكتوبر 2017 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يخلو الأمر أبدا من شىء جيد، ولا من أفكار مفيدة، تساعد على إنقاذ ما يمكن إنقاذه فى التراث المصرى العظيم، ومنذ أيام قليلة تم توقيع بروتوكول تعاون بين الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية والجهاز القومى للتنسيق الحضارى، وصندوق التنمية الثقافية، لتنفيذ مشروع توثيق التراث الشفهى «قصة مكان».
 
ويؤكدالمسؤولون عن مشروع «قصة مكان» أنه يهتم بتاريخ المبانى وأشهر الشخصيات التى عاشت بها، والأحداث المهمة التى ارتبطت بها، وسيتم توثيق ذلك بالصوت والصورة، وستكون دار الكتب بباب الخلق مقرا للمشروع، ويهدف البرتوكول إلى التعاون بين الأطراف الثلاثة فى توثيق التراث الشفهى كتاريخ المنشآت المعمارية والشخصيات الشهيرة بالقاهرة الخديوية، من خلال فريق بحثى مشترك من الأطراف المعنية لجمع المعلومات الشفاهية عن طريق الشهادات والروايات الشفاهية كمصدر أساسى للتوثيق والتأريخ.
 
نعم.. تملك مصر تاريخا طويلا يعود إلى بدايات الزمن، وطوال هذا الوقت كانت الحكايات الشعبية/ التاريخ الشعبى، وهو كان بمثابة زاد الناس وزوادهم، ويمكن القول بأنه ديوان المصريين، وحتى الآن لا نزال نفسر كثيرا مما حدث فى الماضى من التاريخ الشعبى، خاصة غير الموثق منه، فالحكايات الشعبية هى التى نقلت انتصاراتهم وهزائمهم ونقلت مقاومتهم واستسلامهم وعدل حكامهم واستبدادهم، واستمدوا منها وبها القدرة على الاستمرار فى الحياة، لذا فإن الاهتمام بجميع هذه الحكايات هو أمر واجب جدا.
 
لكن مع الاعتراف بقيمة هذا المشروع لا يمكن أن نتناسى المجهود الكبير الذى بذله ولا يزال يبذله فريق كبير من باحثى مصر فى مؤسساتها المختلفة، فى جمع الحكايات الشعبية المادية وغير المادية، وعلى وزارة الثقافة الاستفادة من كل هذا المجهود اختصارا للوقت وللنفقات ولعدم التكرار ولأشياء أخرى كثيرة، ومن هذه المؤسسات مشروع أطلس المأثورات الشعبية الذى كان ضمن الهيئة العامة لقصور الثقافة.
 
كما يجب أن يتسع المشروع ليشمل أماكن أخرى فى كل محافظات مصر بشوارعها وحاراتها وأماكنها التراثية، وألا يكون قاصرا على القاهرة الخديوية، ففى طول مصر وعرضها أماكن تحتاج إلى التسجيل والتوثيق.
 
على الوزارة عقد البروتوكولات مع الجامعات والكليات المهتمة بالأدب الشعبى والإنثربولوجيا فى مصر، والحافلة بالأساتذة والباحثين الذين يملكون منهجا علميا فى البحث يمكن من خلاله التأكد من سرعة التوثيق ودقته.
 
ونقول إنه شىء جيد أن يكون التوثيق باستخدام وسائل حديثة مثل الفيديو وغيره، مما سيعمل على سهولة الحصول على المعلومة وسهولة تقديمها للمستفيدين منها، وكذلك عرضها على القنوات، وهنا أذكر وزارة الثقافة ببروتوكول التعاون المنعقد بينها وقناة النيل الثقافية، ويمكن عقد بروتوكولات جديدة مع قنوات جديدة.
 
المهم ألا يظل هذا المشروع وغيره مجرد فكرة لا تطبق على الأرض أو تصير مجرد عمل حبيس فى إدراج المخازن وينتهى إلى اللاشىء، لذا وجب أن يصبح هناك جدول زمنى لتنفيذ مراحل المشروع المختلفة، والانطلاق إلى أماكن جديدة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة