عبد الفتاح عبد المنعم

كيف استخدمت أمريكا المستشفيات والملاجئ للعمليات التبشيرية فى مصر؟

الخميس، 19 أكتوبر 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أواصل قراءاتى للعلاقات المصرية الأمريكية فى جانبها التاريخى، وذلك استنادا إلى دائرة المعرفة الدولية خلال الألفية الثالثة.
 
كانت العملية التبشيرية تقوم فى المستشفى بطرق تدريجية، فكانت الصلاة تقام قبل كل عملية وفى كل جناح من أجنحة المستشفى، وفى حجرات الانتظار لمرضى العيادات الخارجية يتبادل كل من الأطباء والمبشرين أداء الخدمة المسيحية من خلال خطب قصيرة، بالإضافة للجهود التى يبذلها المستشفى من أجل الوصول للمريض الذى حضر لمرة واحدة، وذلك بالقيام برحلات تجوالية فى العديد من القرى والمدن التى يسهل الوصول إليها والتى أتى منها مريض للمستشفى قبل ذلك، ويؤدى إلى عدد من اللقاءات للتبشير الفردى، وبجانب المستشفيات كانت هناك مدرسة الأحد، وهى فرع من المستشفى يجمعون فيه الصبية من الشوارع يوم الأحد بطريقة مغرية وجذابة كأن يقدم المفوضون بهذا العمل نقودا أو صورا للصبية ويعدونهم بأن من يحضر للمدرسة يأخذ أضعاف هذا، وبديهى أن الأطفال يخدعون بأقل شىء فلا يتوانون عن المضى إلى المدرسة، وتلقى عليهم رئيسة المستشفى مع أعوانهم قطعة من الإنجيل بأساليب شيقة ويحفظونهم التراتيل الدينية ويعدونهم بأن الصبى الذى يواظب على الحضور كل يوم أحد يهدى فى آخر العام هدية نفيسة كنقود أو دمية جميلة وغيرها من لعب الأطفال، وهكذا كانوا يحاولون غرس الدين المسيحى غرسا فى نفوس أولئك الصغار.
 
وكان للإرسالية الأمريكية عدد من المستشفيات، منها المستشفى الأمريكى بطنطا الذى افتتح عام 1903 وكان به عدد من الأسرة، بالإضافة إلى العيادة الخارجية، وقد عملت بالمستشفى منذ افتتاحه ميس لولا هارفى ابنة الدكتور وليم هارفى، مشرفة على المستشفى، وفى تقرير الإرسالية عام 1924 تبين أنه تردد على المستشفى للعلاج 1506 حالات، وأجريت 717 عملية معظمها عمليات كبيرة، ويتعاقب على خدمة المستشفى الأطباء المراسلون الآتية أسماؤهم الدكتور جرانت 1914-1934، الدكتور مور 1916-1944 الدكتور هارى هتشيسون 1921-1954 الذى توفى فى 17 ديسمبر 1974، وقد وصف القنصل الأمريكى مستر بول فلتشر فى عام 1938 مستشفى طنطا بأنه من أفضل المستشفيات فى القطر المصرى، وكان لمستشفى طنطا عيادة خارجية خاضعة لإشراف المستشفى ولكن نتيجة لعدم الإمكانيات وقلة الأطباء المقيمين بها أغلقت فى يناير 1937. 
 
وانتشرت الخدمات الطبية كجزء من نشاط الإرسالية ومدخل لها لتحقيق رسالتها فى أنحاء القطر المصرى فأقام سنودس النيل الإنجيلى عام 1937 المستشفى بالقاهرة، وتبع ذلك انتشار العيادات الخارجية فى القاهرة لتغطى معظم الأحياء فى الفجالة، شبرا، الحسينية، باب الشعرية، الدرب الأحمر، مصر الجديدة، واستمرت هذه العيادات تقدم الخدمة الطبية حتى أوائل الستينيات. 
 
كما كان للإرسالية الأمريكية مستشفى أكبر بأسيوط والذى يدعى مستشفى أسيوط الأمريكى الذى يعد أقدم مستشفيات الإرسالية الأمريكية بمصر، إذ يرجع تاريخ إنشائه إلى نوفمبر 1891، وجاء فى تقرير الإرسالية فى الفترة فى 1922-1924 بأن المستشفى استمر فى تقديم خدماته للمواطنين وللقرى المجاورة أكثر من ثلاثين سنة، وبالإضافة للمستشفيات والعيادات الخارجية الأمريكية التى انتشرت فى كل أنحاء القطر، كان هناك عدد من الملاجئ الأمريكية والتى أولتها الحكومة المصرية عناية خاصة من خلال الإعفاءات الجمركية التى منحتها الحكومة المصرية لأدوات ومعدات هذه الملاجئ لإطعام الفقراء وإيوائهم ثم تبشيرهم أو على الأقل لن تبقيهم مسلمين كآبائهم، وكان للإرسالية الأمريكية عدد من الملاجئ منها ملجأ ليليان تراشر Miss Lilan Trasher والذى أنشأته ليليان عام 1910 لليتامى والأرامل ومن التقطتهم من الشوارع والطرقات، ممن لايعرفون لهم أبا ولا أما والأطفال الذين فقدوا نعمة البصر، والأرامل اللائى تركن أطفالهن دون عائل أو سند ولم تكتف السيدة تراشر بتوفير الغذاء والكساء فقط، ولكنها حولت هذا الملجأ إلى مؤسسة تربوية ضخمة، فهناك المدرسة الابتدائية ودار الحضانة، ويتعلم الأولاد داخل الملجأ الحرف والصناعات التى تناسبهم، وبعد حياة داخل الملجأ تقوم بها المبشرات بالتأثير على البنات والأولاد وإغرائهم بالدين المسيحى وحملهم على الخروج من دين الإسلام ونتيجة للأعمال التبشيرية التى قام بها الملجأ فى الثلاثينيات أبعدت الحكومة المصرية عددا من الأطفال المسلمين من الملجأ.
 
كما كان للإرسالية ملجأ بقليوب أسسته الإرسالية الهولندية 1900 ثم أصبح تحت إدارة الإرسالية الأمريكية بعد أن عرضت الإرسالية الهولندية على الإرسالية الأمريكية 1908 أن تتولى رعاية هذا الملجأ من حيث تدبير شؤونه المختلفة، وفى عام 1923-1924 كان بالملجأ خمسون طفلا يتلقون الرعاية النفسية والاجتماعية والتربوية، وفى عام 1927 أقيم بالملجأ بعض الوحدات الإنتاجية الصغيرة كانت إحدها لصناعة السجاد والأخرى لصناعة الأحذية، مما ساعد الشباب على كسب عيشه والاعتماد على نفسه، وكان أطفال الملجأ يتلقون تعليمهم بعد المدرسة الابتدائية فى مدارس الإرسالية التى تؤهلهم للتعليم العالى، وقد أغلق هذا الملجأ عام 1950، بالإضافة إلى ملجأ سوهاج الذى أسسه ميخائيل صليب، أحد أتباع الإرسالية الأمريكية، الذى كان موظفا بمؤسسة ليليان تراشر بأسيوط، وبدأ هذا الملجأ فى منزل بالإيجار فى يوليو 1927 وقد بدأ بطفلين، وفيما بعد أقيم الملجأ على مساحة 1650م2 على شاطئ النيل شمالى سوهاج، وكان للإرسالية أيضا ملجأ فولر الذى أنشئ فى منطقة فم الخليج بالقاهرة 1906 بجهود مرجريت سميث، وهى مبشرة أمريكية قامت بجمع تبرعات من أمريكا لإقامة الملجأ بالقاهرة عام 1872 وعاونها جون فولر وزوجته، وفى عام 1915 تم شراء مبنى المستشفى النمساوى وليكون مقرا للملجأ، وأطلق عليه ملجأ فولكر تكريما لجون «1922-1924» وهذا الملجأ كان يقدم الرعاية الاجتماعية والتدريب المهنى والتربية لخمسين فتاة تم اختيارهن من بين العائلات الفقيرة، وكانت جميع نفقات الملجأ تعتمد على الهيئات، ومن خلال الإعداد المهنى والخدمات التربوية التى تقدم للفتيات يتم تلقينهن التعاليم المسيحية حتى يكن داعيات لها فى المستقبل».. يتبع






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة