العملية الإرهابية الفاشلة على نقاط الارتكاز الأمنى بمنطقة كرم القواديس، والتى هلك فيها 24 إرهابيا، كشفت عن وجود عناصر من الجماعات المتطرفة المأجورة ينتمون لقطاع غزة بين القتلى، نعم من قطاع غزة التى سعت الدولة المصرية باستمرار إلى تخفيف الحصار عنها وإزالة أسباب الصراع بين حماس المتحكمة فى القطاع وبين حكومة محمود عباس فى رام الله لتحقيق مصالحة فلسطينية تمهيدا لاستعادة الحقوق المسلوبة لدى الاحتلال الإسرائيلى.
هل تستحق الدولة المصرية جراء ما بذلته وما تبذله لصالح القضية الفلسطينية هذا الجزاء من حكومة حماس؟ أم أن الحركة التى توقفت عن المقاومة منذ سنوات وسعت لدى إسرائيل لإقرار هدنة طويلة تشبه سلام من طرف واحد لقاء دولة غزة، لم تتوقف عن تنفيذ الأجندة القطرية الإخوانية المعادية لمصر وتستخدم ورقة الإرهابيين والأنفاق لتهديد المصريين فى سيناء؟
قيادات الحركة يظهرون ليل نهار فى الفضائيات ويتحدثون عن الأمن القومى المصرى وكيف أن أمن مصر من أمن غزة ولا يمكن أن يكون القطاع أرضا عدوة لمصر أو أن يقبل أن يعيش عليه من يناصبون مصر العروبة العداء، إلى آخر هذا الكلام الطيب عن مآثر مصر وتضحياتها فى سبيل القضية الفلسطينية وما تبذله حاليا فى سبيل إيجاد حلول سياسية لها وفق القرارات الأممية التى تحفظ حقوق الفلسطينيين وفق حدود ما قبل الخامس من يونيو 1967، وإذا أبدينا قدرا كافيا من حسن النية والثقة فى قيادات حماس سنصدق تصريحاتهم وتعهداتهم وكلامهم العاطفى بخصوص مصر وأمنها، لكننا إذا صدقنا قيادات حماس لابد إذن أن نسأل كيف يتسلل هؤلاء الإرهابيون من غزة لسيناء وكل الأنفاق السرية وغير الشرعية تسيطر عليها الحركة؟
ضعوا معى احتمالات للإجابة عن هذا السؤال، إما أن تكون هناك خيانات وسط صفوف حماس تسعى لإفشال ما حققته من نجاح فى ملف المصالحة بإفساد علاقتها مع مصر، وإما أن تكون الحركة نفسها غير مسيطرة على كامل القطاع وأنفاقه وأن هناك فصائل وقوى ينبغى التعامل معها من قبل الدولة المصرية لوقف عملياتها الإرهابية، هل هناك احتمالات أو تفسيرات أخرى لما حدث؟ أعتقد أن الإجابة بالنفى.
إذن، نحن نحتاج من الأشقاء فى قيادة حماس إجابات سريعة للجريمة التى حدثت وتفسيرات لمستقبل الأنفاق السرية والأنفاق الاستراتيجية والأنفاق التابعة لحيتان الحركة والتى تحتكر عمليات التهريب والتجارة السوداء فى كل شىء وقبل ذلك وبعده، نريد المتهمين بتهديد أمن أهالى سيناء وكل من شارك أو خطط لعملية كرم القواديس الفاشلة.