يواجه رجال الإطفاء العديد من المخاطر المعروفة في العمل، ولكن مجالا واحدا لم يتم بحثه جيدا حتى الآن هو تأثير تعرض الجلد للمواد الكيميائية الخطرة، والتي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، فقد عرف منذ فترة طويلة أن رجال الإطفاء لديهم معدلات أعلى من أنواع السرطان المختلفة، مقارنة بعموم الناس.
وفي هذه الدراسة الجديدة، لجأ الباحثون في جامعة "أوتاواه" الكندية، لدراسة وتحليل معدلات ما يتعرض له رجال الإطفاء من عنصر "الهيدرو كربونات" المتعددة العالقة في دخان الحرائق، وهي مواد مسرطنة معروفة، والذي يتسبب في دوره بطفرات جينية، فهي واحدة من المواد الخطرة التي يتم إطلاقها في الهواء مع عمليات احتراق الخشب، والبلاستيك، والأثاث، والإلكترونيات أو مواد البناء التي تزيد من الاشتعال.
وقد تم جمع عينات من البول وأيضا من الجلد والملابس من أكثر من عشرين من رجال الإطفاء في كندا قبل وبعد انخراطهم في إطفاء الحرائق في الفترة ما بين عامي 2015 – 2016.
وفي المتوسط، كانت مستويات نواتج الأيض في البول أعلى بمعدل تراوح ما بين 3 إلى 5 أضعاف بعد خوض رجال الإطفاء للحريق، مقارنة عما كانت عليه هذه النواتج قبل نشوب الحريق .. وقد ارتبطت الزيادة بمتوسط 4.3 أضعاف خطر حدوث طفرات في الحمض النووي.
وقالت الدكتورة "جينيفر كير"، أستاذ طب الأطفال في جامعة "أوتاواه" الكندية، في بيان صحفي، نشر في "الجمعية الكيميائية الأمريكية": "هناك علاقة بين مستويات الأيض في البول ومستوياته في الجسم، مما يؤدي إلى الاشتباه بزيادة مخاطر تعرض الجلد لسرطان الجلد.
وقد اقترح الباحثون - في سياق نتائجهم التي نشرت في عدد أكتوبر من مجلة "العلوم البيئية والتكنولوجيا"- أن إزالة تلوث الجلد بصورة مباشرة عقب التعرض لدخان الحرائق قد يساعد في تقليل التعرض للآثار السلبية للمركبات الكيميائية السمة المحتملة والمسببة للسرطان".