نحن فى بدايات عام دراسى جديد تمتلئ صدورنا بالآمال والتطلعات إلى طفرة جديدة فى منظومة التعليم التى ثبت فشلها بجدارة على مدار عقدين أو أكثر من الزمان والتى تجلت أسباب فشلها ومقوماته فى السنوات القليلة الماضية.
ذلك بعد حزمة القرارات الحاسمة والجريئة التى اتخذها السيد الفاضل وزير التربية والتعليم والتى تعد بالفعل حال تطبيقها تطويراً حقيقياً فى العملية التعليمية برمتها .
ولكن:
مع بداية العام الدراسى الجديد فوجئنا بأن الحال قد بقى على ما هو عليه مستقراً مطمئناً غير مبالى بقرارات ولا غيره، وكأنها مجرد آمال وأمنيات قد ذهبت أدراج الرياح !!
فما زالت السناتر الخاصة تكتظ بالوافدين ونظراً للزحام الشديد لابد من الحجز المسبق قبل موعد بدء الدراسة بشهر أو اثنين والدفع. مقدماً.
و اللى مش عاجبه يروح المدرسة حيث لا مدرسين ولا حصص ولا شرح ولا تعليم. وخاصة فى الشهادات العامة التى قد تقرر إلغاؤها بدءاً من العام القادم !
حتى وإن قرر بعض أولياء الأمور تحدى الأمر الواقع ليكونوا فاعلين ومساندين للسيد الوزير الذى قرر تطهير منظومة التعليم من المفسدين، وصمموا على ذهاب أبنائهم من طلاب الشهادات العامة لتلقى الشرح بالفصول الدراسية، تقابلهم المدرسة ومن فيها من مسؤولين بالإهانة والتوبيخ وغالباً الاستقصاد حتى يندموا على ما فعلوا ولا يعودوا إليه مجدداً !
فقد وصلت إلى عدة شكاوى من عدة مدارس فى محافظات مختلفة تتعامل مع الطلاب فى الشهادات العامة بنفس الأسلوب والمنهج الذى استقر لسنوات دون أى تراجع أو حتى خجل !
فعلى سبيل المثال فقط لا الحصر :
فإن مديرة إحدى المدارس التابعة لإدارة أكتوبر التعليمية تمتلك سنتر خاص لدروس الثانوية العامة له كتب وملازم مطبوعة خاصة به، لا تقبل التعامل بكتب الوزارة ولا حتى الكتب الخارجية، حيث تكتمل أركان التجارة وتستحكم لتمتص أكبر قدر من دماء الأهالى الذين يستعدون لبيع ملابسهم تلبية لمطالب أبنائهم !!
وعندما استشاط غضبى وطلبت من ولى الأمر الذى نقل إلى الشكوى بإرسال ابنته الطالبة بالصف الثالث الثانوى إلى المدرسة والمطالبة الجادة بأحقيتها فى شرح المدرسين والحضور اليومى، فعل، ثم رجع لينقل إلى خيبة أمله التى أصابتنى أنا الأخرى بخيبة أمل أكبر، وقال :
لقد ذهبت ابنتى مع والدتها وأصرت الأم على حق ابنتها فى الحضور وتلقى شرح كافة المواد بالمدرسة، ولكنها قوبلت بالزجر والإزدراء والطرد الضمنى، وقيل لها بالفم المليان متجيش تانى مافيش مدرسين ولا حصص فى الشهادات العامة !
وكأنه عُرف قد اتفق عليه الجميع وأقروه فيما بينهم ليتحول بعد ذلك إلى قانون يتم تطبيقه والعمل به رغماً عن أنف القوانين الرسمية !!
فكيف لمديرة هذه المدرسة أن تفتح الفصول أمام الطلاب وتأتى بالمدرسين للقيام بعملهم وتغلق فى المقابل أبواب السنتر الكبير الخاص بها وبتجارتها الرابحة !!
سيادة الوزير :
أعلم جيداً أنك ترجو إصلاحاً لما أفسدته السنوات الطويلة، وأنك تسير ضد التيار وأن الأمر ليس بالهين، وأن الوزارة من داخلها تتوغل بها شبكات عميقة من المصالح من الصعب تفكيكها، ولكننى أعلم جيداً أن مصر ما زات بخير وأنه بوسط كل هذا السواد الحالك، ستجد من الشرفاء الأوفياء من يعينك على هذا الحمل الثقيل .
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .