طور مجموعة من المهندسين فى جامعة "ليفربول" ببريطانيا جهازا متناهى الدقة، يتم تثبيته فى العدسات اللاصقة لتحسين علاجات المياه الزرقاء، لتتبع تغيرات ضغط العين، لتكون العدسة قابلة للارتداء من المرضى الذين شاركوا فى أول دراسة سريرية فى هذا الصدد.
وشدد الباحثون على أن جهاز العدسات اللاصقة قادر على قياس ضغط السوائل فى العين بشكل مستمر، والمعروف باسم ضغط العين (إوب)، والذى يسبب ارتفاعه الإصابة بالجلوكوما (المياه الزرقاء)، فى حال عدم متابعتها أو علاجها بصورة سليمة يمكن أن تؤدى إلى فقدان الإبصار.
ويتم حالياً قياس ضغط العين بين مرضى الجلوكوما من خلال زيارات عيادات الأطباء التى عادة ما تكون مرتين فى العام، ولكن لا يمكن اعتماد تشخيص ضغط العين المرتفع على هذه القياسات فقط بسبب تأثر ضغط العين بسهولة بالعوامل النفسية والبيئية المختلفة، مثل الإجهاد أو النوم.
وتمت صناعة الجهاز من مادة "هيدروجيل سيليكون" اللينة لضمان كونه مريحاً عند الارتداء، كما يحتوى على خاصية الاستشعار التى تكشف عن التغيرات فى ضغط العين بشكل مستمر على مدار الـ24 ساعة، ويتم نقل هذه التغييرات لاسلكيا بسهولة لوحدة تحكم.
لأول مرة، أجريت دراسة سريرية على الجهاز على نطاق صغير على 12 متطوعا، ممن ارتدوا جهاز العدسات اللاصقة المطور لأكثر من ساعة، ليخضعوا للمراقبة السريرية المستمرة، وكشفت النتائج المتوصل إليها، أن الجهاز كان قادراً على قياس التغيرات التى طرأت على ضغط الدم المرتفع، مع الحد الأدنى من التأثير وعدم الراحة للمرضى.
وتعد حالات الجلوكوما فى مقدمة الأسباب المؤدية لفقدان البصر التام، حيث تؤثر على 0.5 مليون شخص فى المملكة المتحدة، ونحو 67 مليون شخص فى جميع أنحاء العالم، وتصل تكلفة رعاية ضغط الدم المرتفع فى بريطانيا إلى أكثر من مليار جنيه إسترليني سنويا، ويهدف علاج الجلوكوما إلى السيطرة على ضغط العين من أجل تقليل الأضرار الناجمة وتجنب فقدان الإبصار.
وتم تطوير الجهاز من قبل المهندسين الطبيين فى جامعة "ليفربول"، بالتعاون مع المهندسين من الشركة المصنعة للعدسات اللاصقة المتخصصة، ومسشفى مورفيلدز للعيون فى لندن، ويتطلع الفريق البحثى، الآن، لتحسين تقنيات تصنيع الجهاز من أجل نقل الجهاز للخطة التالية.
وقال الدكتور أحمد الشيخ، أستاذ ميكانيكا البيولوجيا في مدرسة الهندسة في جامعة"ليفربول"، "إن نتائج هذه الدراسة إيجابية للغاية، وأظهرت أن الجهاز مريح للارتداء بين المرضى ويعطي قياسات جيدة، كما يتمتع هذا الجهاز بقدرته على توفير المعلومات اللازمة لملايين المرضى الذين يعانون من حالات شديدة من الجلوكوما، ليتم التعامل معهم طبيا بصورة سليمة للحفاظ على بصرهم بأقل ضرر ممكن".