لم تكد تبرد نار دماء شهداءنا الأبرار، حتى تناثرت تسجيلات مزعومة لزملاء لهم في ميدان المعركة، تحمل فى مضمونها حالة من الإحباط واليأس، أراد منتجو هذه التسجيلات "المفبركة" دس السم فى العسل، والترويج لها، مستغلين حالة الشغف الكبير لدى رواد السوشيال ميديا لأية معلومات ولو خاطئة لتداولها.
"التسجيلات الحرام" كما وصفها البعض، وجدت من السوشيال ميديا بيئة خصة للانتشار والإنتعاش، دون أن يعبأ مروجها بمشاعر الآخرين، ليصبوا الزعر والخوف فى قلوب الأمهات، ويرهبوا "البيوت المصرية" بتسجيلات مزيفة، لم يعطوا أنفسهم برهة من الوقت للتدقيق فيها، أو مراجعة الجهات المعنية فى حقيقتها.
وسرعان ما انتقل هذا الفيروس "التسجيلات الحرام"، من السوشيال ميديا، لبعض المواقع الإخبارية والقنوات الفضائية، الذين لم يوثقوا ما حدث، واكتفوا بدور النقل والتمرير فقط.
ولم يتوقف الأمر عند حد "التسجيلات المفبركة"، وإنما نسج البعض قصص وسيناريوهات "وحواديت خيالية" عن أحاديث دارت بين الضباط الأبطال في ساحة المعركة، وكتبوا سيناريوهات لم ولن تحدث.
الضباط العائدون من الملحمة التى شهدتها منطقة الواحات لم ولن يتحدثوا لأحد، إلا للجهة التى يعملون بها "وزارة الداخلية" وجهات التحقيق، ولم تصدر منهم أية روايات للمواطنين أو الصحفيين، فضلاً عن أن الشهداء فى ذمة الله، فلا تتحدث جثثهم ولن تحكي ما حدث، والمكان الذى وقع به الحادث "أصم" و"أبكم" لا يبوح بشىء، فمن أين جاءت الروايات والقصص و"الحواديت".
جاءت هذه الروايات من نسيج خيال البعض، الذين استغلوا الحدث لينسجوا من ما شاءوا من القصص الواهية، دون أن يعبأ هؤلاء بمشاعر أمهات الضباط وأقاربهم، ضاربين بكل ذلك عرض الحائط، بحثاً عن مزيد من "اللايكات" و"المكونتات " على الفيس بوك.
هذا المشهد العبثي الذي ظهر في مواقع التواصل الإجتماعي، قابله حسم وحزم من ضباط وزارة الداخلية على مستوى الجمهورية، الذين أكدوا أنهم لم يبالوا بما حدث، ولم يلتفتوا لـ"مراخيض" الفيس بوك، وأن حربهم على الإرهاب هي الشغل الشاغل لهم، تاركين من يقصفون الشرطة بأقلامهم وكتاباتهم على الفيس بوك لعقاب الضمير لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد وحساب المولى عز وجل.
بدورها، حرصت وزارة الداخلية على حسم هذا "الهراء" ببيان رسمي لها، قالت فيه إن التسجيلات الصوتية المزعومة التى أذاعتها بعض البرامج على القنوات الفضائية، ومواقع التواصل الاجتماعى، بشأن حادث الواحات الإرهابى؛ غير معلوم مصدرها، وتحمل فى طياتها تفاصيل غير واقعية لا تمت لحقيقة الأحداث التى شهدتها المواجهات الأمنية بطريق الواحات بصلة.
وأشارت وزارة الداخلية إلى أن تلك التسجيلات وتداولها على هذا النحو يهدف لإحداث حالة من البلبلة ونشر الإحباط فى أوساط وقطاعات الرأى العام، ويعكس عدم المسئولية المهنية.
وأهابت وزارة الداخلية عدم الالتفات لمثل تلك التسجيلات، أو الاعتماد عليها كمصدر للمعلومات.