ذكرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية اليوم الاثنين أن المتطرفين المنتمين لأقصى اليمين يفعلون ما يسمى بـ"تسليح ثقافة الانترنت" فى جهود منسقة على نحو متزايد لنشر أفكارهم المتطرفة حول العالم، فيما تُعتبر المملكة المتحدة الهدف الرئيسى القادم لهم.
ونقلت الصحيفة -فى تقرير بثته على موقعها الالكترونى، عن باحثين، قضوا ثلاثة أشهر فى تعقب التحركات الإرهابية داخل أوروبا وأمريكا بشكل سرى، قولهم إن بريطانيا يُنظر إليها كجسر أساسى لربط الحركات اليمينية المتطرفة المتنامية داخل الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة.
وحذر معهد الحوار الاستراتيجى، فى تقرير جديد أجراه، من أن مناصرى الهوية والمتطرفين المنتمين لجماعة "اليمين البديل" الأمريكية وآخرين ينتمون للجناح اليمينى يعززون سبل التعاون المشترك فيما بينهم، وفى الوقت ذاته يقومون بتسليح ثقافة الانترنت لاستهداف الشباب وأعضاء المجتمعات الذين يسهل استقطابهم.
وأوضحت الصحيفة أن مناصرى الهوية كانوا يحشدون دعمًا دوليًا على الانترنت من خلال إطلاق حملات مثل "الدفاع عن أوروبا" والتى حصلت على تمويل جماعى بلغ مئات الآلاف من الجنيهات من عشرات الدول.
من جانبها، أكدت جوليا ابنر، الزميلة بمعهد الحوار الاستراتيجى البريطانى، أن المتطرفين أصبحوا، حتى الآن، فى طليعة الجماعات التى تستغل آليات مواقع التواصل الاجتماعى لدفع جمهور جديد نحو التطرف، وطالبت السلطات الأوروبية بتعزيز مساعيها فى بث الرسائل المكافحة للتطرف بنفس المستوى الذى يحاربون به دعاية المتأسلمين.
وقالت ابنر لصحيفة "الاندبندنت" إن أعضاء حركة "أنصار الهوية"، وهى حركة عرقية قومية أوروبية تناهض الإسلام والهجرة، اجتمعوا فى لندن خلال نهاية الأسبوع بهدف تأسيس فرع بريطانى جديد للحركة.
ويُعتقد أن من بين الشخصيات الرئيسية التى حضرت اجتماع الحركة المتطرفة، مارتن سيلنر، الرئيس النمساوى المشارك فى حركة "أنصار الهوية" الفرنسية، والناشطة الأمريكية اليمينية، بريتانى بيتيبون.
وفى سياق متصل، أوضحت ابنر أن المتطرفين اليمينيين يسعون أيضا إلى تأسيس أفرع جديدة لحركتهم فى أيرلندا واسكتلندا وأنهم يرون أن هناك مساحة لتأسيس أفرع لهم وذلك لأن بريطانيا إما لديها حركات تقليدية مثل "رابطة الدفاع الإنجليزية" و"الحزب الوطنى البريطانى" أو حركات يمينية متطرفة مثل منظمة "الحركة الوطنية" المصنفة الآن كمنظمة إرهابية.
وأظهرت أرقام رسمية توصلت إليها "الاندبندنت" أن بريطانيا بيئة خصبة للغاية لنشر الأيديولوجيات المسببة للخلاف، كما أشارت الصحيفة إلى أن ثمة بيانات من الشرطة كشفت ارتفاعات مفاجئة فى معدلات جرائم الكراهية حيث أن ثلث المتطرفين المحالين إلى برامج حكومية تأهيلية ينتمون إلى الجناح اليمينى المتطرف.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن أحداث مثل الهجوم الإرهابى الذى استهدف مصلين مسلمين فى مسجد فينسبيرى فى لندن ومقتل النائبة العمالية، جو كوكس، جراء تعرضها لإطلاق نار وطعن على يد يمينى متطرف ومحاولة تهريب قنبلة أنبوبية على متن طائرة كانت تقوم برحلة من مطار مانشستر، كلها كانت على صلة بالحركات القومية المتطرفة وهناك مخاوف من انتشار مزيد من العنف حال استمر التطرف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة