شرع مجلس النواب الأمريكى تطبيق استراتيجية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تجاه إيران والاتفاق النووى المبرم بين طهران والأوروبيين فى 2015، والتى أعلن عنها يوم الجمعة 13 أكتوبر الماضى، ورفض التصديق على التزام طهران بروح الاتفاقية، وهدد بأنه قد يلغى الاتفاق فى نهاية المطاف، وألقى بالاتفاق فى أروقة الكونجرس الأمريكى لبحث إعادة فرض العقوبات على برنامجها النووى.
وسبقت تحركات الكونجرس الأمريكى، مجلس النواب الذى خطى أولى خطواته تجاه إيران، أمس بإقراره 3 مشروعات قوانين لفرض عقوبات على إيران وأذرعها فى المنطقة وفى مقدمتها "حزب الله اللبنانى" تتعلق بفرض عقوبات على برنامج إيران للصواريخ الباليستية ومنع أى تمويل لحزب الله، ومن المنتظر أن يصوت المجلس الأمريكى اليوم، الخميس، على مشروع قانون فرض عقوبات على إيران بشأن برنامجها الصاروخى الباليستى.
وعشية تصويت المجلس، جدد المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئى موقف بلاده الرافض للتفاوض أو المساومة على قدرات إيران الدفاعية، وقال خامنئى فى تصريحات أدلى بها، خلال حفل تخريج دفعة من طلبة الكليات العسكرية "أعلنا سابقا ونعلن اليوم أننا لن نفاوض أو نساوم على قدراتنا الدفاعية"، مضيفا أن "مشكلة الاستكبار اليوم امتداد قوة إيران فى المنطقة، وما نعتبره عامل قوة وطنية، يعتبره العدو عامل قلق له، لهذا يحاربه".
المرشد الأعلى على خامنئى
وأضاف المرشد الأعلى الإيرانى، "يقولون لنا لماذا تمتلكون هذه الأسلحة الدفاعية؟ لماذا تصنعونها؟ لماذا تجرون الأبحاث؟ نقول نحن لن نفاوض العدو أو نساوم على ما يؤمن لنا قدراتنا الوطنية".كما تعهد القائد العام للجيش الإيرانى خلال المراسم ذاتها، بأن "الجيش الإيرانى لن يتخلى عن الحرس الثورى حتى انهيار قواعد الهيمنة وإزالة الكيان الصهيونى فى أسرع وقت".
حزب الله
العقوبات على إيران تبدأ من حزب الله
خطوات الإدارة الأمريكية تشير إلى أن واشنطن لن تتمكن من اتخاذ خطوات مباشرة تقوض الاتفاق النووى الأمر الذى رفضه شركاء الاتفاقية من الأوروبيين (مجموعة 5+1)، وحذروا بالإجماع الإدارة الأمريكية من العبث فى الاتفاقية النووية الإيرانية، لكن مجلس النواب الأمريكى بدأ يتخذ خطوات من شأنها تقويض طهران، ورفع شعار العقوبات على إيران تبدأ من حزب الله، حيث شرع فى إقرار حزمة عقوبات جديدة، تستهدف الأشخاص والحكومات التى توفر الدعم المالى والعسكرى لحزب الله اللبنانى المدعوم من إيران فى إطار جهود لتبنى موقف صارم من طهران.
وجرى التصويت، أمس على ثلاثة إجراءات مختلفة فى مجلس النواب وأقرها جميع النواب الحاضرون فى الجلسة، وبموجب أول إجراء أقره مجلس النواب بشأن جماعة حزب الله، تفرض عقوبات جديدة على أى كيانات يثبت دعمها للجماعة من خلال إمدادها بالأسلحة على سبيل المثال. أما الإجراء الثانى فيفرض عقوبات على إيران وحزب الله لاستخدامهما المدنيين كدروع بشرية. والإجراء الثالث هو قرار يدعو الاتحاد الأوروبى إلى تصنيف حزب الله تنظيما إرهابيا.
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب
مسودة الشيوخ الأمريكى تفرض شروط صارمة للاتفاقية
أما مجلس الشيوخ الأمريكى فقد وضع مسودة تشريع تتضمن شروطا صارمة جديدة للاتفاق النووى، منها استعادة العقوبات إذا اختبرت طهران صاروخا باليستيا أو منعت المفتشين النوويين من دخول أى موقع، وتوسع المسودة نطاق تقييم، يتعين على الإدارة إصداره بشأن التزام إيران بالاتفاق، لتضيف عوامل متعلقة بقضايا من التجارة، مثلا، ما إذا كانت إيران تستخدم الطائرات التجارية المرخصة فى الولايات المتحدة لأغراض الطيران غير التجارى، وهو ما يهدد صفقات شراء طائرات بوينج والتى وقعتها طهران مع شركة صناعة الطائرات الأمريكية.
والمسودة تعد تعديل مقترح لقانون مراجعة الاتفاق النووى الإيرانى، وستعيد على الفور فرض عقوبات علقها الاتفاق إذا ما اعتبرت إيران قادرة على تطوير سلاح نووى خلال عام.
الشيوخ الأمريكى
استراتيجية ترامب لتقويض إيران
ومنذ الخطاب الشهير الذى ألقاه ترامب فى 13 أكتوبر الجارى، بدا واضحا أن الرئيس الأمريكى سيعمل على تقويض النظام فى طهران، عبر مسارات عدة أولها: مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها النظام الإيرانى ودعم حلفاء واشنطن، ثانيا:فرض عقوبات جديدة على إيران لتقلل من تمويل الإرهاب، ثالثا: عرقلة تطوير الأسلحة والصواريخ، وأخيرا سنحرم النظام من الحصول على السلاح النووى.
كما أعلن ترامب عن عدة خطوات، أولها: فرض عقوبات صارمة على الحرس الثورى الإيرانى، وفرض عقوبات على عملائه، ثانيا: فرض عقوبات على برنامج الصواريخ الباليستية، وفيما يتعلق بالبرنامج النووى قال إنه لن يصدق على الاتفاق النووى الإيرانى وعلى الكونجرس دراسته ليقرر ما إذا كان سيعيد فرض عقوبات على طهران علقت بموجب الاتفاق، وقال إنه فى حال لم نتوصل إلى نتائج مع حلفائنا والكونجرس سيلغى الاتفاق فى أى وقت، ما يعنى أنه ترك الباب مفتوحا أمام إلغاء الاتفاق سيكون محل مراجعة دائمة.
وقال ترامب إنه كان من المفترض أن تساهم الصفقة فى السلم الأمنى ولا يزال النظام يؤجج الصراعات فى الشرق الأوسط ولا تلتزم بروح الصفقة، ما يعنى أن ترامب قدم تعريفا لـ"روح الصفقة" ومقياسه هو التزام طهران بالسلم الأمنى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة