عامان مرّا على بداية التفكير فى تقديم مسرحية «هولاكو»، للشاعر الكبير فاروق جويدة، والمخرج القدير جلال الشرقاوى، وكان السبب الرئيسى فى طول مدة خروج تلك المسرحية للنور هو اعتذار النجوم كل فترة عن عدم المشاركة فى عمل ضخم الميزانية، بالإضافة لتخوفات النجوم من تقديم مسرحية شعرية، وقد بدأت المسرحية بترشيح النجمة الكبيرة ليلى علوى لتجسيد شخصية زوجة الخليفة، وكان سيشاركها النجم الراحل محمود عبدالعزيز، والنجم حسين فهمى، ثم مرت الترشيحات بأسماء نجمات ونجوم كثيرة، منهم إلهام شاهين، وماجد الكدوانى، وخالد الصاوى، ثم أحمد شاكر عبداللطيف، وأخيرًا وبعد عامين من الاعتذارات اكتمل فريق العمل بالكامل، ليجسد الفنان فاروق الفيشاوى شخصية آخر خليفة عباسى، وتجسد النجمة رغدة زوجة الخليفة، ويجسد الفنان كمال أبورية شخصية «هولاكو».
يبدأ المخرج جلال الشرقاوى بروفات العمل على المسرح القومى، ويواصلها ليخرج العمل إلى النور قريبًا.
ضخامة إنتاج المسرحية جعلت البيت الفنى للمسرح يستعين بجامعة القاهرة، وللمرة الأولى، فى المشاركة فى إنتاج المسرحية بحوالى ربع الميزانية، وقد حدث هذا التعاون فى عهد رئيس جامعة القاهرة السابق الدكتور جابر نصار، الذى وافق وتحمس للفكرة، وعندما ترك رئاسة جامعة القاهرة وجاء من بعده الدكتور محمد عثمان الخشت رحّب أيضًا بالفكرة، وجارٍ تنفيذها.
يقول مدير المسرح القومى، يوسف إسماعيل: مسرحية «هولاكو» تمثل عودة للمسرح الشعرى والغنائى، الذى يكاد يكون قد اختفى من المسرح المصرى، وأنا متفائل بتلك المسرحية فى تحقيق نجاح كبير، فالجمهور المصرى متشوق للمسرح الأصيل، الذى يحمل فكرًا وعمقًا، مثلما حدث مع مسرحية «ليلة من ألف ليلة» للدكتور يحيى الفخرانى.
مسرحية «هولاكو» تتناول موضوعًا سياسيًا تاريخيًا عن القائد «هولاكو» الذى قام بالاستيلاء على بغداد، والقضاء على الخلافة العباسية، فأرسل إلى الخليفة المستعصم بالله يتهدده ويتوعده، ويطلب منه الدخول فى طاعته وتسليم العاصمة، ونصحه بأن يسرع فى الاستجابة لمطالبه، حتى يحفظ لنفسه كرامتها ولدولته أمنها واستقرارها، ورفض الخليفة الانصياع إلى ما قاله «هولاكو»، على الرغم من ضعف قواته، وما كان عليه قادته من خلاف وعداء، فضرب «هولاكو» حصاره على المدينة المنكوبة التى لم تكن تملك شيئًا يدفع عنها قدرها المحتوم، فدخل المغول بغداد سنة 656هـ - 1258م، واهتز العالم الإسلامى لسقوط بغداد، عاصمة الخلافة العباسية وقتها، التى دافعت عن العالم الإسلامى أكثر من خمسة قرون، وبلغ الحزن الذى ملأ قلوب المسلمين مداه، حتى أنهم ظنوا أن العالم على وشك الانتهاء، وأن الساعة آتية عما قريب لهول المصيبة التى حلّت بهم، وإحساسهم بأنهم أصبحوا من دون خليفة، وهو أمر لم يعتادوه منذ وفاة الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم.
كمال-ابو-رية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة