أواصل قراءتى للعلاقات المصرية الأمريكية فى جانبها التاريخى، وذلك استنادا إلى «دائرة المعرفة الدولية: - خلال الألفية الثالثة» استمرت المحاولات المصرية لتحقيق التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، حيث وجه 32 نائباً فى مجلس النواب الأمريكى فى 25/12/2004 خطاباً إلى الرئيس مبارك معبرين فيه عن تقديرهم للدور الذى تقوم به مصر، من أجل التوصل إلى سلام عادل ودائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين
كما استضافت مصر القمة الرباعية بين مصر والأردن وإسرائيل وفلسطين فى مدينة شرم الشيخ فى 8/2/2005، التى أسفرت عن اقتناع الإدارة الأمريكية بضرورة التنسيق مع الفلسطينيين فيما يختص بالانسحاب من غزة، وتعيين منسق أمريكى خاص لمساعدة الفلسطينيين على الحفاظ على الأمن
وللحديث عن العلاقات العسكرية بين البلدين فإننا علينا التأكيد بأن العلاقات العسكرية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1976، وما لبثت هذه العلاقات أن تطورت حتى أصبحت مصر تحتل المركز الثانى فى قائمة الدول التى تتلقى معونات عسكرية أمريكية بعد التوصل إلى اتفاق بين البلدين يتم بمقتضاه تنفيذ خطة تطوير القوات المسلحة المصرية الذى أصبحت مصر بموجبه من بين الدول التى تستطيع الحصول على قروض أمريكية لشراء سلاح أمريكى وهى القروض المعروفة باسم قروض المبيعات العسكرية الأجنبية.
واستمراراً لهذه العلاقات بدأت منذ عام 1994 المناورات العسكرية الأمريكية المشتركة المعروفة باسم «النجم الساطع»، حيث جرت أكثر من مناورة شاركت فيها قوات عسكرية من الجانبين، استهدفت التدريب على العمليات الهجومية والدفاعية الليلية والنهارية وتدريب القوات الأمريكية على العمليات القتالية فى الظروف الصحراوية فى الشرق الأوسط
يأخذ التعاون العسكرى بين مصر والولايات المتحدة عدة صور تتمثل فى مبيعات السلاح، ونقل التكنولوجيا العسكرية، والمناورات والتدريبات العسكرية المشتركة وتأتى معظم مبيعات السلاح من خلال المعونات العسكرية السنوية التى تبلغ نحو 1.2 مليار دولار، وشمل التعاون العسكرى أيضاً تصنيع وتجميع بعض الأسلحة الأمريكية فى مصر.
ترجع بداية المساعدات الأمريكية لمصر إلى أوائل سنوات ثورة يوليو عام 1952 وبالتحديد عقب صدور القانون الأمريكى العام للمعونة رقم 480 لسنة 1953 الذى تم إقراره بدافع المحافظة على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية فى الشرق الأوسط، إلى أن قامت الولايات المتحدة فى أواخر عام 1956 بتجميد المعونة وسحب عرضها لتمويل مشروع السد العالى لعقد مصر صفقة أسلحة مع تشيكوسلوفاكيا.
وفى عام 1962 وافق الرئيس الأمريكى كيندى على طلب الرئيس عبدالناصر بتقديم مساعدات اقتصادية أمريكية لمصر من أجل تنفيذ خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وفى عام 1974 ومع عودة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والولايات المتحدة طلب الرئيس الأمريكى الأسبق ريتشارد نيكسون من الكونجرس اعتماد مبلغ 250 مليون دولار كمعونة اقتصادية لمصر توزع بين تطهير قناة السويس وتعمير مدن القناة وأيضاً لشراء المنتجات الغذائية والصناعية.
وفى عام 1975 وبعد فض الاشتباك الثانى بين القوات المصرية والإسرائيلية، تم إدراج مصر فى برنامج المساعدات الأمريكية الخارجية، وتم التأكيد على الالتزام الأمريكى لتقديم المساعدات الأمريكية لمصر مع توقيع مصر وإسرائيل على معاهدة سلام بينهما عام 1979 حيث تعهد الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر بتقديم ما قيمته مليار دولار سنويا كمساعدة اقتصادية لمصر.
وفى يناير 1988 خلال زيارة الرئيس مبارك للولايات المتحدة، وافقت الإدارة الأمريكية على تعديل نظام تقديم المساعدات الاقتصادية الأمريكية لمصر لتحصل عليها نقداً، بعد ذلك تطور التعاون الاقتصادى بين البلدين ليشمل مجالات عديدة وأصبحت مشاركة الولايات المتحدة فى تنمية ودعم المشروعات الإنتاجية والصناعية المصرية مؤشراً مهما يعكس متانة العلاقات المصرية الأمريكية فى كل المجالات.
وفى سبتمبر عام 1994 وأثناء زيارة آل جور نائب الرئيس الأمريكى لمصر لحضور مؤتمر السكان تم التوقيع على مشروع اتفاقية الشراكة من أجل النمو الاقتصادى والتنمية، حيث تم تشكيل ثلاث لجان تتولى تنفيذ اتفاق المشاركة بين البلدين وهى: اللجنة المشتركة للتنمية الاقتصادية - المجلس المشترك للعلم والتكنولوجيا - المجلـس الرئاسى المصرى الأمريكى، بالإضافة إلى عدد من اللجان الفرعية فى مجالات البيئة والتعليم والتجارة والتكنولوجيا.
العلاقات الثقافية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية أولاً: النشاط التبشيرى الأمريكى فى مصر فى الأناجيل التى يتداولها المسيحيون وردت إشارة واضحة بتكليف معتنقى هذه العقيدة فى كل أنحاء العالم بنشر تعليم الإنجيل والدعوة إلى ما جاء به، أى دعوة الناس إلى اعتناق المسيحية وتعليمهم أصول هذه العقيدة وشرائعها فقد جاء فى انجيل متى «فإذا هبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الأب والأبن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به، وها أنا معكم إلى انقضاء الدهر»، وجاء فى إنجيل مرقص على لسان المسيح قوله «اذهبوا إلى العالم واكرزوا بالإنجيل للخليفة كلها ومن آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن»، من هذه الأصول استمدت المسيحية مبررات ومقومات الدعوة إلى ما جاء فى الإنجيل، وأطلق على هذا النشاط مصطلح التبشير
ومعظم الأديان فى الواقع تقوم على التبشير ولكن التسميات تختلف من تبشير وكرازة ودعوة ونشر، والأهمية النسبية تختلف أيضاً فيختلف الإهتمام بالتبشير بين الأديان الثلاثة فالتبشير هو حجر الزاوية فى الإسلام والمسيحية ويتضاءل الاهتمام بالتبشير أو يختفى فى اليهودية ... «يتبع»