تشارك مصر طوال الوقت فى معارض الكتب العربية، وبعض المعارض العالمية أيضًا، وتكون المشاركة المصرية متمثلة فى مؤسسات الدولة وهيئاتها، وكذلك فى دور النشر الخاصة، وأحيانًا تحدث بعض الأزمات فى شحن الكتب وتأخرها أو حتى مصادرة بعضها، لكننى لم أجد أزمات متتابعة مثلما يحدث فى استعدادات دور النشر للمشاركة فى معرض الخرطوم الدولى للكتاب، والمقرر انعقاده فى الفترة من 17 أكتوبر الجارى وحتى 29 من الشهر نفسه.
فى البداية علينا أن نعرف جميعًا أن مصر هى ضيف شرف هذه الدورة فى المعرض، الذى يقام فى العاصمة السودانية، وأن ظهورنا بالشكل الذى يليق بنا هو أمر مهم جدًا، لأن المعروف فى المعارض الكبرى أن ضيف الشرف يكون مسؤولا عن نجاح المعرض بشكل أو بآخر.
بالطبع اختارت وزارة الثقافة الوفد المسافر إلى السودان، ونظمت ندواتها، لكن يبدو أنهم سيذهبون بدون دور نشر مصرية، لأن الأمور تزداد تعقيدًا.
والمشكلة الرئيسية حدثت لدور النشر المصرية، فنظرًا لارتفاع سعر الدولار طلب اتحاد الناشرين المصريين من اللجنة المنظمة لمعرض الخرطوم ثلاثة مطالب حتى يتمكن الناشرون من الحضور هى تخفيض ثمن إيجار متر جناح المعرض ليصل إلى 60 يورو بدل من 120 يورو، ودفع ثمن الإيجار أثناء الوجود فى السودان، والدفع بالجنيه السودانى بدلا من اليورو، وبعد محاولات عديدة وتدخل هيئة الكتاب تمت الموافقة على المطلب الأخير فقط، وبناء عليه تم ترك الأمر اختياريًا لدور النشر من شاء أن يشارك فليفعل، ومن لم يجد مصلحته هناك فهو حر.
لكن بعد ذلك ظهرت مشكلة التأشيرات، فالوقت المتبقى غير كاف لإصدار تأشيرات دور النشر، لكن هذه الأزمة تم حلها، وللحقيقة فإن السودان هى من فعلت ذلك فالقنصل السودانى قام بتسهيل الإجراءات، حيث منح الاتحاد استمارات تمت تعبئتها فى مقر الاتحاد، كما قام الجانب السودانى بالعمل يومى الإجازة الجمعة والسبت للانتهاء من التأشيرات، وتم ذلك بالفعل، وفجأة ظهرت أزمة الجوازات المصرية، حيث قال محمود خلف، رئيس لجنة المعارض العربية باتحاد الناشرين المصريين، إن مشاركة دور النشر المصرية فى معرض الخرطوم للكتاب مهددة بالإلغاء، لأنه بعد صدور التأشيرات فوجئ الناشرون بأن مصلحة الجوازات المصرية تطلب منهم خطابا موجها من الخارجية السودانية إلى وزارة الخارجية المصرية بالسماح بسفر الأشخاص، الذين يحملون هذه التأشيرات، وتوقع الاتحاد أن هذا الأمر ربما يستغرق 45 يومًا على صدوره، مما يهدد بعدم اللحاق بمعرض الكتاب.
وهذه معضلة كبرى تهم مصر ومكانتها فى أفريقيا، لذا نتوقع فيها تدخل الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، لإنهائها، لأن الوقت ليس فى صالح أحد، وكما قلنا لا نتوقع أبدا أن يكون المعرض قائمًا ومصر ضيف الشرف ولا توجد دار نشر مصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة