يبدو أن البيت الأبيض سيشهد خريفا شديد الحرارة على الرئيس الجمهورى دونالد ترامب، كما سيشكل تهديدا صريحا لبقائه فى السلطة بعد أن أصدرت السلطات القضائية الأمريكية قرارًا بوضع 3 من مساعديه وقادة حملته الانتخابية قيد الإقامة الجبرية، بتهمة التواطؤ والعمالة لروسيا فى قضية تدخل موسكو فى سير الانتخابات الأمريكية، وتأثيرها المفترض على نجاح الرئيس ترامب على حساب منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون.
المتهمون الثلاثة
فى السياق ذاته؛ كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أسماء الثلاثة مسئولين السابقين فى حملة ترامب الذين صدر قرار اليوم الاثنين بتحديد إقامتهم ووضعهم قيد الإقامة الجبرية.
وقالت الصحيفة فى تقرير لها نشرته قبل قليل إن المستشار الخاص روبرت س. مولر كشف الاتهامات الموجهة ضد 3 من مسئولى حملة ترامب السابقين بمن فيهم بول مانافورت رئيس الحملة الانتخابية، مؤكدا أنها أول ادعاءات جنائية قادمة من تحقيقات حول التأثير الروسى المحتمل فى الشئون السياسية الأمريكية.
بول مانافورت
وأشارت الصحيفة الأمريكية التى غالبا ما تستمد معلوماتها من مصادر رفيعة المستوى إلى أن جورج بابادوبولوس، وهو أحد المتهمين الثلاثة، وهو مستشار سابق للسياسة الخارجية فى حملة ترامب؛ اعترف بأنه أدلى ببيان كاذب لمحققى مكتب التحقيقات الفيدرالى الذين سألوا عن اتصالاته مع أجنبى ادعى أن له علاقات روسية رفيعة المستوى.
وتطرقت وثائق المحكمة للجهود الموسعة التى بذلها بابادوبولوس فى محاولة للتوسط مع المسئولين الروس وترتيب لقاء بينهم وبين حملة ترامب، على الرغم من أن بعض رسائل البريد الإلكترونى تظهر رفض عروضه.
جورج بابادوبولوس
وكشفت الصحيفة أن الشخص الثالث الذى صدر قرار بحقه فى القضية التى تصنف فى إطار الأمن القومى الأمريكى، هو شريك مانافورت التجارى، ريك جيتس.
وفى تطور لافت أمر قاض أمريكى بوضع مدير حملة دونالد ترامب الانتخابية السابق ومساعده قيد الإقامة الجبرية.
وفى وقت سابق، رفض بول مانافورت المدير السابق لحملة دونالد ترامب، الاتهامات الموجه إليه فى إطار التحقيق حول التدخل الروسى فى انتخابات 2016 الرئاسية، وذلك لدى مثوله للمرة الأولى أمام قاضية فيدرالية.
ريك جيتس
جورج بابادوبولوس المستشار السابق فى حملة ترامب، اعترف بأنه مذنب فى أوائل أكتوبر الحالى، ضمن تحقيقات أقامها مكتب التحقيقات الفيدرالى.
وكان هذا التصعيد الحاد هو أحد المنحيات الجذرية فى التحقيقات الخاصة التى قام بها روبرت مولر، وزير العدل الأمريكى، منذ خمسة أشهر فى التدخلات الروسية بالانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة لصالح ترامب، والتواطؤ المحتمل من جانب مساعدى ترامب.
ولفتت وكالة رويترز فى تقرير لها بثته قبل قليل إلى أن مانافورت، البالغ من العمر 68 عاما، وهو من المنتمين للحزب الجمهورى منذ فترة طويلة، اعترف هو الآخر بتورطه فى القضية التى تتشكل من سلسلة من الاتهامات فى لائحة اتهام تضم 12 شخصا تتراوح بين غسل الأموال والقيام بدور وكلاء غير مسجلين يعملون لصالح الحكومة الروسية ضد المصالح القومية الأمريكية.
وأدى تحقيق أجراه مولر وغيره من لجان الكونجرس فى التدخلات الروسية التى استهدفت التأثير فى الانتخابات إلى إلقاء المزيد من الضوء على الشهور التسعة الأولى التى قضاها للرئيس الجمهورى دونالد ترامب بالبيت الأبيض.
وقالت متحدثة باسم البيت الأبيض أن لائحة الاتهام لا علاقة لها بترامب أو حملته ولم تظهر أى دليل على وجود تواطؤ بين الحملة وروسيا.
وقالت المتحدثة سارة ساندرز فى مؤتمر صحفى "لقد قلنا من اليوم الأول أنه لا يوجد دليل على التواطؤ بين ترامب وروسيا، ولم يتغير أى شىء فى لائحة الاتهام اليوم.
وقال ريناتو ماريوتى، المدعى العام الفيدرالى السابق فى شيكاجو، إن التهم الموجهة ضد مانافورت يمكن أن تمارس ضغوطا عليه للتعاون مع تحقيق ميلر فى روسيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة