"أبلة" رجاء علمتنى الحياة ومنحتنى القوة بإنسانيتها

الجمعة، 06 أكتوبر 2017 11:30 ص
"أبلة" رجاء علمتنى الحياة ومنحتنى القوة بإنسانيتها أسماء زيدان
كتبت أسماء زيدان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الحياة تضعنا أحياناً فى مواقف لا نحسد عليها، ورغم قسوتها قد تقدم لنا بعض النفحات التى تساعدنا على مواصلة مشوارنا الصعب بها، ومن أصعب تلك المواقف أن نعجز عن إيصال حبنا لأحدهم بعد أن خطفه الموت منا، دون أن يمنحنا فرصة الوداع أو حتى العتاب، وكيف لا أحبها وهى من علمتنى الحياة فكانت امرأة قوية صامدة كصمود الجبال، تراها كالصخر فى تحمل المسئولية لا تكل ولا تمل فوهبت حياتها للأجيال التى ظلت أماً لهم حتى اللحظات الأخيرة فى حياتها، أحدثكم اليوم عن المرأة صاحبة نصيب الأسد فى شخصيتى بشخصيتها القوية الحنونة فى آن واحد، إنها المعلمة رجاء الديب، أو كما كنا نقول لها " أبلة رجاء " المرأة التى جعلت منى صحفية لا تخجل من أن تقول لا لكل ما لا يناسبها .

ولعلى فى السطور القادمة أستطيع أن أقول بعض ما حرمنى القدر من إيصاله لها، معلمتى وأمى الثانية شكراً على وقوفك بجانبى فى مرحلة كانت الأخطر بحياتى حين كنت طالبة بالصف الثالث الثانوى، لحظة أن فقدت الأمل فى الالتحاق بكلية الإعلام التى طالما حلمت بالالتحاق بها، فكنتِ لى نعم الأم والمعلمة بدعمك لى وبقولك " لو عايزين نوصل لحاجة هنوصلها بس نعمل اللى علينا والباقى على ربنا.. ربنا مبيعملش حاجة وحشة أبداً يا ست الإعلامية " .. تتردد على مسامعى تلك الكلمات كلما تذكرتك كم كنتِ رائعة معى تعاملينى على أنى فتاة مميزة ولها طابع خاص فى التعامل لا أنسى كم من الوقت أخذتيه من أبنائك وبيتك وكنتِ لى نعم الأم تراجعى معى دروسى بمادة الجيولوجيا والعلوم البيئية فى الوقت الذى يحلو لى بعيداً عن الاستيقاظ الباكر .

 فأتذكر جيداً جلوسنا معاً فى الشرفة ومذاكرتك لى أثناء تحضير الطعام من تنقية الأرز، كم كنتٍ حنونة معى وكم أخذتنى الحياة منك بعد أن حققت حلمى والتحقت بكلية الإعلام حلم العمر، لم أنس يوم امتحان الجيولوجيا واتصالك بى بعد أن فقدت الأمل فى الحصول على درجة جيدة بها، لتطمئنينى بأنى فعلت ما هو يتوجب عليا القيام به وتبشرينى بأنى سأحصل على درجة جيدة بها، وقد كان يا عزيزتى فلم أهدر فى مادتك سوى نصف درجة وصدقتى .

وها أنا اليوم صحفية فى واحدة من أكبر الصحف المصرية، وصلت إلى ما أحلم به ولكنى فقدت حضنك لى .. حضن المرأة التى كانت تمدنى من قوتها فى أشد أوقات ضعفها رغم إصابتها بالمرض اللعين، لتذهب ويبقى أثرها فى الأجيال التى تتلمذت على يدها.. رحمك الله يا معلمتى وعوضنا خيراً عن فراقك وصبر أبناءك وزوجك .

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة