أزمة جديدة فى العلاقات الليبية البريطانية عقب "زلة لسان" وزير خارجية بريطانيا التى أشعلت غضب الشارع الليبى بسبب سخريته من الليبيين، ما دفع مجلس النواب الليبى ورئيس المجلس الرئاسى وعدد من السياسيين والمسئولين للمطالبة باعتذار رسمى والذهاب لمطالبة رئيسة وزراء بريطانيا بإقالة "بوريس جونسون".
بداية الأزمة كانت مع نشر وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون لتصريحات عبر حسابه الرسمى على "تويتر"، أثناء حديث له بمؤتمر لحزب المحافظين فى مدينة مانشستر ، ساخرا فيها مما يجرى فى مدينة سرت الليبية وقال إن "مدينة سرت الليبية يمكن أن تصبح دبى جديدة بعد نقل الجثث المتواجدة بها".
تريزا ماى
مطالبات باستقالة الوزير
وتفاجأ الوزير البريطانى بمطالبة العشرات من متابعيه بضرورة تقديم استقالته، لسخريته من دولة تحارب الإرهاب، وتعانى من فوضى أمنية، وأزمات إنسانية ومعيشية.
بدوره طالب رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى الليبية، فائز السراج، السفير البريطانى لدى ليبيا بيتر ميليت، بتوضيح تصريح وزير الخارجية البريطانى بوريس جونسون الأخير حول مدينة سرت، واعتبر السراج، أن ما جاء فى تصريح وزير الخارجية البريطانى "غير مقبول ومستغرب ويحتاج إلى توضيح".
السفير يحاول تبرير خطأ الوزير بقصد داعش
وأوضح السفير البريطانى لدى ليبيا، بيتر ميليت، خلال لقاء مع رئيس المجلس الرئاسى الليبى فائز السراج، أن وزير خارجية بلاده، بوريس جونسون، كان يقصد بتصريحه الأخير حول مدينة سرت "القتلى الأجانب من تنظيم داعش الإرهابى الذين قتلوا مئات الليبيين وتسببوا فى مآسٍ، أينما حلوا".
فائز السراج
وأكد السفير البريطانى أن "سياسة بريطانيا الثابتة هى دعم المجلس الرئاسى وحكومة الوفاق الوطنى، والعمل على تحقيق الأمن والاستقرار فى ليبيا، وإنجاح مسار التوافق".
بدورها طالبت لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس النواب الليبى، باعتذار وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون عن تصريحاته عن إزالة جثث القتلى من مدينة سرت التى كانت معقلا لتنظيم داعش.
لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الليبى: تصريحات غير مقبولة
وأدانت لجنة العلاقات الخارجية والتعاون الدولى فى مجلس النواب الليبى التصريحات بشأن سرت وقالت إنها "غير مقبولة" و"تعد انتهاكا للسيادة الليبية حينما تحدث عن استثمار لرجال أعمال بريطانيين هناك".
وقالت اللجنة فى بيان: "تطلب اللجنة من رئاسة الحكومة البريطانية توضيحا واعتذارا للشعب الليبى عما بدر من وزير خارجيتها".
وخاضت قوات ليبية مدعومة بضربات جوية أمريكية حربا لما يزيد عن ستة أشهر فى العام الماضى لطرد تنظيم داعش الإرهابى من سرت التى حولها التنظيم المتشدد لأهم قاعدة له خارج الشرق الأوسط.
3 أيام انتظار لسماع موقف الحكومة من تصريحات الوزير
وفى أول تعليق له على سخرية وزير خارجية بريطانيا من الشعب الليبى، قال المسئول السياسى لجبهة النضال الوطنى أحمد قذاف الدم، إنه انتظر ثلاثة أيام ليسمع موقف الحكومة البريطانية على ما تلفظ به وزير خارجيتها وكلامه الشاذ كفعله، على حد قوله، حول تراب سرت الطاهر الذي عُمد بالدم.
وأكد "قذاف الدم" فى بيان صحفى، أن ليبيا عبر تاريخها الطويل وآخرها سقط عبر ثلاثين ألف غارة 2011 من أساطيل الدول الاستعمارية، وكان لبريطانيا نصيب الأسد فى هذه الجريمة التاريخية، التى لن تسقط بالتقادم وسنتوارثها جيلا بعد جيل، وما ترتب عنها من دمار طال المنطقة بأسرها، وعليهم أن يتحملوا وزرها.
وأضاف:"فى الوقت الذى كنا نتوقع اعتذارًا من الشعب البريطاني ورئيسة وزرائه تيريزا ماي، يخرج علينا هذا المراهق التافه –وزير خارجية بريطانيا- ليسخر من شهدائنا، ويتحدث عما تركه الإرهاب الداعشى فى سرت، ونسى أن ليبيا أو العراق لم يعرفان هذه النبتة، غير أنهم من صنعها".
جريمة العميل ديفيد شيلر
وفى رسالة لوزير خارجية ليبيا، قال قذاف الدم: "أذكر هذا التافه بالجريمة التى أفصح عنها العميل ديفيد شيلر الضابط المنشق عن جهاز الاستخبارات البريطانية MI5 الهارب فى فرنسا، واعترافه بأنه مول مجموعات تتلحف بالإسلام لقتل القذافى بمبلغ 400 ألف استرلينى".
قذاف الدم
وأكد انتظارهم لاعتذار الحكومة البريطانية لطرد ما وصفه "السفيه"، محذرا بما قد يترتب عن هذه الإهانة غدًا بما يهدد العلاقات وأى نوع من التعاون والتواجد على الأرض الليبية الطاهرة.
واختتم قذاف الدم بيانه: "مهما كانت الجراح والآلام التي نمر بها، فقد علمنا التاريخ بأن الاستعمار مشروع فاشل، وهذه اللغة المنحطة لن تعود بالنفع على دولة كبريطانيا التى ربطنا بها تاريخ وتعاون، ولم تكن تغرب عنها الشمس، وباتت اليوم معزولة حتى عن أوروبا، بعد أن وصل إلى سدة الحكم فيها هذا السفيه".
بدوره طالب رئيس مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة، سفير ليبيا السابق لدى الإمارات العربية المتحدة، عارف النايض رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماى باتخاذ إجراءات حازمة ورادعة وعاجلة بخصوص تصريحات وزير الخارجية البريطانى بوريس جونسون، والاعتذار الفورى للشعب الليبى.
وخاطب "النايض" فى تصريح صحفى له السفير البريطانى لدى ليبيا بيتر ميليت بضرورة الاعتذار الفورى للشعب الليبى، مستنكراً تصريحات جونسون حول ضرورة تخلص ليبيا من الجثث، لتصبح مقصداً للمستثمرين والسياح، واصفا إياها بالمهينة لإنسانية وكرامة الشعب الليبى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة