كل يوم يمر نجد كل ما يترجم أمامنا هو مجرد مشاهد صعبة ومعاناة إنسانية وعمليات إرهابية، والحقيقة أن هناك من عمل لتحقيق خريطة جديدة تعيد صياغة الأوطان سياسيا واقتصاديا، فعلى المستوى الداخلى أو الخارجى نجد صراعات وانقسامات وتنافس قوى على مساحة الأدوار وقدرة السيطرة والنفوذ على أهم القضايا والصراعات .
ولكن تبقى مصر بكل ما تملك من قدرة استراتيجية وبخبراتها وأدواتها صامدة وبعمل ممنهج تحقق الانتصار من جديد وتقوم مرة أخرى باستعادة أوراقها السياسية وتفعيل عدد من أدوارها الإقليمية والعربية فى المنطقة، وكل ذلك يتم بهدوء وبخطوات ثابتة لا تتغير فى المبادئ ويحقق أمام العالم عددا من النتائج على الأرض وليس مجرد كلمات أو شعارات رنانة من تلك التى ملت منها الآذان، فنحن نفتح الباب للتهدئة والسلام مع حماس واحتواء الخلافات بين الأطراف الفلسطينية التى استمرت لسنوات بين انشقاق وحصار ونزاع وتعنت كان لا يجلب سوى المصائب ويحصد معه الأرواح، وأضاع الكثير من الفرص الحقيقية للتنمية، وللثقة، والاستقرار فتعود مصر لأرض غزة لتزرع الأمل ولتكون هى الشريك الأقوى فى عملية السلام والأهم فى الساحة الدولية والإقليمية، وتراعى حقوق الإنسان فى غزة وأمن المواطنين على حدود مصر مع غزة أيضا وهذا إن احترمت المليشيات الفلسطينية الاتفاق بتشكيل حكومة وطنية لا يحمل فيها السلاح سوى الشرطة الفلسطينية .
لقد أشار الرئيس السيسى فى خطابه فى الأمم المتحدة وكلماته التى وجهها أمام العالم وبشكل مباشر لكل من الشعبين الفلسطينى والإسرائيلى على حد سواء إلا أن هناك فرصة سانحة للسلام، ولا يتبقى الكثير من الوقت لإضاعته فى الخلافات أو الانقسامات التى يستفيد منها الآخرون، سواء كانت الطموحات التركية غير المشروعة أو المخططات الإيرانية، أو التمويلات القطرية، فقط نجد هنا المصالح فردية تتحكم من خلالها فى بعض الملفات ولا تحمل للشعوب سوى مزيد من التوتر ، والدماء والقلق والتصعيد الموسمى للخلافات لتخدم مصالحها، فهى أنظمة وجدت لتشعل النار على حدودنا فكانت الحقيقة بالتجربة معهم هى خير برهان سواء كانت مع نظام إيران أو قطر أو تركيا فكلهم كاذبون مخادعون .
عادت اليوم القضية الفلسطينية إلى السطح لتفعيل المباحثات للوصول إلى مصالحة حقيقية وتشكيل حكومة وطنية، وعملية سلام بجهود مصرية تتصدر المشهد فى المرحلة القادمة فليس هناك من بديل فى المصير، وتبقى الأيام هى أفضل دليل للحكم على مدى التزام حماس بوعودها والتزامها بوحدة ومصلحة الشعب الفلسطينى .
* بمناسبة ذكرى عاشوراء التى مرت علينا منذ أيام وجدنا الطقوس المصرية هى الصيام، وصناعة الحلوى والدعاء، والصدقة... ولكن عاشوراء فى البحرين فهى الدولة الوحيدة التى تعطى عطلة رسمية يومين لمراعاة المشاعر لأصحاب المذهب الشيعى وتبدأ عادات وتقاليد هذا اليوم عند الشيعة بالعزاء واللطم والتنديد والعويل..الخ وقامت السلطات البحرينية بتأمين هذا الحشد وبحراسة الشرطة الوطنية...وتقديرا للمشاعر المذهبية وحفاظا على العدالة وحقوق الإنسان يتم كل عام الاحتفال ولكن للأسف تمت عملية إرهابية تسببت بإصابات بالغة لخمسة من أعضاء الشرطة التى كانت تحمى الاحتفال، فهل هكذا يكون جزاء التقدير والعرفان لاحترام حقوق الإنسان وتأمين الاحتفال بليلة عاشوراء، وهل هؤلاء الذين نفذوا الانفجار يستحقون الحماية بعد ذلك والتقدير ؟!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة