بينما تتعرض تركيا لمشاكل داخلية، واتهامات خارجية بدعم الإرهاب، وبينما تعيش قطر أسوأ مقاطعة، واتهامات خطيرة بدعم التنظيمات الإرهابية، والارتماء فى أحضان إيران فى خيانة قذرة لأمتها العربية بشكل العام، وبنى عمومتها الخليجية بشكل خاص، يقف البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان يوم الأربعاء الماضى ليؤكد للعالم أن مصر بلد الأمن والسلام، ومأوى الرسل والأنبياء، ويعلن رسميا أن طريق العائلة المقدسة فى مصر أصبح مزارا دينيا، وانضمامه إلى خريطة المزارات الدينية للأقباط الكاثوليك البالغ عددهم مليار و300 مليون، ليحجوا إليه!!
موافقة بابا الفاتيكان على وضع رحلة العائلة المقدسة، من فلسطين وحتى أسيوط مرورا بسيناء والشرقية والقاهرة والمنيا، ثم العودة، التى استغرقت أكثر 3 سنوات، ضمن المزارات المقدسة التى يجب أن يحج إليها المسيحيين فى العالم، إنما يعد حدثا حضاريا وسياسيا واقتصادا فريدا، يعجز اللسان عن وصفه، وتعجز تحليلات أعتى المحللين والخبراء. عن إيجاد توصيف يليق بمكانة ومردود الحدث على مصر!!
مصر، بذلت ولعقود طويلة، مجهودات ضخمة، لوضع مسار العائلة المقدسة ضمن خريطة المزارات الدينية المسيحية للفاتيكان، وفشلت جميعها، حتى كانت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للفاتيكان فى 2014، وقدم طلب إدراج الرحلة، مستعينا بكل الوثائق التى تثبت حقيقة أن الطفل يسوع والعذراء مريم والقديس يوسف وآخرون، لجأو إلى مصر، وساروا فى طريق أمكن تحديد مساره بالوثائق التاريخية ثم كانت زيارة البابا فرانسيس الأخيرة لمصر، وروعة الاستقبال، وحفاوته، واهتمام بالغ من رأس السلطة، وقوة تأمين شاركت فيه كل المؤسسات الأمنية، إنما كان لها صدى كبير فى نفس البابا فرانسيس، واطلع على حقيقة هذا الوطن، حاضن الحضارة والتنوير، وملجأ الرسل والأنبياء، فكانت الزيارة حجر الزاوية فى استكمال مناقشة ادراج الرحلة المقدسة، ضمن المزارات الدينية وجلس مع البابا تواضروس، بابا الاسكندرية، والدى قدم بدوره، مستندات جديدة، ثم كان القداس فى استاد الدفاع الجوى، كل ذلك ساهم فى إدراج الرحلة المقدسة ضمن المزارات الدينية المسيحية التى يجب أن يحج إليها المسيحيين!!
إدراج الرحلة، يعد إنجازا ضخما، وتتويجا حقيقيا، لجهد قيادة حالية لا تعرف اليأس، وتؤمن بقوة المتابعة، وتذليل العقبات، وتقديم كل الدعم، وبالفعل وخلال ثلاث سنوات من الجهد، تم إدراج الرحلة العائلية المقدسة ضمن خريطة المزارات الدينية المسيحية العالمية، وضرورة الحج إليها، وهو إنجاز، يضاف لإنجازات مصر التى عرفت طريقها منذ تولى القيادة الحالية مقاليد الأمور، وكأنه يضع خطة إعادة هيكلة «فرمطة» لمصر والاستفادة القصوى مما تزخر به من موارد وما تتمتع به من مقومات، والقضاء على خيوط العنكبوت الذى أسدل ستائره على معظم المؤسسات، وكل مناحى الحياة طوال ما يقرب من 4 عقود ماضية، ما نتج عنه انتشار الإهمال واللامبالاة والتراجع، والعيش فى الوهم والخيال، وتضليل الوعى، فكانت نكبة حقيقية، دفعت لتراجع مصر بقوة، وانحدارها بين الأمم، ومن كانت تحاول اللحاق بها بالأمس، سبقتها وبسرعة الصاروخ وبفارق شاسع، اليوم!!
وإبداعات القدر، يظهر جليا عندما رسم بريشته، لوحة عظيمة، وعبقرية، جعلت من مصر حديث العالم لمدة أسبوع كامل، والسبب «فلسطين» بدأت بالإنجاز التاريخى، عندما نجحت القاهرة، فى جمع الفرقاء الفلسطينين على كلمة واحدة، والجلوس معا لحل مشاكلهم، والقضاء على التشرذم، ثم كان الحدث الثانى الذى رسمته ريشة القدر لتحقق مصر انجازاتها، متعلق «بفلسطين» أيضا، عندما أعلن البابا فرانسيس بابا الفاتيكان رسميا، إدارج رحلة العائلة المقدسة فى مصر، ضمن الزيارات المقدسة التى يجب لأكثر من مليار و300 مليون مسيحى، زيارتها، ليس من باب الاستمتاع الثقافى والترفيهى، ولكن كطقس دينى يؤدوه، شبيه بالحج للقدس، فيسير الزائر ويجلس فى الأماكن التى سار وجلس فيها، السيد مسيح عندما كان طفلا، والعذراء مريم، والقديس يوسف، ومن معهم، ومن المعروف أن العائلة المقدسة إنطلقت من بيت لحم بفلسطين متوجة إلى مصر.
وكنا نتمنى أن تكون هناك مؤسسة قادرة على الترويج لنجاحات مصر، الشبيهة بالمعجزات، قادرة على إبراز هذه الانجازات، وتسويقها فى الداخل والخارج، تضم كفاءات ومواهب، بعيدا عن الروتين الوظيفى، التى تمارسه على سبيل المثال، الهيئة العامة للاستعلامات، وأن تكون هذه المؤسسة قادرة على التواصل مع الداخل والخارج بنفس القدرة، لتوظيف هذه النجاحات سياسيا واقتصاديا، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه!!
ما يحدث فى مصر، ليس إنجازات مشاريع قومية لا تعد ولا تحصى، ولكن فى تقديرى أن دخول مصر عصر اكتشافات الغاز، ثم نزع موافقة الفاتيكان على ضم طريق العائلة المقدسة ضمن المزارات الدينية التى يجب أن يحج إليها المسيحيون فى أنحاء العالم، وإعادة بناء قدرات المؤسسة العسكرية، بحيث تتفوق على عدوها اللدود إسرائيل لأول مرة، ثم مشروع المصالحة والوفاق الوطنى الفلسطيني، إنما يمثل نقلة مذهلة، لدولة كانت تصارع الموت بفعل 25 يناير، إلى دولة منطلقة بسرعة نحو التقدم والازدهار والرقى، وتصبح مصر، وطن عفى، فتى، قادر على المنافسة فى سباقات المستقبل، الصعب، والمحفوف بالمخاطر، الذى لا يعترف بالدول الضعيفة!!
هذه المعجزات، تتحقق، وجبهة العواطلية، تُمارس ترويج الشائعات، وتشويه الحقائق، ونشر اليأس والإحباط بين العباد، بقيادة ممدوح حمزة، المورد الأكبر للملابس الداخلية، وخيام العار بميدان التحرير، وحمدين صباحى، إله الفشل فى الانتخابات والعمل المهنى عند الفراعنة، ومحمد البرادعى، الجالس على مقهى المعاشات فى فيينا، يخاطب العالم الافتراضي، وعلاء الأسوانى، وخالد على وأطفال أنابيب الثورة، ودواسات تويتر الشهيرة، التى قيمتها لا توازى سوى «باسورد» أكاونت على تويتر، لو فقدته لن يكون لها وزن جناح بعوضة!!
ولَك الله يا مصر...!!